مواضيع روحية

مخطوطة من القرن الرابع تصف الاحتفال بعيد ارتفاع الصليب الذي كان يستمر ثمانية أيام

الاحتفال بعيد ارتفاع الصليب

ظهر في كتابات من نهاية القرن الرابع أن الأعياد الكبرى (الفصح والصعود والغطاس. في الغطاس كان المسيحيون في القرون الأولى يحتفلون بثلاثة أعياد مجتمعة: ميلاد يسوع وزيارة المجوس وعماده في نهر الأردن) في القدس لم يحتفل بها متفرّقة الواحدة عن الأخرى، ولكن شمل الاحتفال سر فداء المسيح الكامل وسميّت ‘encenie‘ أي العبادة والتكريم. والسبب في ذلك هو أن جميع الأعياد الثلاثة الكبرى احتفلت في فترة زمنية مكوّنة من ثمانية أيام، خلالها كان الحجّاج يزورون جميع الأماكن المقدسة والاحتفال بالقداس في كل واحد منها.

تميزت احتفالات الأعياد بالزينة والأضواء والثياب الليتورجية الفخمة التي أعطت إحساساً بالفرح والسلام. كانت هذه الاعياد تملأ القدس بالسعادة وتترك أيضا تأثيرها على المجتمعات المسيحية في المناطق المجاورة.

وفيما يلي وصف كتبه الحاج المؤرّخ إجيريا، بشأن الاحتفال بعيد ارتفاع الصليب كما كان يقام في القرن الرابع:

“يوم “إنسيني” “encenie” هو عيد يمثل عبادة الله في الكنيسة المقدسة الموجودة على الجلجلة، والتي تسمى مارتريوم، وأيضا من الكنيسة المقدسة التي وجدت في أناستاسيس، وهذا هو المكان المقدس حيث قام الرب من الموت بعد آلامه، والتي تم تدشينه في نفس اليوم، والاحتفالات في هذه الكنائس المقدسة تقام بهيبة عظيمة لأنه في نفس اليوم يُحتفل بارتفاع صليب الرب، ولذلك دُشّنت وتكرّست الكنائس المقدسة ليتزامن الاحتفال مع اليوم الذي تم فيه العثور على الصليب، اي في 14 ايلول.
الكتاب المقدس يقول أيضا أن يوم “إنسيني” هو نفس اليوم الذي انتهى فيه سليمان بناء بيت الله، كما هو مكتوب في كتاب أخبار الملوك.
عند حلول أيام “إنسيني”، تجري الاحتفالات لمدة ثمانية أيام. يبدأ تجمع الحشود أيام كثيرة قبل العيد وكانوا يحضرون من جميع أنحاء العالم، من بلاد ما بين النهرين وسوريا ومصر وتيبايد حيث يعيش الكثير من الرهبان، وأيضا من المحافظات والأماكن الأخرى.

لم يكن هناك من لا يحاول الذهاب إلى القدس في هذا الزمن العظيم وخلال هذه الاحتفالات المهيبة؛ كان عدد الأساقفة الموجودون في القدس خلال هذه الاحتفالات حوالي أربعين أو خمسين أسقفاً، والمئات من الكهنة ورجال الدين المرافقين لهم. ماذا نقول؟ كل من لم يحضر ويشارك بالاحتفالات كان يعتبر أنه ارتكب خطيئة خطيرة، إلا في الحالات التي لا يمكن للمرء أن يحضر بسبب موانع مقنعة.

خلال أيام “إنسيني” زينة جميع الكنائس تتطابق مع زينة عيد الفصح وعيد الغطاس. وتتم زيارة كافة الأماكن المقدسة تماما كما يفعلون في الأعياد الكبرى.

في اليوم الأول والثاني يتجمع المؤمنين في الكنيسة العظيمة، “مارتريوم”.
في اليوم الثالث يذهبون إلى إليونا، وهي الكنيسة التي تقع على الجبل الذي منه صعد الرب إلى السماء بعد موته وقيامته. في هذه الكنيسة على جبل الزيتون يجد المرء المكان حيث علّم الرب تلاميذه.
في اليوم الرابع … “(هنا تنقطع مخطوطة إجيريا).

فلنكرم الصليب المقدس الذي أعطينا أن نغلب به العدو اللئيم ونرشم به على جباهنا وقلوبنا وسائر أعضائنا لنطرد به الشيطان.
الصليب علامة الرب وخاتمه الذي صار الخلاص لآدم وذريته من أسر ابليس عدونا.
الصليب هو موضوع فخرنا في هذه الحياة وهو علامة ايماننا، كما قال بولس الرسول:
“وأما من جهتي فحاشا لي أن افتخر إلا بصليب ربنا يسوع المسيح الذي به قد صلب العالم لي وأنا للعالم” (غل6: 14)

اشترك بالنشرة البريدية للموقع

أدخل بريدك الإلكتروني للإشتراك في هذا الموقع لتستقبل أحدث المواضيع من خلال البريد الإلكتروني.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق