إبدأوا هذه السنة الجديدة في نور أمومتي الإلهية
رسائل مختارة من كلمات العذراء للكاهن ستيفانو غوبي (من الكتاب الأزرق) في بداية العام
“إبدأوا السنة الجديدة معي، أيها الأحبّاء، في هذا اليوم الذي تدعوكم فيه الكنيسة للتأمل بسرّ أمومتي الإلهية.
وكالمسيح الذي أعطى ذاته كليّاً لأمّه فوجد عندها ملاذاً وملجأ، أنتم أيضاّ هبوا ذواتكم بكل طمأنينة لأمّكم السماوية.
وما قد تكون هذه السنة؟ وما ينتظركم فيها من أحداث؟
يا أحبائي، يجب ألا تضطرب نفوسكم في انتظار المستقبل، إذا عرفتم أن تعيشوا كل لحظة مع قلب أمّكم.
فالبشرية تزداد كل يوم بُعداً عن الله، والبشر بأعداد وافرة يتخلّون عن شريعة الرب.
لهذا السبب، في مطلع السنة الجديدة، ستشتدّ الظلمة وستتضاعف الآلام والمصائب التي تنتظركم.
وفي الكنيسة نفسها ستكبر الأزمة لأن دعوتي الى الصلاة والتوبة لا تُستجاب كما ينبغي. هناك أعداد كبيرة من الكهنة قد أصمّوا، مع الأسف، آذانهم عن السماع.
سيبتعد عدد من الرعاة عن النور، فيتشتّت القطيع على طرقات الإنشقاق والخطيئة والكفر.
أيها الرعاة صيروا كما يريدكم ابني يسوع. عودوا الى اندفاعكم ولتضطرم نفوسكم حبّاً للسلام. كونوا من جديد حفَظًةً لحقيقة الإنجيل.
إسعوا من جديد وراء المسيح الصاعد الى الجلجلة، ولا يخدعنّكم هذا العالم الذي تتكيّفون معه.
إطمئنوا يا أحبّائي، لأنه بقدر ما تسدل الظلمة ستائرها على العالم والكنيسة، أزوّدكم بالنور النابع من قلبي ليضيء لكم السبيل.
لأنه إن سِرتُم في هذا النور فستبقى نفوسكم مشعّة دائماً. إذ بكم يا أبنائي الأحبّاء، سيتحقّق النصر لقلبي النقي.
نعم، النصر لقلب الأمّ، إنما هو في النفوس وحياة أبنائها الأمناء.
ففيهم ينتصر الخير بينما ينتشر الشرّ في كل مكان. وفي الوقت الذي تجتاح الخطيئة كل شيء يبقى الإنتصار فيهم لنعمة الله ومحبّته. وإن تمكّن الباطل من إمتلاك النفوس فهم يبقون شهوداً للحقّ.
وعندما تمزّق الإنشقاقات الكنيسة، هم وحدهم يبقون على حبّها ويحيون لأجل وحدتها. واذا بات الحبر الأعظم يوماً وحيداً ومنبوذاً، فهم وحدهم يلتفّون من حوله بحبّ كبير ويكونون تعزية وملجأ له.
أجل، ففي ذات الوقت الذي يحقّق فيه خصمي انتصاره في كل مكان، يحقّق قلبي النقي انتصاره في حياة أبنائي الأحبّاء.
وهكذا فلا تخافوا أن تبدأوا سنة جديدة تشتدّ المحن وتزداد الآلام فيها، لأنه بقدر ما ترون الظلمة تكتنف الأشياء، ترون أن وجودي بينكم سيكون أكثر تألّقاً وبهجة.
إذاً أدعوكم لتبدأوا السنة الجديدة معي بكل ثقة ومن دون خوف، لأن ابني يسوع سيكون معكم ومعه تكون أمّكم السماوية “.
إنّ أبنائي المنتشرين في كل أقطار المسكونة ينادونني: الأطفال الأبرياء منهم والشبّان المساكين والخطأة، المرضى والشيوخ، المنفيّون والتائهون، جميع هؤلاء لم يتألّموا يوماّ كما يتألّمون اليوم بسبب كثرة الشكوك والقلق.
وأنتم، أيضاً تنادونني بحرارة خاصة يا أبنائي الأحبّاء، أيها الكهنة الذين كرّسوا ذواتهم لي
إنني أتقبّل دعاءكم اليوم وأضعه على مذابح الرب العادل.
ففي هذه السنة الجديدة أيضاً، ستتوفّر وساطتي من أجلكم لدى إبني يسوع وستكون قويّة وملحّة.
إنكم تبدأون سنة تحمل لكم في طيّاتها كثيراً من المتاعب.
أنني أدعو الكنيسة لتتنقّى أكثر فأكثر، خصوصاً في الوقت الذي تبدون فيه تحت رحمة أبناء الظلام.
فالمسيح يريد أن يبدأ مع كنيسته عملاً قويّاً يجعلها تتألّق ببهاء لتشّع على كل الأمم.
وأقول لكم كذلك : أنني أهيئكم لتحيو لحظات تاريخية لم تعرفها الكنيسة من قبل، يبدو فيها أن كل شيء قد انقلب وتغيّر. إلا أنني سأكون لكم عوناً ونوراً في أحلك الظلمات.
فيا بنيّ الأحبّاء، لا تخافوا البتّة، بل ابدأوا سنتكم هذه الجديدة بثقة تامة.
إنكم مدعوون، من الآن فصاعداً، فتروا أن النصر إنما هو لرحمة الله الواسعة التي ستشمل العالم بأسره.
قد يمكن الوصول الى الإحتمال المرتقب عدة مرات وهو حرب عالمية ثالثة، سيكون لها قدرة رهيبة في تدمير قسم كبير من البشرية، إن لم يقرّر البشر جدّيّاً العودة الى الله. ان الرب مستعد لأن يسكب نهر رحمته حتى على جيلكم الضائع والمهدّد جداً، بشرط واحد، هو في أن يعود هذا الجيل تائباً بين ذراعي أبيه السماوي.
لقد تغنّيت انا نفسي برحمته : انها تمتدّ الى كل الأجيال للذين يتّقونه، وإنه في هذه العودة الى المحبّة والى مخافة الله، تكمن الإمكانية الوحيدة للخلاص.
في هذا اليوم الأول من السنة الجديدة، حيث تكرّمون السر السعيد لأمومتي الإلهية اني ألتفت نحوكم يا أولادي المساكين بنظراتي الرحومة. بنفس حزينة وصوت قلق أتوسّل اليكم في العودة الى الله، الذي ينتظركم بكل الحبّ الذي ينتظر فيه الأب كل يوم عودة ابنه الضال.
أدعوكم الى حملة من الصلاة التعويضية والتكفيرية. التمسوا معي من الله نعمة العودة لكثير من أبنائي البعيدين.
ضاعفوا في كل مكان ندوات الصلاة لترغموا رحمة الله على النزول مثل الندى على صحراء هذا العالم الواسعة، وحضّروا انفسكم لرؤية ما لم تره العيون البشرية أبداً. إني طريق السلام. من خلالي، البشرية كلها مدعوّة الى للعودة الى الله، لأنه فقط في هذه العودة الكاملة باستطاعة قلبي الوالدي أن ينتصر…