أخبار ومعجزات مديوغوريه

ياكوف يهرب من الجيش والشرطة ليوصل رسالة العذراء التي غيّرت حياة الرعيّة في مديوغوريه

كان ياكوف الذي لم يبلغ بعد العاشرة من عمره، كالسجين في بيته، وجندي مسلّح  يحرس أمام باب منزله. كان ذلك في أول أيام الظهورات. طلبت منه العذراء إيصال رسالة الى الرعيّة، فهل يقدر أن يتسلّل من البيت دون أن يُمسك به؟

سجّل الحادثة بيترو زورزا نقلاً عن الأب يوزو، كما تظهر أيضاً في كتاب “عشر سنوات من الظهورات” للأب رينيه لورنتين الخبير بظهورات العذراء حول العالم.

روى الأب يوزو أحداث ذلك المساء وسرّ الرسالة التي ائتمنتها العذراء لياكوف الصغير وكيف أن هذه الرسالة غيّرت مجرى الحياة في القرية الوديعة:

“وقت قصير بعد أن بدأت ظهورات السيدة العذراء في مديوغوريه، أغلق الجيش والشرطة (الخاضعين للحكم الشيوعي آنذاك) كل محيط تلّة الظهورات، ومنعوا الناس من الصعود الى إعلى أفراداً وجماعات. وتمّ حبس الرؤاة في بيوتهم إذ أبقى الجيش جنديّاً حارساً أمام كل بيت من بيوت الرؤاة مانعين إياهم من الخروج. كان ياكوف يحصل على الظهور اليومي في بيته. في أحد تلك الأيام أعطته السيدة العذراء رسالة ليعطيها لي، على أن يوصلها لي أثناء قدّاس المساء.”

“كان ياكوف الذي لم يبلغ بعد العاشرة من عمره، كالسجين في بيته، وكان هناك حارس مسلّح أمام باب منزله. كان ذلك في أول أيام الظهورات. شعر ياكوف الصغير أن عليه طاعة الغوسبا (السيدة العذراء). بقي يراقب الحارس من ثقب المفتاح، وعندما رآه قد نام (الجو في شهر تموز حار جدّاً)، فتح النافذة بهدوء وقفز خارجاً يركض باتّجاه الكنيسة. استيقظ الحارس ودخل البيت، ورأى أن ياكوف غير موجود، فأعلمَ بذلك جميع مراكز الجيش في القرية باللاسلكي، فأقيمت الحواجز في الشوارع التي تصل الى الكنيسة. ركب ياكوف سيارة أحد المارّين في المكان وغيّرها ست مرّات من أجل الهروب من الحواجز.”

“وصل الى الكنيسة واختبأ تحت المذبح وأنا على وشك الإنتهاء من القدّاس. شعرت بشخص ما يجذب كُمّ ثوبي.نظرت الى إلى أسفل ورأيته. قال لي بهدوء شديد: “الغوسبا أعطتني رسالة للشعب”. رفعته وأوقفته على المذبح أمام الميكروفون. وقال: “قالت لي الغوسبا أن أخبركم أن تصلّوا الورديّة هذا المساء”. شعر الناس فوراً أن العذراء موجودة بالقرب منهم. كثيرون منهم بدأوا في البكاء لأنه كان زمن قمع واضطهاد من جانب الشرطة. وبحث الجميع في جيوبهم عن مسبحتهم.”

كان الأب يوزو لا يزال يشعر ببعض التحفّظ بشأن حقيقة ظهور العذراء للأطفال، لكنّه لم يترك مشاعره تسيطر عليه. هو أيضاً أخذ مسبحته وبدأ يصلّي.

“كانت تلك أوّل ورديّة تتلوها الرعيّة في كنيسة مديوغوريه. أنزلت ياكوف على الأرض، وكان حافياً، متّسخاً ومغبرّاً. على غطاء المذبح بقيت بصمات قدميه الصغيرتين. عندئذٍ أتت الغوسبا في وسط الكنيسة وشكرتني، وأضافت نفس الكلمات: “يجب أن تتلوا الوردية كل مساء”. منذ ذلك الحين، في مديوغوريه، نحن نصلّي الوردية يوميّاً.”

 في ذلك المساء، قبل نهاية الصلاة، أدرك الجميع بأنّ الأب يوزو توقّف فجأة عن الكلام وأنّه يحدّق فوق المقعد الثالث وقد أشرق وجهه بفرح كبير وانخطاف. بعد لحظات قليلة بدأ يرتّل: “كلّك جميلة يا مريم”. ومن ثمّ وهو يبتسم بفرح أنهى تلاوة المسبحة. لاحقاً، اعترف الأب يوزو الى بعض الآباء المقرّبين، أنّه هو أيضاً رأى العذراء في الكنيسة للحظة، شكرته لأنه لبّى الدعوة للصلاة وسألته أن يتابع تلاوة المسبحة كل مساء من أبناء الرعيّة.

اشترك بالنشرة البريدية للموقع

أدخل بريدك الإلكتروني للإشتراك في هذا الموقع لتستقبل أحدث المواضيع من خلال البريد الإلكتروني.

الوسوم

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق