هل زار البابا بنديكتوس السادس عشر مديوغورييه وهل يؤمن بصحة الظهورات؟
البابا الفخري يدرك جيداً أحداث مديوغورييه. والأدلّة في هذا المقال
خلال رحلتهم إلى مديوغورييه عام 1985، صرّحت راهبة وإثنتان من حجاج مديوغورييه إنهم شاهدوا الكاردينال جوزيف راتزينجر الذي أصبح لاحقاً البابا بنديكتوس السادس عشر في القرية الشهيرة في البوسنة والهرسك، كما أفاد الصحافي جاكوب مارسشنر، من كوبنهاغن.
إضافة لمصداقية لهذا التقرير، كشف الاب أنتي جوريك،Fr. Ante Juric وهو كاهن من كرواتيا، وهو حاليا راعي كنيسة انتقال مريم العذراء في سان خوسيه بولاية كاليفورنيا، على نفس الخبر. بمعرفته الكثير من الكهنة الفرنسيسكان في مديوغورييه، قال أنه من المعروف جيدا أن الكاردينال راتزينجر زار مديوغورييه، مرتدياً الملابس المدنية، مرتين على الأقل. “بعض الفرنسيسكان رأوه بالتأكيد هناك. انها الحقيقة “.
ليس فقط أن البابا الفخري قد سافر إلى مديوغورييه أكثر من مرة، لكنه يؤمن شخصيا في صحة ظهورات مريم العذراء هناك. وفي 18 مارس / آذار 2010، أدلى المندوب الرسولي إلى البوسنة والهرسك، رئيس الأساقفة أليساندرو ديريكو، ببيان رسمي عن نية البابا وراء اللجنة الدولية التي شكلها في ذلك الوقت لدراسة الظهورات في مديوغورييه، وهو بيان لا يمكن تفسيره سوى أنه مؤيّد للظهورات. قال رئيس الأساقفة في بيانه:
“إنّ الأب الأقدس على دراية واسعة بظاهرة مديوغورييه؛ حتى أنه ذكر ذلك لي شخصياً. وهو يدرك كمية التأثير الإيجابي الهائل والجيد على الكهنة المحليين، رجال الدين، الفرنسيسكان، والمؤمنين، وبالتالي، فإنه من الصعب جدا بالنسبة له استيعاب أنه يمكن أن يكون هناك الكثير من المعارضة حول نفس المسألة. وهذا هو السبب في أنه يريد إنشاء هذه اللجنة التي هي على مستوى عالٍ حقاً”.
في يوم الأربعاء 1 ديسمبر 2010، خلال مقابلته العامة مع المؤمنين في ساحة القديس بطرس، حيّا البابا بنديكتوس السادس عشر الحجّاج الذين يزورون روما، وابتسم عندما ذكر مديوغورييه. رفع رأسه عن الأوراق التي في يديه، ابتسم ورفع يده اليمنى ردّاً على هتاف أعضاء الجمهور الكرواتي، ثم خاطبهم بالكلمات التالية :
“أحيّي من قلبي جميع الحجاج الكرواتيين، وخاصة من رعية القديس يعقوب من مديوغورييه. حجّكم إلى روما هو جزء من التحضير لمجيء الرب. لذلك، في الرجاء، كونوا المبشرين لمحبة الله في شعبكم. ليُمجّد يسوع ومريم!”
أنهى البابا كلامه بالتحيّة التي يحيب بها الرؤاة على تحية العذراء في ظهوراتها لرؤاة مديوغورييه فتقول: “ليُمجّد يسوع” فيجيبونها: “ليُمجّد يسوع ومريم”.
هاكم بعض النقاط للتفكير:
إذا كان البابا ضد مديوغورييه ويسعي إلى شجبها، كما يزعم بعض الناس، لما استطاعت مديوغورييه استثارة ابتسامته وبركته.
إذا كان البابا بنديكتوس يخشى أن تكون مديوغورييه مكان غير مقدّس ينشر الأخطاء في جميع أنحاء الأرض، فكيف يُفسَّر اختيار البابا لحجّاج مديوغورييه بالذات، ليقول لهم من بين جميع الحاضرين إن حجّهم هو جزء من التحضير لمجيء الرب، وكيف يختار أن يشجعهم وبالتحديد هم، على التبشير.
سيكون من المستحيل عمليّاً على رجل من النزاهة، مثل البابا، أن يعرض مثل هذه الإيماءات والكلمات الإيجابية، إذا كان قلبه يعارِض، أو حتى يُشكّك في أمر مديوغورييه.