أخبارمواضيع روحية

ميريانا: الشيطان يكره العذراء مريم بشدة. لكن قريبًا ستسحق رأسه إلى الأبد!

ميريانا: الشيطان يكره العذراء مريم بشدة. لكن قريبًا ستسحق رأسه إلى الأبد!

الشيطان يكره العذراء مريم. في الواقع، على مدى ألفَي عام، كان يفعل كل ما في وسعه لإعاقة التعبّد لها وغرس كراهيتها في نفوس البشر.

هل سبق لكم أن لاحظتم أن العقائد المريمية والإكرام هي ما تثير أقوى ردود الفعل لدى أولئك الذين يرفضون الكنيسة؟ حتى بعض الكاثوليك الطيبين يشعرون بالحرج من التعبّد للسيدة العذراء، ويعتقدون أنه لا ينبغي أن نكون مُفرطين في إكرامها.

ربما تساءلتم عن سبب احتفاظ الكنيسة بهذا القدر من الاهتمام والاحترام للعذراء الطاهرة. ربما تتساءلون أيضًا لماذا قرّر الله استخدامها في عمل الفداء.

في هذا المقال نشرح قليلاً لماذا الشيطان يكره العذراء كثيرًا، ولماذا يجب أن نكون فرسانها ورُسلها الأمناء.

قالت ميريانا رائية مديوغوريه:

«لقد حذرتنا السيدة العذراء أن الشيطان يجول حولنا وينصب الفخاخ. يحاول أن يفرّقنا ويشوشنا حتى نكره أنفسنا ونتخلى عن أنفسنا له. تشتعل حرب غير مرئية من حولنا، لكن السيدة العذراء هنا لمساعدتنا على الفوز. على الرغم من أنني نادرًا ما أتحدث عن الشيطان، إلا أنني أستطيع أن أخبركم على وجه اليقين أنه موجود. رأيته مرة واحدة. كل ما سأقوله هو أنها كانت أكثر تجربة مرعبة في حياتي، لكن الحبّ دفعه بعيدًا. في تلك اللحظة، علمت أنه لا يوجد شيء في هذا العالم يمكن مقارنته بقبحه وكراهيته لله – ولكن على عكس قوّة الله، فقوّته محدودة».

في النهاية أضافت ميريانا: «مع الأحداث التي تُعدّها العذراء والتي هي قريبة، فإن القوة التي لا يزال الشيطان يمتلكها ستؤخذ منه!».

بالنظر إلى أحداث جنة عدن. الشيطان يبتسم منتصرًا. لقد خدع حواء للتو، وخدع آدم من خلالها أيضًا. إنه فخور بنفسه. يكاد المرء أن يشعر بالفخر الشيطاني بالدمار لأنه نجح في تدمير العمل الإلهي للخليقة وجرّ البشر – الذين يحبهم الله بشكل خاص – إلى الموت والبؤس.

ظهر الله عند هذا المشهد ليجلب النظام ، مُعلنًا المحنة المأساوية الناجمة عن الخطيئة، ولكن أيضًا لإعلان البشرى السارة ومصير الشيطان.

يبدأ الله بمخاطبة الشيطان بإخباره أنه سيأكل التراب لبقية أيامه. ثم يكشف شيئًا يرعب الشيطان – هزيمته النهائية ستأتي على يد امرأة.
«وأضع عداوة بينك وبين المرأة، وبين نسلك ونسلها. هو يسحق رأسك، وأنت ترصدين عقبه».

يتجادل العلماء بأن الضمير في الجملة – “هو سوف يسحق رأسك” – هل القصد مذكرًا أم مؤنثًا ، لكن في الحقيقة إذا يشير إلى مريم العذراء أو إلى يسوع المسيح، فذلك أمر غير مهم. سيسحق يسوع الشيطان من خلال مريم. إنها الأداة التي استخدمها يسوع عندما دمّر عدوه القديم.

فلماذا إذًا يتألّم الشيطان من هزيمته أمام مريم؟

هو يتألّم لأن الله يريد أن يستخدم مريم لهزيمته. الشيطان يكره، يرفض ويقاوم فكرة أن هزيمته النهائية ستأتي على يد خادمة متواضعة. بطريقة ما، يمكن لقلبه المتكبر أن يتحمل حقيقة هزيمته من قبل الله نفسه لأنه كلي القدرة، ولكن أن تسحقه فتاة صغيرة من الناصرة؟ الفكرة مُهينة ومُذلّة تمامًا وتدفعه إلى الجنون. لأنه إذا كان هناك شيء واحد يكرهه الأكثر كبرياءًا بين المخلوقات، فهو إذلاله.

يعتبر الشيطان هذه الهزيمة من قبل مريم العذراء مُذلّة لأنها امرأة، والنساء هن الجنس الأضعف (بطرس الأولى 3: 7)، وهو يحتقر الضعف. إنه لا يحب شيئًا أكثر من رؤية النساء يتعرضن للإساءة والانحطاط وتحويلهن إلى “غرض”. ناهيك عن حقيقة أن العذراء المباركة هي بشر، وأن الشيطان يكره البشر لأن لدينا جسدًا، وهو روح نقية يرى أنّ الأجساد مثيرة للاشمئزاز. ولكن هناك سبب أعمق آخر لحقيقة أن الشيطان يكره أن تهزمه مريم: إنها البديل عنه في السماء.

في الأصل، كان لوسيفر أسمى مخلوقات الله. كان أجمل وأقوى من كل المخلوقات الأخرى. لقد كان رائعًا وقويًا جدًا لدرجة أنه اعتقد أنّ بإمكانه أن يكون أفضل من الله. من السمات التي تميّز للشيطان الكبرياء والحسد والغيرة من الله العليّ.

وما هي السمات التي تميّز السيدة العذراء؟

بادئ ذي بدء، إنها متواضعة للغاية. إنها في الواقع أكثر المخلوقات تواضعًا على الإطلاق. مقابل كل أوقية من كبرياء الشيطان، تمتلك مريم ضعف التواضع. مقابل كل جزء من الحسد والمرارة والكره في قلب الشيطان الأسود، قلب مريم مليء بالتسبيح والعبادة والمحبة. مقابل كل جزء منحرف وفاسد ومدمّر في روح الشيطان، فإن قلب مريم مليء بالطهارة والنقاء والخصوبة. وبالنعمة، جعلها الله أروع وأسمى مخلوق في الكون كله – اللقب الذي طالب به الشيطان.

مريم عدوّة الشيطان التي لا تُقهَر

على أي حال، فإن البريئة من الدنس هي عكس الشيطان تمامًا. وهي البديلة عنه وهو يعرف ذلك. إن هذا التبادل الإلهي بين الشيطان ومريم يظهر في ترنيمة تسبيح سيدتنا العذراء: تُعظّم نفسي الربّ…

أسوأ شيء بالنسبة للشيطان هو أن التي أخذت مكانه في السماء ليست سوى والدة الكلمة الأزلي، يسوع المسيح، الذي أدى آلامه وموته إلى تخليص البشرية التي فعل الكثير لتدميرها. لقد أصلحت “نعم” مريم لله عصيان حواء، فمهّدت الطريق لعمل الخلاص لآدم الجديد. تم استبدال ضعف حواء الحقيقي الذي احتقره الشيطان بطاعة مريم المتواضعة، الطاعة لإرادة الله التي جعلتها قوية دون حدود.

اشترك بالنشرة البريدية للموقع

أدخل بريدك الإلكتروني للإشتراك في هذا الموقع لتستقبل أحدث المواضيع من خلال البريد الإلكتروني.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق