ما الذي يميّز الطوباوي كارلو أكوتيس وكيف جسّد ولعه بسر الإفخارستيا؟

الطوباوي كارلو أكوتيس – 10 أكتوبر

كارلو أكوتيس: نسيج حياته الروحية وتعبّداته

كانت القداسة هدفه الحقيقي، ولكن ليس فقط من أجله وحده. وقد أعطى الجميع مجموعة أدواته المؤدّية للقداسة: القداس اليومي، المناولة، المسبحة الوردية، الكتاب المقدس، السجود للقربان، والاعتراف الأسبوعي، والاستعداد للتخلي عن شيء ما للآخرين. قدم كارلو أيضًا تضحياته بانتظام وصلى من أجل تعويض الخطايا والجرائم المرتكبة ضد قلب يسوع الأقدس، الذي شعر بأنه حيّ وينبض في القربان الأقدس.

غالبًا ما كان كارلو يصلّي من أجل البابا، حينها يوحنا بولس الثاني، وبدرجة من الشغف أذهلت كاهن رعيته. أولئك الذين التقوا بالشاب ترك لديهم انطباع لا يمحى بأن يسوع هو، كما الحال دائمًا، الوحيد الذي يمكنه إرضاء قلب الإنسان.

من المستحيل التحدث عن كارلو دون ذكر تعبّده الشديد للأمّ السماوية. كان مفتونًا بالظهورات في لورد وفاطيما، وغالبًا ما تحدث عن القديسة برناديت سوبيرو ورعاة فاطيما الصغار. رسائل مريم العذراء عن الاهتداء والتوبة والصلاة – عاش جميعها في حياته اليومية بشكل ملموس. في عالم متصلّب ضد حقائق الإيمان العظيمة، هزّ كارلو الضمائر ودعانا إلى النظر نحو السماء. في الأسرة، في المدرسة ، في وسط المجتمع، كان كارلو شاهداً على الحياة الأبدية.

كتب كارلو: “يجب أن يكون هدفنا هو اللامحدود وليس المحدود. الأبدية هي وطننا. في السماء ينتظروننا طوال الوقت “.

كارلو أكوتيس: مبشر في وسائل الإعلام الجديدة

أنشأ كارلو عدة مواقع بارزة، أحدها مخصص لصغار القديسين. كان لديه اهتمام كبير بمن استطاع أن يصل إلى القداسة بسرعة. يتضمّن الموقع قسمًا حيث يمكن للمرء أن يكتشف عدد أصدقائه في السماء. هذا الشاب الأنيس المعاشرة، وجد أصدقاء حتى في السماء!

أظهر كارلو حماسة ونضجًا مذهلين للعمل التبشيري نظرًا لسنه، ربما بسبب أحد أصدقائه العظماء في السماء…
كانت جهود كارلو جهود مرسل حقيقي: الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الناس وتعريفهم بجمال وفرح الصداقة مع يسوع. اتخذ كارلو نموذجًا له القديس بولس، رسول الأمم، الذي التزم بإيصال الإنجيل إلى كل ركن من أركان المعمورة حتى إلى درجة الاستشهاد.

كما استوحى كارلو من أعمال الطوباوي الإيطالي الأب جيمس ألبيريوني، الذي استوحى هو نفسه مستوحى من أعمال الرسول بولس. كان الطوباوي جيمس مؤسس البولسيين وبنات القديس بولس. يشتهر الطوباوي جيمس والرهبنيات التي أسسها بوضع أشكال جديدة من وسائل الإعلام في خدمة الإنجيل.

 قال كارلو:  إن بوصلتنا يجب أن تكون كلمة الله. القربان الأقدس كان وجهته الحقيقية. وضع كارلو سر القربان الأقدس في قلب حياته ووصفه بأنه “طريقي السريع إلى السماء”.

في عام 2002 ، رافق كارلو والديه للاستماع إلى كاهن صديق يتحدث في عرض عن التعليم المسيحي الإفخارستي. كان مفتونًا بما تعلّمه. فجاءته فكرة!

معرض المعجزات الإفخارستية

أراد أن يؤسس معرضًا عن المعجزات الإفخارستية. قال: “يجب أن يكون الناس قادرين على مشاهدتها”. أراد كارلو أن يفهم الناس أن المسيح حاضر حقًا في سرّ الإفخارستيا من خلال إظهار اللحظات عبر التاريخ التي أصبح فيها الإفخارستيا جسمًا ودمًا.

كان هذا هو قمّة محبة كارلو العظيمة: لقد أراد أن يقابل الناس القربان الأقدس وأن يتصالحوا مع الله من خلال تجديد معجزة وجود يسوع الحقيقي. أراد كارلو أن يُظهر للناس أن القربان الأقدس هو حقًا صديقه العظيم، يسوع.

شرع كارلو على الفور في العمل من خلال توثيق معجزات القربان الأقدس بنفسه. بدأ في جرّ والديه عبر أوروبا لجمع صور المعجزات بأنفسهم.

بعد عامين ونصف ، كان المعرض جاهزًا. لقد صنف كل المعجزات الإفخارستية في تاريخ العالم. على الفور ، بدأت الأبرشيات في جميع أنحاء العالم في طلب المعرض.

موقع المعرض: (www.miracolieucaristici.org).

أجرى كارلو بحثًا حول “136 معجزة إفخارستية اعترفت بها الكنيسة، حدثت على مر القرون في بلدان مختلفة حول العالم، وجمعها في متحف افتراضي. لقد أنشأ ليس فقط موقعًا على شبكة الإنترنت لإيواء هذا المتحف الافتراضي، ولكن أيضًا عروض لوحات، جابت جميع أنحاء العالم.

وفقًا للوحة العرض التمهيدية، “في الولايات المتحدة وحدها، وبفضل مساعدة فرسان كولومبوس وجمعية الكاردينال نيومان وجمعية الوجود الحقيقي، وبدعم من الكاردينال ريموند بورك، تم استضافتها في آلاف الأبرشيات وأكثر من 100 جامعة.

(يتبع الجزء الثالث والأخير)

مقالات ذات صلة:

الطوباوي كارلو أكوتيس – سيرة حياته

مرض كارلو أكوتيس وموته والكشف عن جسده

طوباوي جديد على مذابح الكنيسة كارلو أكوتيس – عاشق القربان الأقدس