من هي الأخت ريتا مونتيلا التي ساعدت العذراء في إحباط محاولة اغتيال البابا يوحنا بولس II
الكنيسة تدرس دعوى تقديسها
الأخت ريتا مونتيلا للروح القدس
كم نحتاج اليوم إلى قديسين ليحمونا من الوقوع في أنظمة أيديولوجية اجتماعية فاسدة. يعرف الكثيرون عن الأخت ريتا مونتيلا دورها في إحباط اغتيال القدّيس البابا يوحنا بولس الثاني. يعتبرها الكثيرون قديسة حديثة، لكن الكنيسة بدأت حديثأ البحث في دعوى تقديسها. ومع ذلك، فقد وافقت السلطة الكنسية بالفعل على صلاة طلب شفاعة الراهبة الأخت ريتا مونتيلا (الصلاة في نهاية المقال).
من هي الأخت ريتا مونتيلا، القدّيسة المستقبلية التي أنقذت القدّيس البابا يوحنا بوحنا بولس الثاني.
هي راهبة أوغسطينية متصوّفة وحاملة سمات المسيح، التي بأمر الطاعة من معرّفها بعد أن شاهد السمات، طلبت أمام تمثال العذراء في الكنيسة من الرب يسوع إخفاء السمات. لكنها بقيت تشعر بآلام السمات حتى آخر حياتها.
الكثيرون يعرفون الأخت ريتا بأنها الإبنة الروحية للبادري بيو. وكان يناديها بالطفلة. ليس لصغر سنّها ولكن بسبب براءتها وتواضعها.
كان القدّيس يزورها في غرفتها كل ليلة من خلال موهبة التواجد المزدوج التي كانت هي أيضًا تتمتع بهذه الموهبة. إثناء الليل، كان البادري بيو يدخل غرفة الأخت ريتا الراهبة الأوغسطينية في دير سنتا كروز سولارنو، يتلو معها المسبحة الوردية ويصلّي معها من أجل خلاص النفوس.
يصادف هذا العام أيضًا الذكرى المئوية لولادة الراهبة، المولودة في 3 أبريل 1920. خلال حياتها، قدّمت الراهبة نفسها كضحية للحب الإلهي. وبالتالي منحها الله ما طلبت في الصلاة.
ما هي البراهين على تدخّلها في إحباط محاولة القتل؟
كتب الأب فرانكو داناستاسيو (كاهن باشنيست من رهبنة الآلام، لاهوتي، شاهد مهم وكاتب سيرة حياة الأخت ريتا) أنه في 13 مايو 1981، ذهبت الأخت ريتا مونتيلا إلى ساحة القديس بطرس لإبعاد الرصاصة الموجّهة ضد البابا يوحنا بولس الثاني. وهي حقيقة غيرت مجرى التاريخ والأحداث بشكل مذهل.
الأب تيوفيلو دال بوزو – فرنسيسكاني مبجّل وموثوق جدًا – كان المرشد الروحي للأخت ريتا ورئيس مقاطعة فوجيا كابوشين، وأيضًا صديق ورئيس مباشر للبادري بيو.
كان الأب تيوفيلو شاهداً مباشراً على المهام المشتركة “الغامضة” للبادري بيو والأخت ريتا. وكان الأول، بطريقة دقيقة جدًا وعميقة، الذي تحقّق من المواهب والحياة المقدّسة للأخت ريتا، إلى جانب سلطات دينية أخرى موثوقة. جمع الأب داناستازيو كل الشهادات، وتمكّن أيضًا من الحصول على الأدلة من معرفته الشخصية للأخت ريتا، التي أعطته، خلال السنوات، تفاصيل مهمة.
أحد هذه التفاصيل صادم بشكل خاص: يتعلق بالهجوم على يوحنا بولس الثاني، الذي كان في نفس عمر الأخت ريتا.
كشفت الأخت ريتا مباشرة بعد عام 1981، خلال حديث سرّي مع الأب فرانكو داناستاسيو، أخبرته أنها كانت حاضرة في ساحة القديس بطرس في 13 مايو 1981، لكنها طلبت أن يعدها بأنه سيحتفظ بالسر حتى بعد وفاتها. وهذه هي كلماتها: “جنبًا إلى جنب مع السيدة العذراء حوّلت رصاصة مهاجِم البابا”.
هذا الاكتشاف الذي من الواضح أنه صادم ولا يمكن أخذه في الاعتبار إلا على أساس المصداقية المطلقة لهذه الراهبة، وحياتها المقدّسة والمواهب الخارقة للطبيعة التي حصلت عليها والتي شهد عنها أشخاص موثوقون تمامًا. أولاً وقبل كل شيء شهادة القديس البادري بيو، الذي قام ببعض أعماله غير العادية مع الأخت ريتا.
وفي مناسبة مختلفة، قالت الأخت ريتا، بينما كانت تتحدث عن الهجوم على البابا: “كم كان علي أن أعاني من أجل تجنّب حدوث الأسوأ!
هذا بريق يشير إلى “الثمن” الدرامي للحب الذي يجب دفعه، أي ثمن الصلاة والتكفير الصعب للغاية، الذي احتملته الراهبة المتصوفة على كتفيها بدلاً من الآخرين، من أجل التكفير في هذه الحالة، عن ذبيحة رهيبة. نحن في بُعد “الكفارة بالنيابة” التي مارستها الأخت ريتا ببطولة والكفّارة ذاتها التي سمحت للبادري بيو بالحصول على الكثير من النعم من السماء لمن يعاني وللكنيسة.
ما الإثبات الذي يمكننا العثور عليه لمثل هذا الاكتشاف المثير؟
قد نعتقد أنه لا يمكن أن يكون هناك إثبات على الإطلاق، لأن ذلك كان حدثًا خارق للطبيعة.
لكن السماء لم تبخل بالتأكيد على دور الأخت ريتا وجاء هذا التأكيد المفاجئ من فم المجرم عينه – محمد على أغكا.
وصف أغكا الحدث لقاضي التحقيق، إيلاريو مارتيلا، الذي استجوبه خلال التحقيق القضائي الثاني في محاولة الاغتيال، على النحو التالي: “لقد كانت نيّتي تحديدًا قتل البابا. كان هذا هو التفويض والأمر االذي أُعطيَ لي. لكنني أطلقت رصاصتين فقط لأن راهبة كانت قريبة مني أمسكتني من ذراعي اليمنى، لذلك لم أستطع الاستمرار في إطلاق النار. لولا ذلك لقتلتُ البابا”.
بالرغم من البحث عن الراهبة المجهولة، لم يستطع أحد التعرّف إليها. والمعروف أن راهبة أخرى كانت على بعد أكثر من 10 أمتار قد صدّت هرب أغكا بعد إطلاقه النار وأوقعته أرضًا إلى أن انضم إليها آخرين في القبض عليه. وقد اعترفت بشهادتها أنها لم تكن بالقرب من القاتل لحظة إطلاق النار ولم تكن هي من أمسكت يده.
لماذا احتاجت السماء إلى راهبة صغيرة حبيسة، غير معروفة، لإنقاذ البابا؟
الجواب الأول والأوضح هو أن خطط الله غامضة لا يمكن لعقل بشري أن يُسبر غورها.
وربما في هذه الحالة كانت السماء تعني أن على المرء أن يشهد بما قامت به السيدة العذراء.
لكن جزءًا من الإجابة يمكن أن يكون أن الأخت ريتا كانت مخلوقًا أرضيًا، تنتمي إلى الكنيسة المحاربة، وبالتالي كانت قادرة على تقدمة حياتها للحصول على تلك النعمة الهائلة للكنيسة وللعالم.
فقط الرجال والنساء الذين يعيشون هنا على الأرض قادرون على فعل ذلك، وبالتالي فإن لديهم “قوة” غير اعتيادية. اعتاد البادري بيو أن يقول: “إن الملائكة يحسدوننا بلا حدود فقط لهذا السبب: يمكننا أن نعاني وأن نقدّم المعاناة لله. والتقدمة هي أقوى وأصدق طريقة لنقول لله: “أنا أحبك حقًا”.
صلاة الأخت ريتا من أجل خلاص البشرية
كانت صلاتها تهدف إلى ارتداد الخطاة، وتوبة الكهنة، وشفاء المرضى، وخلاص النفوس الأبدي، وتحرير النفوس من المطهر. وكثيرًا ما طلبت الراهبة من الرب أن يوقف الحرب وأن لا يعاقب البشرية، كما أنها استطاعت أن تمنع الانجرافات السياسية مثل تلك التي كانت تخشى تلك السنوات من الديكتاتورية الشيوعية في إيطاليا.
الطلب من يسوع تجنّب الانجراف الشيوعي في إيطاليا
على سبيل المثال ، قبل وقت قصير من الانتخابات السياسية الجمهورية الأولى التي فاز بها الديمقراطيون المسيحيون، في 18 ديسمبر 1948، كانت إيطاليا في خطر الوقوع في أيدي الشيوعيين. شهدت راهبتان من دير الأخت ريتا، أنها كانت تبكي وتصلي وتكفّر باستمرار. إلى أن ظهر لها يسوع ذات يوم وقال لها: “ريتا، لقد ربحتِ!”.
وبالتالي، كما هو الحال مع قديسين آخرين في التاريخ، بما في ذلك الأخت فوستينا كوالسكا رسولة الرحمة الإلهية، حصلت الأخت ريتا من يسوع على التغيير في مجرى التاريخ.
اليوم، مع ازدياد مشاريع القوانين الاجتماعية الفاسدة المناقضة لتعاليم المسيح كالاستبداد الحكومي الفاسد، ازدياد القوى الماسونية والشيطانية، زواج المثليين، تشريع الإجهاض، واضطهاد المسيحية والمسيحيين في الشرق والغرب، فإنّ هناك حاجة متزايدة لقدّيسين مثل الأخت ريتا مونتيلا، الذين يلجؤون إلى يسوع بكل قلوبهم طالبين إعاقة الانجراف والانحطاط الديني والأخلاقي والاجتماعي في بلادنا .
صلاة للأخت ريتا مونتيلا موافق عليها من الكنيسة
“أيها الرب، إلهنا، لقد دعوت الأخت ريتا للروح القدس للقيام بتكريسها العمادي بشكل تام بواسطة تكريس نفسها لك بالكامل في الحياة التأملية الأوغسطينية لخدمة الله والكنيسة. لقد جعلت، أيها الآب،أن يشعّ وجه المسيح من خلالها، بالمواهب التي منحتها إياها، مما جعله مرئيًا وسط رجال ونساء عصرنا.
بمعونتك، أخذَت على عاتقها هموم إخوتها من خلال خدمة المسيح المتألّم في أعضائه فأصبحت بتواضعها علامة وشهادة على محبتك في الصلاة.
استمع إلى صلاتنا: تنازل الآن ومجّدها على الأرض، وامنحنا بشفاعتها النعمة (أذكرها) التي نطلبها منك بكل ثقة”.
مرة أبانا، السلام والمجد.
توفيت الأخت ريتا مونتيلا برائحة القداسة في 26 تشرين الثاني 1992
في عام 2007، اتصل الكاردينال ستانيسلاوس دزيويسز، رئيس أساقفة كراكوف والسكرتير السابق للبابا يوحنا بولس الثاني، بالأب داناستاسيو وطلب منه الإدلاء بشهادته تحت القسم حول اعتداء علي أغكا على البابا، وكلمات الأخت ريتا، من أجل عملية تطويب البابا الذي بدأت حينها في كراكوف.