هل تعلم أن طرحة السيدة العذراء التي ارتدتها أثناء ولادة يسوع المسيح لا تزال موجودة؟
طرحة السيدة العذراء – الذخيرة المريمية الأولى
على الرغم من أن الغالبية العظمى من الذخائر الأولى في الكنيسة قد فُقدت عبر التاريخ، إلا أن هناك ذخائر لا تزال موجودة الى يومنا هذا، وهي محفوظة بأمان/ موزّعة في الكثير من الكنائس والكاتدرائيات في جميع أنحاء العالم، يراها ويكرّمها المؤمنون بعبادة وإجلال. نذكر منها ذخائر الرب يسوع من يوم آلامه في الجمعة العظيمة: كفن تورينو المقدّس، بضع شوكات من إكليل الشوك، المسامير، منديل القديسة فيرونيكا، الصليب المقدّس.
أما ذخائر مريم العذراء فالمعروف عنها هو فقط “الزنّار” وهو حسب التقليد زنّار ثوبها الذي حُفظ حتى الزمن الأخير في كنيسة أمّ الزنار في حمص – سوريا. لكن يجهل معظم المسيحيين أن هناك ذخيرة مريمية أخرى لا تزال موجودة وهي غطاء الرأس -طرحة السيدة العذراء التي كانت على رأسها حين ولدت إبنها الإلهي.
يقول التقليد إن الكاميسا المقدسة “Sancta Camisia”، القميص المقدس في اللاتينية، هي الطرحة الذي كانت ترتديها مريم العذراء خلال ولادة المسيح. يبلغ طولها أكثر من 6 أمتار ومصنوعة من الحرير الجيد. بعد انتقال مريم العذراء الى السماء، انتقلت الطرحة من القدس إلى القسطنطينية، حيث قدّمتها الإمبراطورية البيزنطية إيرين إلى الإمبراطور الروماني شارلمان. في عام 876، أهداها حفيده تشارلز الأصلع إلى كاتدرائية تشارتر في فرنسا، حيث بقي لأكثر من 1100 سنة.
في عام 1145، احترقت الكنيسة وكادت النيران أن تدمّر الطرحة. لكن بعض الرهبان ركضوا عبر النيران الى داخل الكنيسة لإنقاذ الطرحة. يقال أنهم وُجِدوا بعد ثلاثة أيام و طرحة السيدة العذراء في أيديهم دون أن تمسّهم النار بأذى بعد أن طلبوا شفاعة مريم. واعتبرت هذه الظاهرة معجزة، وبُنيت كاتدرائية أعظم مكان الكنيسة التي أصبحت رماداً.
ترجع الاختبارات العلمية للطرحة إلى القرن الأول الميلادي، مما يعطي مصداقية للتقليد القائل أن الطرحة كانت ترتديها مريم نفسها. اليوم، يتم الاحتفاظ بها بأمان في بيت ذخائر ذهبي موضوع بجانب المذبح في كاتدرائية تشارتر. كل عام في 15 أغسطس، عيد انتقال العذراء مريم الى السماء، يقام موكب وتحمل الطرحة بإكرام في جميع أنحاء تشارتر.