يهودي :عذراء مديوغورييه جعلتني أركع ثلاث مرات !
ليس سهلاً على يهودي أن يركع فالديانة اليهودية تحظر بشدة الركوع امام شخص او تمثال منحوت او صورة . انها معصية عظيمة حسب إيمانهم ومخالفة لوصايا الله . برنارد ايليس يهودي بريطاني يسرد كيف جعلته العذراء يركع مرة ومرتين وثلاثة :
“زوجتي سوزان التي ولدت كاثوليكية سمعت لأول مرة عن مديوغورييه في عام 1983. كان لديها قناعة عميقة بأنّ السيدة العذراء تظهر وتوسلت إليّ لاصطحبها الى هناك. قلت لها في ذلك الوقت “إنه ليس عادلاً أن تتوقع مني أن أذهب إلى مكان عبادة كاثوليكي حيث كنت بلا شكّ سأشعر بعدم الارتياح، لكوني يهودي. وإذا كانت تحبّني حقاً فإنها لن تطلب مني أن أذهب إلى هناك”. فأجابت: “إذا كنت تحبّني برنارد فسوف تأخذني الى مديوغورييه .” ولكننا لم نذهب.
بعد تسعة أشهر في أغسطس 1983 ذهبنا في عطلة الى دوبروفنيك. هذه العطلة خطّطت لها زوجتي. لم أكن متحمّس للذهاب الى بلد شيوعي لقضاء العطلة ولكني ذهبت إرضاء لزوجتي. حين كنا هناك توسلت إليّ كي أصطحبها إلى مديوغورييه ليوم واحد فقط. كنت قد أدركت عندما اختارت دوبروفنيك، أنها تخطّّط لشيء. فوافقت ان نذهب ليوم واحد فقط.
لدهشتي عندما وصلنا إلى هناك كان كل شيء طبيعي جدا، لم أجد مظاهر كبيرة من التقوى، ولم أرى الناس ملقيين على الأرض يقرعون صدورهم كما كنت أتوقّع. كنت قد سمعت أن الكاثوليك في تلك المنطقة معادون للسامية ولكن عندما قلت لهم انني يهودي تلقّيت ترحيبا أكبر. بصراحة شعرت بالارتياح جدا أن أكون بينهم.
عند الساعة الخامسة مساءاً كنا في الكنيسة حيث كان الشعب يتلو المسبحة والتقينا بإمرأة من لندن نعرفها تدعى أنيتا كورتيس. عندما رأتني قالت “أوه إنه لأمر رائع أن يزور رجل يهودي مديوغورييه وأمنا القديسة سوف تكون سعيدة جدا لرؤيتك هنا” وأشارت أنه عليّ الذهاب الى غرفة الظهورات حيث يجتمع الرؤاة أثناء الظهور. لكنني أعتقد أن هذا لم يكن مناسبا لأنني لا أومن بما يحدث هناك، وأنا حقا لا أصدق أنها يمكن أن تظهر إلى ستة أولاد.
وجدت نفسي واقفا خارج المصلى مع حشد من الناس الآخرين الذين كانوا جميعا يتوسلون الى الأخت يانيا Yanya والأب توميسلاف بيرفان Father Tomislav Pervan كاهن الرعية للسماح لهم في دخول غرفة الظهور. قالت أنيتا كورتيس للراهبة يانيا بأنني رجل يهودي وأنني يجب أن أدخل غرفة الظهورات وأن أمنا العذراء القديسة ستكون سعيدة لرؤيتي. في نفس الوقت لاحظت أن هناك امرأة إيطالية لديها طفل مريض جدا. كانت تبكي وتتوسل ان يسمحوا لها بالدخول إيماناً منها بأن الطفل سوف يُشفى. قلت للراهبة :”اسمحوا لهذه المرأة بالدخول، فإنه ليس لائقاً أن أدخل إذ أنني لا أومن حقاً بما يحدث هنا.” جاء الأب بيرفان وأمسك بالمرأة الإيطالية وبي وقبل أن أفهم ما يحدث وجدت نفسي أسير عبر المذبح مدفوعاً إلى غرفة جانبية التي فيها تقع الظهورات. كانت الغرفة صغيرة ومزدحمة جدا والجو حارا لا يطاق. لم يكن مجال للتحرّك. بعد دقائق دخل الستة أولاد ، وبدأوا حالاً بالصلاة وبعد ذلك جثوا على ركبهم. نظرت الى الحائط لأرى إن كنت أستطيع مشاهدة أي شيء غير عادي، او إذا استطيع أن أرى والدة الإله، ولكني رأيت فقط الحائط وتمثالاً لمريم العذراء مدهون بدون إتقان. سجد الجميع ولم يكن هناك مفرّ من أن أركع انا أيضاً. كانت الغرفة معبأة بإحكام حتى أنه عندما ركع واحد كان علينا جميعا أن نركع. شعرت بعدم الإرتياح. كان الجميع صامتاً . كسر الصمت بكاء المرأة الإيطالية . بدأت أشعر بحضور غريب وأن شيئاً ما يحدث لكني لم أفهم . وقبل ان أعرف ما الذي يحصل، وقف الجميع وبدأوا بالخروج.
كانت زوجتي تنتظر والدموع تنهمر على وجهها قالت لي “أنت لا تعرف أبدا مقدار النعمة الرائعة التي حصلت عليها لكل عائلتنا.” كانت سعيدة جدا بأنني كنت في غرفة الظهور، شيء لم أفهمه في ذلك الوقت ، على الرغم من أنني لم أصدق ما كان يحدث، فإن كانت والدة الإله تسافر عبر الزمان والمكان لتظهر لستة رؤاة في مديوغورييه فالفارق ضئيل اذا ما كنت داخل الغرفة أو خارجها، فبإمكانها رؤيتي على أية حال، شيء لا يمكنني فهمه.
كانت تلك المرة الأولى التي أجبرت على الركوع، مخالفاً بذلك تقليد الشعب اليهودي. فالسجود أمام تمثال منحوت كسر للوصايا وعمل مخالف للتعاليم اليهودية التي تلقيتها . فشعرت بالذنب لأنني ركعت في القاعة أمام هذا التمثال السيء الدهان.
واصلت بعذ ذلك زيارة ميديوغوريه لسنوات عديدة وأصبحت المكان الذي يمكن الهروب اليه للبحث عن السلام والاسترخاء والصداقة.
بعد عدة سنوات، بينما كنت انا وسوزان في إحدى هذه الزيارات المنتظمة لمديوغورييه، قرّرنا ذات ليلة الصعود الى جبل الصليب إذ قيل لنا ان ظهور للعذراء سيتم وأن ماريا بافلوفيتش ستكون هناك . وصلنا إلى سفح الصليب في وقت مبكر جدا وجلسنا على الدرجات امام الصليب. كنا نتحدث عن حياتنا ومعتقداتنا سوزان عن إيمانها الكاثوليكي، وأنا عن تربيتي اليهودية. هي تحاول إقناعي بأن يسوع هو المسّيا- المسيح الفادي الذي تتكلّم عنه الكتب ، هو المُخلّص ، لكني لم أقتنع. تحدثنا لبعض الوقت ولم نلاحظ أنها قد أظلمت، لاحظت أن جماهير كبيرة قد تجمّعت عند سفح الصليب. سمعت صوت ترانيم ورأيت مشاعل قادمة نحونا. وصلت ماريا بافلوفيتش مع فرقة الصلاة وبالصدفة وقفت بالقرب مني. بدأَت بالصلاة وثم سقطت على ركبتيها. في نفس اللحظة توجّه اليّ رجل يقف بجانبها وقال :”هل أنت إنكليزي؟” أجبته “نعم” فقال :”قل للحشد ان والدة الله تظهر الآن لماريا . فليركع الجميع وليمتنعوا عن التقاط الصور ويصلّوا”. التفتُّ الى الوراء وصرخت في الظلمة إلى الحشد الكبير “الجميع يركع، والدة الله تظهر لماريا ، لا أحد يلتقط الصور، الجميع صلّوا”.أطاع الجميع وركعوا، إنّ تقليد آبائي يمنعني من الركوع، لكن بما أني قد طلبت من الجميع الركوع، سيكون غير لائق ومهذب أن لا أركع. لذلك ركعت بجوار ماريا.
وهذه هي المرة الثانية التي جعلتني العذراء أركع! إن الركوع شيئا غير مريح ، الحجارة على الأرض تؤلم ركبتي، تساءلت وأنا راكع ما إذا كان للكاثوليك ركاب مختلفة التي تسمح لهم في الركوع هكذا على الأرض. هذه الأفكار شغلت رأسي بينما كان الظهور يحدث. فجأة شعرت بقطرة مطر على جبيني، إنتابني القلق فنحن على قمة جبل والهبوط منه سوف يكون خطراً جداً. ماذا يفعل رجل يهودي في مكان لا ينبغي أن يكون فيه. انتهى الظهور ووقف الجميع، وُضعت امام ماريا آلات تسجيل صغيرة واستعدّ المرشدون لترجمة الرسالة إلى لغات مختلفة، كلٌّ حسب لغة المجموعة التي يرافقها. من بينها الإنجليزية. لا أستطيع أن أتذكر الكلمات بالضبط ولكنها كانت عن العودة للعيش في ضوء الإنجيل وإلا فإن العالم سوف يجلب على نفسه مأساة كبيرة، ثم في نهاية الرسالة قال المترجم نقلاً عن ماريا :”أن دمعة تدحرجت أسفل خدّ أمنا العذراء المباركة وهبطت على السحابة التي كانت تقف عليها. قلت لنفسي أنني لا بد كنت راكعاً تحت تلك السحابة. في تلك الليلة لم تمطر. وقطرة الماء الوحيدة التي نزلت كانت دمعة أمّ الله وقد سقطت على رأسي، أنا اليهودي !
عندما عدت إلى الفندق التقيت بكاهن أمريكي شاب كنت قد تعرّفت عليه قبل أيام واسمه روبرت كوكس Robert Cox ، فأخبرته عن تجربتي فقال لي “برنارد، إنّك مدعو إلى المعمودية.” لم أفهم . فطلبت منه أن يشرح لي . فأرشدني ان أذهب الى كاهن رعية بلدتي عندما أعود إلى إنجلترا وأقول له انّني مدعو الى المعمودية. ذهبت الى غرفتي وأنا ما زلت لا أفهم . وعندما عدت إلى إنجلترا لم أفعل أي شيء حيال ذلك.
ومع ذلك، فكرة قطرة الماء – الدمعة – التي سقطت على رأسي بقيت في ذهني وما زالت تشغل تفكيري حتى اليوم.
في العام التالي ذهبنا مرة أخرى الى ميديوغوريه وفي إحدى المناسبات سمعنا عظة للأب جوزو في كنيسة بلدة تيهالينا القريبة من مديوغورييه. قلت لزوجتي سو أنني أريد البقاء كي يصلي لي الأب جوزو. كان هناك حشد هائل كالمعتاد. فقالت سو “هناك الكثير من الناس هنا، علينا أن نعود إلى مديوغورييه” أجبتها: “أريده أن يصلي معي” . قالت سو “القد صلى معك في الكنيسة و وأعطاك البركة مع الجميع” .ولكنني كنت مصرّاّ . كان لديّ شعور قوي بضرورة أن يصلي معي الأب يوزو صلاة خاصة. انتظرنا طويلاً بينما أصبح الحشد يتضاءل شيئا فشيئا حتى وصلنا الى أول الصفّ. بحلول ذلك الوقت كان الجميع قد خرج. جاء دوري وقلت لأنكا المرشدة التي كانت تترجم للأب يوزو أنني يهودي، وإني أريد من الأب يوزو أن يصلّي الى الروح القدس (الشعب اليهودي يعترف بالروح القدس) أن ينيرني وأن يرشدني الى مشيئته في حياتي. وضع الأب يوزو يداً واحدة على قلبي ووضع يده الأخرى حول سو وحولي. كان يصلي في الكرواتية. لم أفهم الكلمات لكنه بدا صادقاً جداً. أثناء الصلاة شعرت بطرقات هائلة في قلبي. قالت لي سو في وقت لاحق أنها هي ايضاً شعرت كذلك . كان الأمر كما لو أنّ قلبي سوف ينفجر ويندفع خارج قميصي. ثم انتهت الصلاة . بعد يوم عدنا الى انكلترا.
وبعد عام حضر الأب سلافكو تجديد الخدمة الكاريزماتية في مزار shrine of Walsingham in Norfolk في نورفولك انكلترا وذهبنا أنا وسوزان.كان الحدث عبارة سهرة توبة ومصالحة واعترافات وبعدها سجود للقربان الأقدس بعد الإنتهاء من رتبة التوبة أضاؤوا الشموع وخرج الحضور في الظلام فرحين وشاكرين محبة الله الذي غفر ذنوبهم وكانوا يرتّلون ويرقصون فرحاً .
في نهاية هذا الموكب دخل الناس صاخبين الى الكنيسة حيث السجود القرباني كان على وشك أن يحتفل به الأب سلافكو.
جاء الأب سلافكو الى المذبح ونظر إلى الجماعة الصاخبة،هذا الحشد المتحمس. ووقف صامتاً ولم يتحرك، كان يحدق فقط فيهم. كان واضحاً أنه ينتظر ان يضعوا أنفسهم في الجو المناسب للعبادة. انتظر فترة طويلة، كنت مبهورا بما كان يحدث، استمر الأب سلافكو بالوقوف والانتظار حتى أصبح الحشد أكثر هدوءاً، وأخيراً أصبحوا بلا حراك، وساد الصمت . لم يكن هناك صوت في الغرفة. ذكّرني هذا الصمت في غرفة الظهور قبل سنوات. وضع الأب سلافكو القربان المقدس ببطء على المذبح مقدّماً إياه للعبادة.
الصمت كان مثالي سكون وسلام سامٍ. وهبط الجميع إلى ركبهم. مرة أخرى كنت آخر شخص يظل واقفا ولكن في تلك المناسبة شعرت بقناعة داخلية وإدراك عميق بأني أنا أيضاً يجب أن أركع ولكن في هذه المرة لأنني أردت أن أركع. للمرة الثالثة في حياتي أركع رغم ديانتي التي تمنعني أن أركع لتمثال منحوت او صورة او كما في هذا الحالة للقربان في الشعاع الذهبي. سجدت . نظرت في وجوه الناس من حولي كانوا يحدقون في القربان الأقدس، فنظرت إلى القربان على المذبح وشعرت بحضور الله أمامي. في تلك اللحظة أعطيتُ هدية، هدية التي لا يمكنني أبدا أن أوضحها لأنها هدية خالصة. عرفت وأدركت بكل كياني أن الله موجودا حقا في القربان الأقدس. في تلك اللحظة دعاني يسوع أن أقبل به فادياً ومخلّصاً، وفعلت.
عندها بدأت مرحلة دخولي الإيمان الكاثوليكي فطلبت الإرشاد من كاهن الرعية وتابعت دروس التعليم المسيحي استعداداً للمعمودية. لقد فهمت وأعترف بأن الله يأتي الينا كل يوم من خلال القداس الإلهي ليُغذّينا جسدياً وروحياً وعندما يغلب ضعفي البشري ما علي سوى ان اطلب المصالحة مع الله من خلال سرّ الإعتراف وهو سيغفر لي.
اقتبلت المعمودية وسر التثبيت والمناولة في 13 نيسان .كان ذلك ليلة التهيئة عند اليهود، الليلة الأولى من الفصح اليهودي وصدف أن يكون أيضا يوم خميس الأسرار حين أسّس المسيح سر القربان الأقدس . في التقليد اليهودي ينتظر الشعب قدوم المسيح المنتظر في هذه الليلة بالذات . بالنسبة لي قد حضر هذه الليلة! فقد تعمّدت وتناولت جسد يسوع الكليّ القداسة في تلك الليلة عينها. لم تكن تلك الهدية الوحيدة فقد اختارت الأم المباركة التي دعتني في مديوغورييه ولاحقتني بدون كلل لأصل الى هذا اليوم فقد رتبت لهذا اليوم تزامناً مع عيد ميلادي. ولدت من جديد في عيد ميلادي.
أنا ممتنٌّ جداً لأمي العذراء القديسة التي جعلتني أركع ثلاث مرات قبل أن أعلن ايماني بربي ومخلّصي إبنها يسوع المسيح. انّي مقتنع للغاية انها صلّت من أجلي والدليل هو بكاؤها ودمعتها الثمينة للغاية التي سكبتها على رأسي .
After I visited Medugorje this summer, i felt I became a new man full of grace and energy. I thank you my .mother , you open to me the road to peace and salvation.