معجزات الشفاء في مديوغورييه، من يقدر أن يتجاهلها؟!
معجزات الشفاءات الخارقة في مديوغورييه هي بالتأكيد إحدى أكثر الأحداث غموضاً في الأربع والثلاثين عاماً والمتصّلة بظهورات السيدة العذراء . فقد تم تسجيل أكثر من 650 حالة شفاء . الكرسي الرسولي يتابع بحذر لكن الوثائق تتكاثر باستمرار مضاعِفة بذلك فضول المراقبين لمجريات مديوغورييه.
يتم الاحتفاظ بسجلّات وتقارير حالات شفاء من جميع أنحاء العالم في مركز المعلومات “مير” التي يديرها الفرنسيسكان المسؤولين عن رعية وكنيسة القديس يعقوب في مديوغورييه.
معجزة شفاء جديدة من مديوغورييه !
أحدى هذه الحالات هي قصة شفاء آرثر بويل Arthur Boyle ، أمريكي من بوسطن، البالغ من العمر 59 عاماً، أب لثلاثة عشر إبناً وبنتاً. رجل ملئء بالحيوية والنشاط، سقط فجأة ونُقِل الى المستشفى حيث وُجد مريضاً بسرطان الكِلى . خضع لعملية استئصال الكلية المصابة واعتقد انه تخلّص من السرطان. ثمانية أشهر بعد العملية شعر بسوء فحمله إبنه الى المستشفى حيث خضع للفحوصات. وكانت نتيجتها عودة السرطان إذ وجد الأطباء ثلاثة أورام خبيثة في رئته اليمنى. صرّح الأطباء ان الاشعاع والعلاج الكيميائي لن يفيد . والشيء الوحيد الذي قد يساعد هو استئصال الرئة وإلا فلن يعيش اكثر من ستة شهور. في ذلك الوقت سأله صديق أتى لزيارته ، اذا كان قد سمع عن مديوغورييه.
“تذكرت حينئذٍ أن ابنتي أعطتني منذ سنوات كتاباً عن مديوغورييه، بعنوان” رسائل مديوغورييه. وكانت زوجتي تقرأ لي من الرسائل، ولكني لم أكن أولي اهتماما كبيرا لذلك. ومع ذلك، بعد ان سألني صديقي عن مديوغورييه، عدت إلى المنزل وسألت زوجتي: “ما هي مديوغورييه؟ ماذا يمكنك ان تخبريني عنها ؟ ” فأخبرتني بكل ما تعرف عن ذلك المكان ، مكان الصلاة والمحبة والسلام، والشفاء.”
أسبوع بعد ذلك سافر آرثر الى مديوغورييه يرافقه أخو زوجته روب وصديقه كيفين . في الليلة الأولى من وصوله الى مديوغورييه ذهب الى الإعتراف وحصل للوقت على المعونة الروحية والنفسية :”إختفى الإكتئاب والقلق، كنت مثل من يحمل حملاً ثقيلاً على كتفيه وسقط عنه. شعرت بالحرية. وتساءلت ، ماذا حصل لي؟ لماذا ؟
في صباح اليوم التالي التقى بالرائية فيتسكا صدفة في محل لبيع التذكارات . تقدّم منها وأخبرها عن حالته وطلب منها أن تصلّي له .
وضعت فيتسكا يدها اليمنى على رأسه وصلّت الى السيدة العذراء ان تشفع له لدى الله كي يمنحه الشفاء. قال أرثر :”لقد تملّكني إحساس غريب في لحظة بدئها في الصلاة .يدها على رأسي وروب وكيفين وضعا ايديهما عليّ مشاركين في الصلاة ، مرّت الحرارة التي غمرت كل جسدي اليهما وتسبّبت لهما بالعرق الشديد.” في ذات اليوم التقيت بالأب يوزو في سيروكي بريج ليس بعيداً عن مديوغورييه الذي صلّى هو أيضاً معي من أجل شفائي.
هذان اللقاءان أعطياني القوة لمحاولة تسلّق تلة الظهورات.
كانت تمطر وأنا أصعد التلّة. شعرت بتعب شديد. عانيت من آلام قوية في قدميّ وشعرت ان الأمر يزداد سوءاً. آلمني صدري أكثر من اي وقت مضى، لكننا تابعنا الصعود حتى القمة. كنا نحن الثلاثة، الرجال البالغين الوحيدين على التلّة. صلّيت من أعماق قلبي وروحي بأن يغفر الله لي وأن يساعدني على التحسّن. بقد بكينا ونحن نصلّي هناك عند أقدام تمثال السيدة العذراء. وشعرت بأن شيء ما يحدث معي. لقد شُفيت !
عند عودتي الى الفندق اتّصلت بزوجتي التي قالت لي انها عيّنت لي موعداً لإجراء عملية استئصال الرئة ، في 14 أيلول أربعة ايام بعد عودتي المقرّرة من مديوغورييه. فطلبت منها ان تسأل الأطباء اذا أمكن إجراء فحوصات وصور جديدة قبل العملية. بعد ذلك بوقت قليل ، اتّصلت بي سكريتيرة الطبيب الذي كان مزمعاً أن يجري العملية وقالت لي “سيد بويل، نعلم انك بمديوغورييه ونعرف السبب، وذلك رائعٌ حقّاً. لكنك مريض بالسرطان وهو لن يختفي من ذاته، صدّقني. أؤكد لك انك بحاجة لهذه العملية.”
عند عودته الى بوسطن كان مقتنعاً بأنه شُفيَ. دخل مستشفى ماساتشوستس العام حيث كشفت الأشعية المقطعية ان الأورام قد اختفت تماماً .
فذهب الى طبيبه وآراه الصور المقطعية القديمة والجديدة .
“قال لي الطبيب ان أنتظر خارجاً بضع دقائق، ثم دعاني الى مكتبه وهو يفرك لحيته والحيرة بادية على وجهه. استخلص ان السرطان لم يعد موجوداً. لقد اختفى. ثم دعا الأطباء الذين كانوا سيعاونونه في العملية، وهم بدورهم دُهشوا وأقّروا حقيقة شفائي. في يوم 14 أيلول بدلاً من أن أدخل غرفة العمليات ذهبت لألعب الغولف مع روب وكيفين.
“لقد شفاني الرب . شفى قلبي وشفى روحي! شفى كل ما كان فاسداً بي. لقد تخلّصت من جميع الفساد والمرض هناك في مديوغورييه!”