المكافأة العظيمة التي ينالها في السماء كلّ من يسعى في تعريف جودة قلب يسوع الأقدس
جودة قلب يسوع الأقدس
قال الرب يسوع لخادمة الله بينينيا كونسولاتا (الكنيسة تدرس دعوى تطويبها):
“أنا إله كلّ رحمة؛ ولا أرغب في شيء أكثر من استعمال الرحمة دائمًا. وإذا استعملتُ العدل خالفتُ مجراي ووجب أن أغصِبَ ذاتي.
إنّ باب رحمتي غير مغلَق بمفتاح؛ بل إنّما هو مردودٌ فقط؛ إذا حرّكه أحدٌ قليلاً انفتح للحال؛ حتى إنّ الولد الصغير أو الشيخ الكبير الذي لم يبقَ له قوةٌ يستطيع فتحه. أمّا باب عدلي فمغلَق بمفتاح، ولا أفتحه إلاّ للذي يضطرّني إلى فتحه؛ أمّا من ذات نفسي فلا أفتحُه أبدًا.”
“بنينيا، أكتُبي هذا: إنّ الشيء المهمّ الذي أرغب في أن أجعله معروفًا، إنّما هو أني كلّي محبّة. وإنّ أعظم غمّ يغمّني به البشر إنّما هو شكّهم في جودتي. إنّي أحبّ جدًّا الخطأة المساكين؛ وأريد أن يعرفوا كم أحبّهم. فقد تركتُ يدَيّ تُسَمّران على الصليب لكي لا أعود أقدر على نحوٍ ما، أن أعاقبهم. وكان رأسي يتألّم جدًّا من إكليل الشوك ومن الدم الذي كان يدخل في عينيّ حتى كنتُ لا أستطيع فتحهما تقريبًا، لكنّي مع هذا كنتُ أفتحهما وقتًا بعد آخر لكي أنظر إلى جلاّديّ بكثير من الحنوّ”.
وقال أيضًا لكاتمة أسرار قلبه في 17 شباط 1916:
“إجعلي ذهنكِ يعكُف على هذا، وردّديه للنفوس لكي تتذكّره في حال التعزية وخصوصًا في حال اليبوسة، وهو: لي يسوع الذي لي طعامٌ وشرابٌ وراحةٌ وحياةٌ وقوّة؛ الذي هو لي أبٌ وأخٌ وصديقٌ وعريس وأمّ وطبيب ودواء ومصلحٌ ومخلّص”. ثم سألها: بنينيا، من أنا؟
– أنتَ يسوع
– بنينيا، من أنا؟
– أنتَ المخلّص
– بنينيا، من أنا؟
– يا يسوعي، أنتَ إلهُ كلّ رحمة”
أخيرًا صرّح لها قائلاً: “أنا حملُ الله الماحي خطايا العالم؛ الذي ينزعًها، يا بنينيتي؛ وليس الذي يستُرها أو يضعها ناحية بحيث يجدها أيضًا أبي الأزليّ ويعاقبها؛ كلا، كلا، إني أبيدها وأمحوها. فيا بنينيتي، أكتبي أكثر ما تستطيعين وعرّفي رحمتي”
وكان قد قال لها في 3 تشرين الأول سنة 1915:
“قد قلتُ لكِ إنّ لكِ رسالةً عليكِ إنجازها. فإنّ الطوباويّة مرغريت مريم كان لها رسالة تعريف قلبي. وأنتِ رسالتكِ أن تعرّفي رحمة قلبي، وكنوز جودته غير المتناهية؛ وهذه يجب أن تُنجزيها بكتابتك أكثر ما تستطيعين”.
ثم أعلمها بالمكافأة العظيمة التي ينالها في السماء كلّ من يسعى في تعريف جودة قلبه الأقدس، قال:
“يا بنينيتي، إنّي أصنع لي في الفردوس إكليلاً مرصّعًا بالجواهر، مؤلّفًا من النفوس التي سعت في تعريف جودة قلبي؛ فستكون كألماساتٍ لتاجي، وأنتِ يا بنينيا، ستكونين واحدةً مِنهنّ”.