انحدر الى أعماق الجحيم ثم أعاده الله ليُخبر العالم عن الأهوال التي شاهدها
شهادة من الجحيم - الجزء الأول
“آلان، رجل في ال77 من العمر، لفترة 22 سنة كان يدلي بشهادة عن حدث عاشه وجعله يغيّر أطباعه وتصرفاته وحوّله من شخص شرير الى رجل لطيف العشرة، محبّ لعائلته، خدوم في مجتمعه، والأهم حوّله من غير مؤمن بالله الى رجل ممارس لإيمانه . في أشهر حياته الأخيرة كان مريضاً بسرطان المثانة الذي انتشر في كل جسمه، وهو على فراش الموت في مستشفى في ميشيغن، سرد لآخر مرة، لممرضّته كيف أنه كان قريباً من الموت وزار الجحيم يرافقه القديس ميخائيل رئيس الملائكة وملاكه الحارس قبل 22 عاماً، حين خضع لجراحة في القلب.
سجّلت الممرضة كل شيء بالتفصيل. أخذه الملاك ميخائيل وملاكه الحارس لرؤية جهنم، بتوجيه من الرب يسوع الذي جعله يرى ما سيكون مصيره إن مات في تلك اللحظة. كان آلان إنساناً بارد العواطف، أناني، زميل وقح في العمل، وسيء المعاملة مع زوجته وأولاده. كان رجلاً لا يهتم سوى بالمال وبراحته الشخصية. ضحك من فكرة وجود الله عندما عرض عليه الطبيب المخدّر أن يصلّي معه قبل دخوله غرفة العمليات. وهذا ما قاله:
“كان من الممكن أن أُسحَق، أن أهلك بالكامل بسبب خطاياي. رأيت روحي كما يراها الله، وكانت مرعبة. كانت روحي مليئة بالثقوب والقذارة، القذارة التي بملء إرادتي جعلتها تتراكم، الى درجة لا يمكن التعرّف عليها. مثل الجثّة المتحلّلة، مغمورة نتانة وفساداً ورجاسة حيّة، والتي كنت أقع تحت ثقلها.
صرختُ من عاري أمام الرب، كان يجب أن أهرب أبعد ما يمكن، لكن لم يكن الى أين. تسمّرت في مكاني مجبوراً على رؤية كل شيء، بدون عذر، وبدون راحة، وعاري وخجلي يثقلان باستمرار أمام هذه الطهارة والنقاء الغير مُدرك”.
“فجأة وجدت نفسي أنا والملاكين واقفان في وادٍ خربٍ تماماً ومحاط بجبال ضخمة، سوداء، خشنة وجرداء. قاعدتها عميقة، أعمق من الدرب الذي نسير عليه تمتد أساساتها في العمق كأن ليس لها نهاية ولا قاع، مشينا على طول الدرب الواسع الذي بدأ ينحدر ببطء نحو الأسفل. في البداية كان المسير سهل، ولكن كلما مشينا أكثر أصبح هبوطنا حاد جداً وزلق. كنت خائفاً أن أقع، لأن على جانبي الطريق كانت مخلوقات رهيبة، تزحف في الظلام، تزمجر وتلعن، وتمد أيديها محاولة أن تُمسك بكعبي. عندها، حثّني ملاكي أن أسرِع”.
“كلما نزلنا أكثر، كان الجو يصبح أكثر كثافة وظلمة. عن بعد سمعت أصواتاً ضعيفة رهيبة، صراخ وقتال ولعنات. لم أرد أن أكمل الطريق، ورجوت الملائكة رفقائي أن يأخذوني من هذا المكان. فقالوا لي: “يجب أن ترى ما ينتظر الخطأة الذين يرفضون الله”. فواصلنا المضي أكثر وأكثر نحو السواد الهائل والظلام الحي. في نهاية هبوطنا وصلنا الى بنيان هائل وعملاق، الذي يبدو أنه يمتد الى الأبد في العمق والارتفاع”.
“كان الخوف الذي ملأ كياني يسحقني، وأردت أن أهرب لكن الملائكة ثبّتوني في مكاني. البوّابات الحصينة كانت مغلقة من الخارج بواسطة براغي سوداء هائلة الحجم. رفع الملاك ميخائيل يده وتحرّرت البراغي وفُتحت الأبواب. على الفور ملأت أنفي رائحة مخيفة نتنة، حرقتني وأشعرتني بالغثيان. مثل اللحم المتعفّن تحت حرارة شمس الصيف غارق في القطران والكبريت. كنت مرعوباً لدرجة أنني تعلّقت بملاكي الحارس. ما أن شُرّعت الأبواب العظيمة حتى وصل أذنيّ أصواتاً جعلتني أرتجف من الخوف. صراخ أجشّ بلغة قذرة لا يمكنني أبداً أن أعيدها”.
“تنافر الصراخ والسباب، والبكاء المتواصل، ملأ الجو وتردّدت أصداؤه في داخلي مالئة إياي برعب شديد لا يوصف. ما أن دخلنا حتى امتلئ ذهني معرفة بكل النفوس التي رأيتها مسجونة هنا. المعاناة التي شاهدتها لا يمكن وصفها، تعجز الكلمات عن التعبير عنها. الروائح الكريهة والحرارة لا يُحتملان. على يميني رأيت جدران سوداء لامعة التي تمتد الى ارتفاع هائل. في داخل الجدران فجوات منحوتة من الحجر الأسود، الواحد فوق الآخر الذي يمدّ من ارتفاع وعمق هذا الجدار”.
“كان عددها لا يُحصى، آلاف وآلاف منها. كل حجر كان بنفس الشكل والحجم، أشكالها دائرية، وتحتوي بداخلها أنفس الهالكين، حُشروا فيها غير قادرين على الحراك، وغير قادرين على إراحة ذواتهم. وجوههم متّجهة نحو الخارج صوب مركز هذا السجن. وكانوا يصرخون ويلعنون باستمرار. عيونهم منتفخة وواسعة وتعابيرها مليئة بالألم والكراهية واليأس الشديد فأزحت بوجهي عنهم. فقال لي ملاكي: “أنظر!”
“كان اليأس الذي يغمر كل واحد منهم لا يمهلهم بل يلتهمهم باستمرار. معرفة الأعمال التي دفعتهم الى داخل هذه الحفرة المظلمة باقٍ أمام أعينهم بتدفّق مستمر من الذكرى التي يقدرون هم فقط على رؤيتها. لا يعرفون أحداً من الموجودين إلا الشياطين التي تعذّبهم. الى جانب العذاب واليأس، تخترقهم الوحدة القاتلة”.
“كانت معاناتهم عظيمة، لا توجد كلمات تصف هذا الرعب. كنت أرى سبب تعذيبهم، كما كانت حياتهم تمرّ أمام أعينهم باستمرار، وتتوقّف في أوقات محدّدة، عند خطيئة معينة، أو فرصة لعمل الخير، لكنهم اختاروا أن لا يفعلوا شيئاً. كانوا يصرخون الإهانات ضد الله ويكفرون، لاعنين والديهم، أحبّائهم، وحتى أولادهم. فالمشاهد تتكرّر مراراً، ليس عن خطاياهم فحسب، بل كيف أثّرت خطاياهم على الآخرين، والأذى الذي تسبّبوا به، وكيف حطّمت كلماتهم الآخرين”.
“إذا وصلت نفس الى هذه الهاوية بسبب أفعالهم، فإنهم مسؤولون عن تلك النفس، مما يزيد ويضاعف عذاباتهم بحسب ما هلكت النفوس جزئياً أو تماماً بسببهم. شكل الشياطين تختلف بالرغم من أن جميعها مرعبة. بعضهم يبدو كنصف حيوان، والبعض له شكل أكثر بشري. كانوا يقفون أمام وجه الهالكين ويصرخون فيهم وهم في حفرتهم بداخل الحائط”.
“هذه الشياطين كانت تُمسك بوجوه النفوس التي يعذبّونها ويمزّقونها. فيصبحوا بيضاً مثل المعدن المنصهر. وكلّما صرخوا أكثر كانت الشياطين تدفعهم أعمق الى جوف الحفرة وهم يشتمونهم ويلعنوننهم. لكن كان هناك فجوة فارغة في الحائط، وأمامها يقف شيطان مرعب يشير إليّ وهو يضحك ويشتم، ثم أشار الى الحفرة. أدركت حالاً أن هذه الحفرة محجوزة لي. فرجعت الى الخلف صارخاً مرعوباً، مما زاد متعة الشيطان وهو يمسك بي”.
“تمسّكت بملاكي الحارس وحاولت الفرار، لكنه هدّأني وأكّد لي أن رحمة الله لن تُبقيني هنا كما أنها ستحميني من هجوم أي من شياطين هذا المكان. فيما واصلنا التقدّم في هاوية الهلاك، رأيت حائطاً خالياً ملئياً بالزنزانات المصطفة فوق بعضها البعض. داخل إحداها شاهدت نفساً منظرها مرعب، تبدو كالمريضة وقذرة بالكامل.
كانت هذه نفس رجل سيّء المعاملة أجبر النساء على ممارسة البغاء، ورأيت أنه كان يغذّيهن بالمخدرات ويضربهن كثيراً، حنى يكسر أجسادهن وإرادتهن. على الأرض كان كاملاً في قساوته وفي جشعه وكانت تتملكه شهوة لا تشبع، وهنا في سجنه، اضطر مراراً وتكراراً تجربة ما ألحقَه بالنساء، لكن بشكل أعظم لا يمكن تصوره. كان مشوّهاً باستمرار من قبل أكثر المخلوقات بشاعة ورعباً الذين مزقوا جسده بلا رحمة”.
“مرة تلو مرة، كل تعذيب كان يتجاوز السابق في وحشيته وقسوته. صراخه وتوسّله لمعذّبيه كان يُثير كراهيتهم وقسوتهم تجاه ضحيّتهم المحاصر. في نهاية كل تعذيب، كان جسده ممزّق الى قطع صغيرة، لكن فقط ليعود طبيعياً من جديد وتبدأ جولة تعذيب جديدة”.
“من المستحيل الشرح بكلمات. كل واحدة من تلك النفوس الهالكة تعرف لماذا وصلوا الى هذا المكان الرهيب. رأوا بوضوح الخيارات التي اتّخذوها في حياتهم كما يراها الله… ثم يدينون أنفسهم في ضوئه. لا يوجد أي اعتراض، لا جدال مع الله، لأن خطيئتهم أمام الطهارة المطلقة تصرخ وتدينهم”.
“إننا نحن، أفعالنا، كلماتنا البذيئة، قسوتنا، وفي نهاية المطاف رفضنا الكامل لنعمة الله، هي التي تقرّر مصيرنا. هنا على الأرض تعطى كل نفس – حتى اللحظة الأخيرة من حياتنا – اختيار قبول الله أو رفضه، فالروح التي تسقط في الجحيم هي تلك التي ترفضه، وترفض حبه، وترفض نعمته، والأهم من ذلك ترفض رحمته حتى في النهاية، حتى بعد أن تشاهد الله تُلقي بنفسها في هذه الهاوية لأنه بالنسبة لها الوقوف أمام جلاله أسوأ بكثير من أن تكون في الظلمة!”
لقراءة الجزء الثاني من المقال إضغط هنا
يا رب احفظنا من كل ماهو رجس ودنسه وارشدني الي طريق الخلاص وحقيقة الرؤية الذي شاهده لايمكن للانسان مشاهدته في لحظه حياتنا لكن الرب الاله دعوه للخلاص اميييين يا رب