صلاة التبشير الملائكي – كيف تأسس هذا التقليد المقدّس ولماذا عليك انت ايضاً ان تتلوها يومياً؟
ما أهمية التبشير الملائكي؟
في 25 اذار كل عام، تحتفل الكنيسة بعيد البشارة: لحظة هامة بالنسبة لنا أن نتوقف للحظة ونتأمّل ما حدث فجأة في تاريخ البشرية، حين بدأ الله في تحقيق مخطّطه من أجل خلاص الإنسان… غاية في تكريم البشارة طوال العام، أعطت الكنيسة المؤمنين صلاة التبشير الملائكي، كي بواسطة تلاوتها نعيد مشهد البشارة مرة أخرى، ونضعه بشكل واضح أمام أعيننا وداخل قلوبنا.
التبشير الملائكي في المساء
تلاوة السلام عليك يا مريم ثلاث مرات في المساء، انتشرت وعُرفت منذ القرون الوسطى.
صلاة التبشير الملائكي كما نعرفها انتشرت في البلدان المسيحية كتقليد أكثر قدماً من ذلك. ممارسة تلاوة ثلاثية للسلام عليك يا مريم، يعود على الأقل إلى القرن ال12. القديس أنطون البادواني (1195-1231) أوصى بها بشدة. وكانت هذه الممارسة المفضلة جداً أيضا عند القديسة ميكتيلدا من هلفتا (1241-1298) كما ذكرت في كتاباتها. والقديس بونافنتورا، في الفصل عن قانون الإخوة الأصاغر في 1269، اقترح أن يتلون ثلاثة السلام عليك يا مريم في المساء بعد صلاة الفرض، للتأمل في سر تجسّد المسيح، داعيا في الوقت نفسه أن تكون تلاوتها مسبوقة دائما بقرع الجرس حتى يتمكن الإخوة وكل المؤمنين القريبين من الأديرة أن يعلموا أن الوقت قد حان لثلاثية السلام عليك يا مريم.
التبشير الملائكي في الصباح
بعد فترة وجيزة، انتشرت بسرعة وأصبحت التلاوة الثلاثية للسلام الملائكي في المساء مألوفة في الكثير من الأماكن، استقرّ التقليد نفسه في الصباح ايضاً: اي قرع جرس في الصباح وتلاوة السلام عليك يا مريم ثلاث مرات. أصبح جرس البلدة هو الذي يدق في هذه الحالة، من أجل إعلان السلام، حيث كان يطلق عليه “جرس السلام”. وطُبّقت نفس التسمية أيضا على جرس المساء.
في الثقافة التي كانت متشابكة فيها أنشطة الكنيسة وأبنائها، من المحتمل أن جرس الصباح كان أيضا تقليداً رهبانياً لجَلجلة الاجراس، كدعوة لصلوات الصباح. صلاة التبشير الملائكي الصباحي سرعان ما أصبح عادة مألوفة في جميع بلدان أوروبا ومسيحيي الشرق وأصبح عاماً تقريبا مثل تلاوته في المساء.
التبشير الملائكي اليوم
في معظم الأديرة الفرنسيسكانية والأديرة الأخرى التأملية، لا يزال التبشير الملائكي يُتلى ثلاث مرات في اليوم. وفي الكثير من الدول، تبث بعض محطات الإذاعة الكاثوليكية التي يديرها العلمانيون التبشير الملائكي يومياً، صباحاً، ظهراً ومساءاً.
بالنسبة للمؤمن، هي لحظات نعمة، أما بالنسبة للإنسان الذي ليس لديه الإيمان فهي لحظات سلام، فماذا هناك لا يُحَبّ في هذا التقليد الرائع؟
أدرِج التبشير الملائكي في يومك
ينبغي أن يتلى التبشير الملائكي ثلاث مرات في اليوم: في وقت مبكر من الصباح إن أمكن (في الساعة 6:00 صباحاً، أو عند الصحوة)، مرة أخرى عند الظهر، ومرة ثالثة في 6:00 مساء. ويمكن تلاوته فردياً، بطبيعة الحال، ولكن عند تلاوتها مع الآخرين، شخص واحد يقود الصلاة فيقول بصوت عالٍ الآيات والنصف الأول من السلام عليك يا مريم، والآخرون يرددون الجزء الثاني منها… اخيراً يتلو الجميع صلاة النهاية.
ومن الشائع أن خلال تلاوة التبشير الملائكي، عند قول الآية “الكلمة صار جسداً، وسكن بيننا”، أولئك الذين يتلونها ينحنون ساجدين في تعبّد وإجلال. هذا العمل يلفت الانتباه إلى لحظة تجسّد المسيح لحماً ودم.
أحبّنا يسوع الى درجة الموت من أجلنا حتى نحيا معه طوال الأبدية! عندما نصلي التبشير الملائكي بتواضع وحبّ، نحاكي إيمان مريم في صلاح الله. نحن منعم علينا في أننا نستطيع أن نسأل الله ووالدته المباركة على مساعدتهم في رحلتنا نحو الحياة الأبدية – الآن وفي ساعة موتنا. آمين!