شهر مع العذراء مريم – اليوم الثاني عشر
شهر مع العذراء مريم – اليوم الثاني عشر
«يا مريم، إن نفسي ستنقل عطر السماء إذا ما لمستِها، فاقصي عني عشق الخطيئة وكل رواسب الشر التي تتفاعل في أعماق نفسي، واجعليني أتنشق نسيم الطهارة والطيبة والفضيلة، وأعطني أن أشمئز من العالم وملذاته، وليكن نهاري بكامله، ولتكن حياتي بكاملها، وفقاً لإرادة قلبك الفائق الطهر. آمين».
«وخَرَجَ يَعْقوبُ مِن بِئرَ سَبْعَ ومضى إِلى حاران. واتَّفَقَ أَنَّه وَجَدَ مَكانًا باتَ فيه، لأَنَّ الشَّمسَ قد غابَت. فأَخَذَ بَعضَ حِجارةِ المَكان. فوَضَعَه تَحتَ رَأسِه ونامَ في ذلك المَكان. وحَلَمَ حُلْمًا، فإِذا سُلَّمٌ مُنتَصِبٌ على الأَرض ورأسُه يُلامِسُ السَّماء، وإِذا مَلائِكَةُ اللهِ صاعِدونَ نازِلونَ علَيه». مريم هي هي السلّم المنتصب الدي يصل الأرض بالسماء
في ظهوراتها في مديوغوريه
«أولادي الأحبّة، من خلال عظمة حبّ الآب السماوي، أنا معكم كأمِّكم وأنتم معي كأولادي، كرُسُلِ حبّي الّذين أجمعُهم من حولي باستمرار. أولادي، أنتم أولئك الّذين عليكم، إلى جانبِ الصلاة، أن تستسلموا تمامًا لابني فلا تعودوا أنتم تَحيَون بل ابني يحيا فيكم، حتّى يتمكّنَ جميعُ الّذين لا يعرفون ابني من أن يرَوه فيكم ويرغبوا في التعرّف إليه».
«صلّوا لِيرَوا فيكم تواضعًا ثابتًا وطيبةً، واستعدادًا لِخدمة الآخرين؛ ويرَوا فيكم أنّكم تعيشون دعوتَكم في العالم من القلب، بالاتّحاد مع ابني؛ وحتّى يرَوا فيكم الوداعة والرِقّة والمحبّة لابني كما لجميع الإخوة والأخوات».
القدّيسة فيرونيكا جولياني
«مريم الكلية القداسة جعلتني ألقي رأسي على صدرها بدا لي بأنني نائمةٌ نومًا هنيئًا. يا له من نومٍ ثمينٍ، اشتركتُ من خلاله بشيءٍ من معرفة الله وذاتي، فكنتُ أدركُ وألجُ أكثر عظمة الله دومًا؛ حبّ الله ! هذا الحب اللّامتناهي كان يبدو لي بأنّه يخطفُ قلبي الى قلب مريم الكلية القداسة. ذاك النّبع والبحر الذي يحتوي لهيب حبّ حقيقيٍّ. بدا لي بأنّ نفسي تسبحُ في الحبّ الإلهيّ، من خلال قلب مريم الكلية القداسة، الذي كان يجذب إليه هذا القلب المجروح (قلبي)؛ قلبًا الى قلب».
عذراء البائسين
من اعالي السماء، رأسها دائمًا منحنٍ صوب الأرض، ويداها تفيضان بالنِّعم. هذه هي مريم لنا نحن المسيحيين. هناك في مدينة فالينسيا الإسبانية، تمثال للعذراء يسمّونه “سيّدة البائسين” أو تمثال “السيّدة الحدباء”. لأن ظهرها احدودب، لكثرة ما انحنت على ابنائها الملتجئين إليها.
وعلى بوّابة كاتدرائية المعبد المقدّس (Sainte-Chapelle) في باريس، تمثال للعذراء، انحنى ظهرها حتى كاد يقارب الأرض. يقول تقليد قديم في تفسير هذه الظاهرة، أن طفلة صغيرة، جاءت يومًا بإكليل من ورد، لتضعه على رأس العذراء. فما ساعدتها قامتها لصغرها. وفي حيرتها، رأت العذراء تنحني أمامها لتمكّنها من وضع الإكليل على رأسها. وبقي التمثال منحنيًا، إثباتًا لما حدّثت به الطفلة.
«يا أمنا، ما دامت في قلوبنا خفقات وفي شراييننا نبضات سنحييك يوميًا ونهديك السلام. ونستعين بك على الدوام».
«أيها الإله الأزلي القدير، إلتفت إلى عبادك المؤمنين، الذين تشملهم مريم العذراء بكنف حمايتها الوالدية. وهب لنا بشفاعتها النجاة من جميع شرور هذه الحياة الدنيا، وبلوغ أفراح الآخرة في السماء. آمين».