مواضيع روحية

هل تعلم ما هو تتويج العذراء وكيف نقوم به في بيوتنا – تكريم مريمي رائع على أولاد مريم أن يعرفوه

أصل فعل التتويج

لقد توّج الثالوث الأقدس مريم العذراء ملكة على السماء والأرض بإكليل من إثنتا عشر نجمة. تتويج العذراء هذا كان الأول والتاج الذي كُلّلت به هو محبّة الثالوث الأقدس. والنجوم ترمز الى أسباط اسرائيل وتلاميذ المسيح، وكل واحد منا، أولادهم.
ما هي طبيعة ومعنى طقوس تكليل تمثال العذراء:
إن تكريم أمّ الله القديسة غالباً ما يتجلّى من خلال تزيين رأسها بتاج ملوكي. وعندما تحمل الطفل يسوع يتوّج الإثنان.

إن تقليد تكليل أو تتويج العذراء يعود تاريخه الى مجلس أفسس (431م)، وهو نفسه في الشرق والغرب.
كثيراً ما نجد في الفن المسيحي صوراً للعذراء جالسة على عرش ملوكي محاطة بأجواق الملائكة، والطفل الإلهي يعانقها وتاجان على رأسيهما.

يستطيع كل راعي كنيسة أن يقوم بتشجيع التعبّد لها في رعيّته من خلال القيام باحتفال تتويج العذراء بإكليل أو تاج. إن الباباوات أنفسهم قد قاموا بهذا التكريم. فقد توّجوا أيقونات وتماثيل للسيدة العذراء ذات شهرة كبيرة وعادة ما يتلو البابا وقت التتويج صلاة تكريس لمريم العذراء اعترافاً بملوكيتها مع ابنها الرب يسوع.
الأيقونات والتماثيل التي تلقت تتويج باباوي لا تعد ولا تحصى، ومع ذلك اثنتين فقط تحمل لقب “ملكة العالم”. الأولى أيقونة Maria Salus Populi Romani في كنيسة مريم الكبرى في روما، والثاني تمثال سيدة فاطيما في كوفا دي إيريا. هذا التمثال كُلّل بتاجَين مع إضافة اللقب: ملكة الكون والسلام، الأول شرقي وقديم والثاني معاصر. الأول يبقى في المدينة والثاني يجول جميع أنحاء العالم.

المبعوث البابوي الكاردينال بنيديكت ماسيلا، يتوّج سيدة فاطيما رسمياً ولأول مرة في 13 أيار 1946

تتويج سيدة فاطيما

تمثال سيدة فاطيما يمثّل العذراء ويذكّر ظهورها الرائع ورسالتها المهمة “الله يريد أن يؤسّس في العالم التعبّد لقلبي الطاهر”. البابا بيوس الثاني عشر، توّجها وكرّس العالم لقلبها الطاهر. وطلب أن يتم التكريس في جميع الأبرشيات والرعايا والعائلات. كما كرّس روسيا أيضاً محقّقاً جزئياً رغبة الله. وفي المجمع الفاتيكاني الثاني أعلن البابا بولس السادس في ختام الفترة الثالثة منه، مريم أمّ الكنيسة. وجدّد التكريس لقلب مريم الطاهر وأرسل وردة ذهبية الى عذراء فاطيما.

والبابا القديس يوحنا بولس الثاني زار فاطيما ليشكر العذراء التي أنقذته بأعجوبة من محاولة إغتيال في 13 أيار 1981 والذي يصادف ذكرى الظهورات . وكرّر زيارته في 13 أيار 2000 في احتفال رسمي باليوبيل ، وفي هذه المناسبة أعلن تطويب جاسينتا وفرنشيسكو. لم يجدّد البابا يوحنا بولس الثاني تكريس روسيا لقلب مريم الطاهر فحسب، بل أتّم كل شيء بحسب ما طلبت العذراء، اي مع جميع أساقفة العالم في 25 آذار 1984.
في هذه المناسبة جلب تمثال فاطيما الى الفاتيكان. هذا التمثال الفريد، الذي كرّمه الباباوات والمؤمنين، حصل على التتويج البابوي في 13 أيار 1946.

أما التاج الموضوع في معبد العذراء في فاطيما فيحتوي على 950 ماسة حجر الراين من 76 قيراط و 1400 ماسة و 313 لؤلؤة، وزمرد واحد كبير و 13 من الزمرد الصغير و 33 من الياقوت الأزرق و 17 الياقوت أحمر و 260 من الفيروز. جمشت (حجر كريم) أرجواني وأربعة أحجار زبرجد التي تشكل أربعة براعم شفافة مستطيلة كبيرة في قاعدة التاج. في المجموع 2,992 من الأحجار الكريمة.
لكن اليوم يوجد في هذا التاج جوهرة ثمينة أخرى، هي الرصاصة التي لم تستطع قتل البابا يوحنا بولس الثاني، والتي قدّمها لعذراء فاطيما كعربون شكر على إنقاذ حياته.

كيف نتوّج في بيوتنا تمثال للسيدة العذراء

يمكننا أن نصنع تاج أو إكليل صغير يلائم رأس تمثال العذراءالتي نكرّمه في بيوتنا. يمكن للتاج أن يكون من اللؤلؤ، الزهور، الدانتيل، المعدن، الخ. والشيء المهم هو أن نختار يوم خاص للتتويج. يمكنه أن يكون عيداً للرب يسوع أو أحد أعياد العذراء القديسة، أو أول سبت من الشهر المكرّس لمريم. ويمكن اختيار يوم من شهر أيار، مثلاً 13 أيار عيد ظهورات سيدة فاطيما. او يوم عيد تكليل العذراء ملكة السماء والأرض (22 آب).
تجتمع الأسرة أو جماعة الصلاة وتصلّي الوردية وصلاة التكريس ليسوع بين يدي مريم.
عند القيام بفعل التكريس، يجب أن تضاء شمعة، رمزاً لحضور الرب يسوع الذي وعد أن يكون حاضراً بين الذين يجتمعون باسمه. وأيضاً وضع باقة من الزهور الطبيعية تكريماً لأمنا الملكة.

صلاة التكريس ليسوع بين يدي مريم 

إضغط هنا

يبدأ التتويج برسم إشارة الصليب، وتلاوة قانون الإيمان سائلين العذراء أن تحافظ على إيمان بيوتنا وبلادنا. يمكن بعدها تلاوة نشيد، وثم بصمت، كل شخص يكرّس نفسه للعذراء وفقاً لعبادته الشخصية.
ثم يوضع التاج على رأس العذراء قائلين: يا مريم، أمّ الله وأمّنا، نتوّجك ملكة على عائلتنا. أخيراً تتلى الوردية وثلاث مرات السلام عليك كتعويض لقلب مريم الطاهر.

لنضع في تاج السيدة العذراء التي نكرّمها في بيوتنا، جميع آلامنا ومعاناتنا، ومصاعبنا، مكرّسين أنفسنا لقلبها الطاهر بصلاة مستمرة، كي نصل الى انتصار هذا القلب البريء من كل عيب. عندئذٍ، توضع الجوهرة الأخيرة في تاجها الأرضي، وتنضمّ الأرض مع السماء في تأمّل بمجد مريم العذراء وبفرح الحياة الأبدية برفقتها. امين

اشترك بالنشرة البريدية للموقع

أدخل بريدك الإلكتروني للإشتراك في هذا الموقع لتستقبل أحدث المواضيع من خلال البريد الإلكتروني.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق