“مشهد الملائكة مدرسة حقيقية” ملائكة ترافق العذراء القديسة في ظهوراتها بمديوغوريه
إنّ تنقّل العذراء القدّيسة مع الملائكة ليس بالحدث الجديد في تاريخ الظهورات.
لكنّنا اليوم، وفي مديوغوريه، نفيد من نعمة فريدة: فمن يرون العذراء كل يوم، والذين يرون الملائكة حولها، هم في متناول أيدينا وأعيننا.
في احدى السنين، انتقلت ماريّا سرّاً الى جزيرة تقع في عرض بحر سبليت، مع ثلاثة أصدقاء أحدهم طالب إكليركي.
ذات مساء قرأ أصدقاؤها الحيرة على وجهها بُعَيد ظهور العذراء القدّيسة. فقالت لرفاقها: “أتعلمون؟ لقد قامت العذراء بشيء عجب هذا المساء. لقد فرضت علينا واجبات يجب أن نقوم بها! لقد طلبت أن نكتب رسالة لملاكنا الحارس وأن نسلّمه إياها غداً”.
وروت لي إحدى صديقات ماريّا م.: “لم أكن أصدّق ما أسمع! لم أكن أعلم أنّ المرء يمكنه أن يراسل ملاكه الحارس، وأنّ هذا الملاك يحبّ الرسائل! وأربكني الأمر كثيراً لأنني لم أوجّه مرّة الكلام لملاكي الحارس منذ أعوام طويلة. عندما كنت طفلة، تعلّمت أن ملاكاً حارساً يلازمني، وكنت أكلّمه. لكن ذلك لم يدم طويلاً. وأفاجأ الآن بأن عليّ كتابة رسالة له خلال أربع وعشرين ساعة!”
“لقد أتممنا نحن الأربعة فروض العطلة لاجتهاد. وعندما عادت العذراء القديسة في الغد كانت برفقة ملائكة صغار. أوضحت لنا ماريّا أن هؤلاء الملائكة كانوا يشبهون أطفالاً تتراوح أعمارهم بين السنة والسنتين. ولم تكن تعلم إن كانوا ملائكتنا الحارسين، لأن العذراء لم تعرّفها عليهم. لكن كان عددهم خمسة وكانوا يتفرّسون بكل واحد منّا. وشخصيّاً كنت أشعر أن ملاكي الحارس كان واحداً منهم. وهذا المساء دعتنا العذراء الى نسج علاقات، كلٌّ مع ملاكه، الى اللجوء إليه لنحظى بمساعدته. وطلبت أن نسأله خدمات وبعض آيات حبّ.
“في الغد كانت رسائلنا مطروحة عند قدمَي العذراء. وبعدئذٍ أحرقنا الرسائل. خلال الأيام التي تلت، تحدّثنا طويلاً عن ملائكتنا الحارسين، وبتنا واعين حضورهم، ومساعدتهم لنا. وهذا ما كان يبعث فينا الفرح، وأي فرح! كل واحد أقام حواراً جديداً مع ملاكه، وهذا الحوار غيّر مجرى حياتنا، وبدأت كل أنواع المغامرات تفاجئنا، بفضل ملائكتنا الحارسين.”
فيتسكا وماريا تصفان الملائكة بالأوصاف ذاتها
(أنا لم أتحدّث بهذا الشأن مع الشهود الآخرين). وحسب قول الشاهدتين هاتين، يظهر الملائكة بمظهر بشري: وجوه جميلة، شعر أجعد، عباءات طويلة تخفي أقدامهم. في غالب الأحيان، تتراوح أعمارهم بين السنة والسنتين، ويمكن أن يكونوا أكبر سنّاً.وجوههم متّجهة صوب مليكتهم، وهم يلتهمونها بعيون لا تحجب حبّهم لها وإعجابهم بها. وأكثر ما يُدهش فيهم أنّهم يقلّدون كل حركة تقوم بها: فإن انحنت انحنوا، وإن فتحت يديها يفتحون أيديهم، وإن تكلّمت بلهجة كئيبة تتملّكهم الكآبة، وإن ابتسمت ابتسموا….
قالت لنا مارّيا، إنّ أصغر حركة تقوم بها ، وأدنى نبرة لصوتها، تكشف جميعها كشفاً كاملاً عن إرادة الله. الواقع، إن دور الملائكة الحارسين هو بالتحديد مساعدتنا على تحقيق المخطّط الخاص الذي يرسمه الله لكل منّا تحقيقاً كاملاً. فملائكتنا هؤلاء أقامهم الله الى جانبنا لكي يُخضعونا لإرادته. وعندما يكونون بصحبة العذراء نرى فرحهم يكبر كل لحظة لأن كل ما في العذراء القديسة يحقّق مخطّط الله. وإن أطالت العذراء المكوث بيننا، لا يعود بإمكان الملائكة التمالك من الفرح، ولا ضبط أنفسهم.فيبدأون حينئذٍ التصفيق بأجنحتهم تصفيقاً مدوّياً يعلو أكثر فأكثر! تقول ماريّا: “إن مشهد الملائكة بالنسبة لنا، مدرسة حقيقية. فأنا أتعلّم منهم كيف أقتدي بالعذراء القدّيسة. وكيف أعيش اقتدائي بها، وكيف أستقبلها كمليكة.”
في مديوغوريه، يحدث أن تظهر العذراء فوق الجبل محاطة بآلاف الملائكة. وأعتقد أن الشهود لا يعرفون من يكون هؤلاء الملائكة (او رؤساء الملائكة). فغالباً ما سمعت إيفان يقول: “لقد ظهرت العذراء القديسة هذا المساء، فرحة، سعيدة، وحولها خمسة ملائكة او (وحولها ثلاثة ملائكة). وهذا ما يحدث خاصة بمناسبة الأعياد الكبرى، ولكنه يحدث أيضاً في الأيام العادية.
والآن، إن رغبتم بإقامة علاقة مميّزة مع الملاك الذي أقامه الله خصّيصاً بجانبكم، فإنّ الوقت لم يتأخّر! فلماذا لا تحرّرون رسالة له وتطرحونها عند قدمَي العذراء حين زيارتها المسائية في السادسة والأربعين دقيقة.
من كتاب الأخت إيمانويل مايار – مديوغوريه سنوات العقد التاسع