مختارات عالمية

يسوع يُحيي طفلًا قتله جندي روماني – من كتاب “بعيون يسوع”

“بعيون يسوع”

سمعنا أصوات رجال وخيول تسير مسرعة، وإذا بفصيل من الجنود الرومانيين يمرّ بجانبنا على الطريق متّجهاً نحو القرية، حينها كاد صوت أسلحتهم وقعقعة أقدامهم أن تصمّ الآذان.

عندما وصلنا الى القرية كانت في حالة هياج، بحث الجنود في المنازل عن الثوّار واعتقلوا خمسة رجال وراحوا يعاملونهم بصرامة. اجتمع أهل القرية حولهم يتوسّلون إلى الجنود كي يطلقوا سراح الرجال الخمسة الذين أعلنوا براءتهم وطلبوا إطلاق سراحهم. لكن قائد المئة من على صهوة جواده، لم يصغ الى أحد، بل أمر جنوده أن يدفعوا الجموع الى الوراء.


نفّذ الجنود أوامره ولكن طفلاً صغيراً تحرّر من بينهم وجرى نحو والده يصيح: “أبي، أبي”. فضرب أحد الجنود الصبي بقبضة يده بقوّة، فهوى الطفل الذي كان بالكاد يبلغ الرابعة من عمره على الأرض وأصابه التشنّج. ساد الصمت القوم أجمعين وصاح الضابط بالجندي: “أيها الأحمق، إنه مجرد صبي”.
قفز الضابط عن صهوة جواده وانحنى عند الصبي الذي لم يعد يتشنّج، لأنه كان قد فارق الحياة. فخلع خوذته والدموع تسيل من عينيه على وجهه وصاح: “إنه مجرد صبي. طفل. إنّ ابني في مثل عمره، طفل صغير”. وراح يجهش من قلبه.

 

فسرت قدماً والجموع تفسح لي الطريق، ونظر الجنود نحوي وكأنهم يعتزمون إيقافي، فصاح أحدهم: “هذا يسوع الناصري، النبي العظيم، والشافي الكبير”. فلما سمع الجنود ذلك تراجعوا قليلاً وتقدّمتُ نحو الطفل. نظر إليّ قائد المئة وسأل:- “هل يمكنك المساعدة؟” وجدتُ في قلبه نفساً تائهة، نفساً تعاني، مفعمة بالألم بسبب الأعمال التي قام بها، أعمال الموت والدمار، ولكن خلف هذه الفوضى والإرتباك تمكّنت أيضاً من رؤية شفقة وحبّ وأمل.

فأجبته: “سأفعل”.
وانحنيت الى الأمام ورفعت الصبي. فقال الجندي الذي ضرب الصبي: “لكنه ميت، ليس ثمّة ما يمكنك أن تصنعه لأجله الآن”. فابتسمت ابتسامة خفيفة وقلت له: “أبي الذي أرسلني يخلّص الحياة أو يأخذها، إنها أوامره، وإن كانت مشيئته أن يحيا هذا الطفل، فإنه سيحيا”.

فقال الجندي: “لا شك إذن أنّ أباك ساحر”.
فقلت له: “لا، إنّ أبي هو إله الخليقة الذي صنع كل شيء، وهو الذي يريد أن هذا الطفل يحيا”. و
في هذه اللحظة استيقظ الطفل وهو يصيح: “أمّي!”.

فتراجع الجنود مذهولين بينما تقدّمت والدة الطفل لتأخذه والفرح يملأ قلبها وكلمات الشكر تنهال من فمها تمدح الله وتسبّحه. وكان الجنود يحدّقون فيّ فيما راحت الجموع تسبّح الله بصوت واحد. وصاح الجندي خائفاً: “من أنت؟”
فقلت له: “أنا هو”.
فقال الجندي: “ما هذا الجواب؟ أسألك من أنت، وأنت تقول لي: أنا هو”.
– “أنا الابن، أنا الحمل، أنا مغفرة الله”.

فقفز قائد المائة على جواده بعصبية وأوعز لرجاله: “أطلقوا سراح الأسرى. نحن لا نريدهم”. ثم نظر إليّ وأومأ لي إيماءة شكر، ثم انطلق يقود رجاله بعيداً عن القرية.

من كتاب “بعيون يسوع” إيحاءات شخصية عن حياة يسوع لكارفر آلان إيمز. الكنيسة لا تمانع بنشره وهي ستحكم مع مرور الزمن على مصداقية هذه الإيحاءات.

اشترك بالنشرة البريدية للموقع

أدخل بريدك الإلكتروني للإشتراك في هذا الموقع لتستقبل أحدث المواضيع من خلال البريد الإلكتروني.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق