تأملات

5 نساء من الكتاب المقدّس لعبن أدوارًا خطيرة وذات أهمية في أحداث تاريخية

الكتاب المقدّس يزخر بأخبار نساء قمن بأعمال بطولية. اخترنا أربعة نساء عاديّات من العهد القديم لكن عشن حياة غير عادية. جميعهن اختارهن الله ليقمن بمهمة محدّدة. أما المرأة الخامسة فهي متميّزة تفوق جميع النساء بفضائلها وعظمتها ومكانتها وسرّها العجيب.

1- سارة – امرأة الرجاء

لم تكن سارة امرأة مثالية، خاصة في تعاملها مع هاجر. مع ذلك كانت مثالًا في كيف يجب على النساء الخضوع لرجالهنّ دون خوف. عندما اوصى الله ابراهيم ان “يخرج من ارضه وأهله” تخلّت سارة عن الحياة المستقرة والمريحة في موطنها. ورغم انها كانت تقارب الستين من عمرها،‏ قبلت ان تسافر الى المجهول وتعيش حياة لا تخلو من المخاطر والمحن. وفي مصر بالرغم من أغراءات فرعون بقيت وفية لشريك حياتها ولزواجها ولإلهها. فكافأها الله بأن منحها ابن في شيخوختها، الذي منه خرجت أسباط إسرائيل.

2- راحاب – امرأة الإيمان

راحاب كانت زانية، امرأة أممية، سمعت وصدّقت وآمنت بل ووثقت بهذا الإله العظيم الذي شقّ البحر ليعبر منه شعبه بأمان ثم أُغلق البحر على فرعون ومركباته. لم تشهد صفحات العهد القديم عن راحاب فقط، بل نقرأ أيضاً في العهد الجديد أنّها “تبررت بأعمالها” (يعقوب 2: 24) عندما خبّأت الجاسوسين اللذين أرسلهما هوشع للتجسّس على أرض الميعاد، وبالتالي خلّصت نفسها وعائلتها من موت محتّم. ويشهد عنها سفر العبرانيين قائلًا: “بالإيمان راحاب الزانية لم تهلك مع العصاة اذ قبلت الجاسوسين بسلام.” عاشت راحاب وأهلها وأقاربها مع اليهود ولم تهلك مع باقي شعبها. ثم ولدت بوعز الذي من نسله جاء داود الملك.

3- راعوت – امرأة الوفاء

راعوث هي امرأة شابة من ارض موآب؛‏ وهي لا تنتمي الى امة الله اسرائيل.‏ كان بإمكانها العودة إلى أهلها والزواج من رجل من شعبها، لكنها اختارت أن ترافق، تطيع، وتخدم نعومي حماتها بعد أن توفي زوجها فعادت معها إلى أرض إسرائيل وكانت مطيعة لها،أرسلتها لالتقاط الشعير في حقول بوعز (ابن راحاب) فأكرمها الله على وفائها بأن تزوّجها بوعز وأنجبت منه عوبيد الذي هو جدّ داود الملك، من نسله جاء المسيح.

4- إستير – امرأة الشجاعة

شجاعة إستير مكّنتها أن تنقذ شعبها اليهودي من الإبادة.
عندما اراد هامان الوزير الإنتقام من مردخاي اليهودي الذي لم ينحني أمامه، أوعز للملك احاشويروش بوضع شريعة لقتل جميع الاسرائيليين في يوم معيَّن، فأمر الملك بذلك.‏
كانت إستير تعلم أنه لم يكن مسموحًا حتى للملكة أن تدخل على الملك بدون دعوة منه، والعقاب هو القتل. لكن إيمانها وثقتها بالله وخوفها على شعبها المهدّد بالإبادة مدّها بالشجاعة ونالت الأمان وكشفت للملك مؤامرة هامان. وأنقذت الشعب اليهودي من الإبادة في المهجر.

5- مريم – امرأة النعمة

لقد اختارت نعمة الله مريم لتصبح رابطة بين السماء والأرض، بين الفردوس المفقود والفردوس المردود، وفي شخص وليدها ومن Hجله.
إلى هذه الفتاة جاءت نعمة الله، لتدعوها لتكون أُماً للمسيح، ابن الله، الذي اشتهت الأجيال أن يُولد فيما بينها، وتمنّت النساء أن يأتي منهن.
جاءت شهادة الله لحياة الطهارة والنقاء التي للعذراء مريم بين جميع النساء فيما قاله الملاك جبرائيل، إذ بدأ كلامه معها “وقال سلام لك أيتها المنعم عليها، الرب معك، مباركة أنت في النساء”(لوقا 1: 28).

مريم هي إمرأة إبنها إلـه، عذراء وُلد منها وحيد الآب ومشتهى كل الأمم.
مريم هي المرأة التي إختارها الله ليسحق نسلها الحيّة الخبيثة، وهي المختارة كالشمس والمشرقة كالصبح والجميلة كالقـمر.
مريم هي عروس الروح القدس التي حلّ عليها، وهي إبنة الآب المختارة من بنات حواء، وهي أم يسوع الإبن الأزلي.
مريم هي أمّ النعمة الإلهية، أمّ الخالق، أمّ الله.

ألا نعظم الله معها، ألا نعظم الله من أجلها، ألا نشترك مع جميع الأجيال في تطويبها، فنقول مـع أليصابات: “مباركة أنت في النساء ومباركة هي ثمرة بطنك”

اشترك بالنشرة البريدية للموقع

أدخل بريدك الإلكتروني للإشتراك في هذا الموقع لتستقبل أحدث المواضيع من خلال البريد الإلكتروني.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق