قصص القديسين

المعجزات التي وافقت عليها الكنيسة لتعلن الأمّ تريزا قدّيسة على مذابحها !

إنّ تقديس الأمّ تريزا في 4 أيلول ينهي واحدة من أسرع عمليات التقديس في العصر الحديث. وهذا ليس مستغرباً، نظراً لشهرتها الواسعة وطلب المؤمنون فور وفاتها في 5 أيلول 1997، إعلانها قديسة.

تنازل البابا القدّيس يوحنا بولس الثاني عن فترة الإنتظار الإلزامية قبل الشروع في بدء قضية تقديس وهي 5 سنوات بعد الوفاة. لكن شرعت الكنيسة بالعملّية التي تلت بعناية فائقة، وفقاً لأنظمة وقوانين الكنيسة. والتي شملت التحقّق من صحّة إثنتين من المعجزات المنسوبة لها. واحدة للتطويب والآخرى للتقديس.

بدأ التحقيق الأبرشي (وهو أول خطوة رئيسية في العمليّة) في 1999، والمسؤول عن القضيّة الأب براين كولوديتشوك، كاهن الإرساليات الخيرية، قال حينها: “حكم الإنتظار لخمس سنوات هي للتأكّد من حقيقة سمعة القداسة بين الناس وأنها ليست فقط حماس الشعب بعد وقاة الشخص. لكن في حالة الأمّ تريزا، ليست هناك حاجة للإنتظار، حيث أنّ قداستها هي مسألة يؤمن بها الناس في جميع أنحاء العالم.”
في غضون أيام من وفاة الأمّ تريزا، تمّ الإبلاغ عن معجزات محتملة حول العالم. وكما هو الحال عند وجود ادّعاءات كهذه، أطلقت الكنيسة تحقيقات شاملة ودقيقة.

وأكّد الأب كولوديتشوك على أهميّة هذه القواعد: “سأل بعض الناس لماذا نحتاج الى كل هذه الإجراءات، نظراً الى أنه سيكون مفاجئاً أكثر إذا نتج عنها قرار سلبي. لكنني أرى القيمة العظيمة في هذه الإجراءات وأننا أتممناه بالكامل. نحن لا نقوم بمجرّد الحدّ الأدنى لكي نقول أننا أجريناه. نحن نتممه كما يجبوالذي هو ضروري لشخصيّة عظيكة كالأمّ تريزا. والآن لدينا مواد لفهم أعمق للأمّ تريزا والذي لا مجال بأن يكون خلاف ذلك.”

في النهاية تمّت الموافقة على أعجوبتين:

حدثت الأولى في غربي البنغال في الهند. وهي تخصّ شفاء امرأة هنديّة، مونيكا بيرسا. التي عانت من ورم خطير في بطنها بحيث تخلّى الأطبّاء عن الأمل في شفائها. وُضعت في رعاية الإرساليات الخيرية التي أسّستها الأمّ تريزا. هناك استمرّت حالتها في التدهور وعانت من آلام شديدة لدرجة منعتها من النوم. بمناسبة مرور عام واحد على وفاة الأم تريزا أحضرت الراهبات أيقونة عجائبية كانت قد لمست جسد الأم تريزا، ووضعوها على بطن مونيكا. سرعان ما استغرقت المريظة بنوم عميق. وعندما استيقظت، كانت جميع آلامها قد اختفت. فحصها الأطبّاء فوجدوا لدهشتهم أن الورم الخبيث قد اختفى كليّاً.

مونيكا بيرسا
مونيكا بيرسا

لجنة أطبّاء مختصّين عملت مع مجمع الدعاوي للتقديس لدراسة المعجزة. بعد تقييم التقارير وإجراء مقابلات تحقيقية مع الطاقم الطبي المعني، قرّرت اللجنة أنّ الشفاء لا يمكن تفسيره طبيّاً. وافق البابا يوحنا بولس الثاني على المعجزة في 20 كانون أول 2002 . بالكاد 5 سنوات بعد وفاة الأمّ تريزا.
أما المعجزة الثانية فحدثت في ديسمبر كانون الاول عام 2008 في البرازيل. مارسيليو حداد أندرينو، من سانتوس البرازيل، وهو مهندس ميكانيكي عمره اليوم 42 عاما عانى من تلوّث بكتيري في الدماغ التي يُسبب خراجات الدماغ الشديدة وآلام الرأس المؤلمة. شجع صديقه الكاهن الشاب المتزوج حديثاً وزوجته، فرناندا ناسيمنتو روشا، على الصلاة وطلب المساعدة من الأم تريزا. ، ومع ذلك، تراجع وضعه ووقع في غيبوبة حيث فشلت العلاجات، بينما استمرّت زوجته فرناندا بالصلاة، اقتيد مارسيليو الى غرفة العمليّات وهو لا يزال في غيبوبة، لتُجرى له جراحة أخيرة. عندما دخل الجرّاح غرفة العمليات، وجده مستيقظاً وسأله عمّا يحدث.
حصل مارسيليو على الشفاء التام. ولدى الزوجين ولدين . بالرغم من تأكيد الأطبّاء على استحالة الحمل والإنجاب. ويشير الأب كولوديتشوك أن ولديهما هما معجزة ثانية.

مارسيليو حداد أندرينو
مارسيليو حداد أندرينو

في الواقع كيف تمّ الإبلاغ عن الشفاء هو نوعاً ما معجزة ايضاً!

شرح الأب كولوديتشوك لماذا كان هناك تأخير في تسجيل المعجزة: “تمّت المعجزة عام 2008. لكننا لم نسمع بها إلا في عام 2013 طبيب الأعصاب الذي رافق مارسيليو  خلال مرضه لم يكن كاثوليكياً. بطريقة ما، عند زيارة البابا فرنسيس للبرازيل، دفعه الأمر بأن يقول شيئاً  عن الأمر لأحد الكهنة في سانتوس. وهكذا وصلتني الأخبار في نهاية المطاف الى مكتب الدعاوي . وهنا بدأت سلسلة من الأحداث.”

في سبتمبر ايلول 2015 وافق مجمع دعاوي التقديس على النتائج التي توصّلت اليها اللجنة الطبيّة. وقُدِّم تقريراً الى البابا فرنسيس لموافقته النهائية. في 17 ديسمبر كانون الأوّل اعترف الأب الأقدس رسميّاً بالمعجزة التي تُعلن قداسة الأمّ تريزا.

الفاصل الزمني بين المعجزة والتقارير، هو أمر عجيب نوعا ما. أي كيف بقي أمر المعجزة خفيّاً لفترة 5 سنوات . إنه من المناسب جداً تقديس الأم تيريزا أن يتم خلال سنة الرحمة، وهو الأمر الذي كان البابا فرنسيس يأمل بحدوثه. وقد ذكر أمنيته هذه علناً .

كما قال الأب كولوديتشوك: “البابا فرنسيس يريد ليوبيل الرحمة وأعمال الرحمة ان تظهر. وهو يصرّ على أن نحصل على الرحمة ، وعلى أن نمنحها، وأعمال الرحمة الروحية والجسدية هي بالتحديد عملنا الرسولي الذي يجب أن نقوم به. أن الأمّ تريزا هي شفيعة جيدة للعمّال الرحمة ومثال مناسب لجميعنا عن رؤية البابا فرنسيس لسنة الرحمة.”

“يمكن لأي شخص يقلّد وتفعل نفس أعمال الرحمة التي قامت بها الأمّ تريزا. يمكنك القيام بها في منزلك، في رعيّتك. مساعدة صغيرة لمحتاج اعطاء كسرة خبز لجائع… بعض القديسين يستحقّون الإعجاب. بعض القديسين يستحقّون تقليدهم أيضا. الأم تريزا هي واحدة من أولئك القدّيسين . يمكننا نحن أيضاًأن نفعل هذه الأشياء – الأشياء الصغيرة، والأعمال المتواضعة “.

اشترك بالنشرة البريدية للموقع

أدخل بريدك الإلكتروني للإشتراك في هذا الموقع لتستقبل أحدث المواضيع من خلال البريد الإلكتروني.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق