تأملات

محبة الثالوث لمريم العذراء

الثالوث الأقدس يتحدّث عن محبّته لمريم العذراء :

الله الآب:
لقد أحببتك يا مريم ولذلك اخترتك.
نظرت حسنك الداخلي. نظرت جمال روحك، سمو فضائلك
بحثت فلم اجد انسانة تفوقك بهاء ولذلك اخترتك.
لقد اخترتك كي أعيش معك في كيان واحد الى انقضاء الدهر.
أحبّك يا خليلتي.
أحبّك من كل قلبي وفكري وارادتي.
أحبّك بثالوثي. احبك بألوهيتي.
لقد اخترتك كي اعيش فيك للابد .
اخترتك كي أفرح بك للأبد.
اخترتك كي احبّ فيك الانسان. كي أحبه من خلالك .
اخترتك لتكوني اما لابني الوحيد. بل اخترتك لتكوني أمّاً لكل البشرية.
اخترتك لتنطبع صورتك في كل سلالتي. في كل افراد عائلتي الكبيرة.
أحبّك لدرجة انني أحبّ أن أراكِ في كل أبنائي .. كي يولد أبنائي منك فتعتني بهم وتكوني امينة عليهم كما انك امينة على ابني يسوع.
اخترتك كي تربّيهم فيحملوا كل صفاتك الروحية .
اخترتك يا جميلة لاني احببتك حبّاً يفوق الوصف .
يسوع :
كم أود يا أحبائي ان تتعرفوا على أمّي.
أمّي أجمل من كل الصور التي رسمتموها لها. أجمل من كل النجوم .
ومنذ أن سكنتُ أنا الحب بذاته فيها أصبح الحب كله لديها !
وهكذا اصبحت تحب كل إنسان بمقدار ما تحبني تماماً.
لطيفة، محبة، إنها الحنان بذاته .
إنها التفاني. إنها التضحية. إنها الكرم اللامحدود .
إنها كما يقول كل شخص عن أمّه أفضل أمّ.
أمّي سيّدة العالم كله، امي سيدة الكون الاولى .
أمّي سلطانة السماوات والارض .
أمّي صديقتي وحبيبة قلبي . .
أمّي منذ ان تجسّدتُ أصبحت لي، انا طفلها، الحامية والملجأ.
أمّي راحتي، أمّي فرحتي وتعزيتي.
آه! كم أحبُّ أمّي. انها الأعظم والأسمى من كل الملائكة والبشر .
الحقّ الحقّ أقول لكم، لقد اخذت جسداً من جسدها واتّحدت فيها بكلّيتها للابد .
آه! كم أحبُّ أمّي .

الروح القدس :
كلك جميلة يا عذراء، كلك جميلة.
ألهمتُ الرسامين البارعين كي يرسموك.
لكن ريشتهم لم تُظهر ما أنتِ عليه حقيقة من الجمال والبهاء. لم يظهروك كما انت حقيقة. انك أجمل من الخيال .
ضعيفة هي رسومات البشر، يا عذراء. ضعيفة ومحدودة وانت تعرفين ذلك.
عندئذ ألهمتُ الشعراء والكُتّاب ليُظهروا جمالك، لكن أقلامهم رغم كل براعتها عجزت عن إيفائك حقّك من الوصف،اذ بقيتِ أجمل وأسمى من كل وصف ومديح .
ضعيفة هي لغة البشر، يا عذراء. ضعيفة ومحدودة وأنتِ تعلمين ذلك . .
عندئذ تركتُ البشر وطرقهم، وأمرتُ فيالق الملائكة كلهم أن ينشدوا قصائد غزل في وصفك.
جعلت الكروبيم يتموّجون بحُبّك والسيرافيم يرنمون لك.
ولكنهم لم يتغنّوا بك كفاية يا جميلة بين النساء.
لم يمضِ وقت حتى أدركت عجز الملائكة، بكل ما أوتوا من مواهب عن التعبير عن حسنك.
فعرفت حينها أنّ الدهشة هي الحلّ الوحيد. وأنّ الصمت هو أكبر تعبير عن جمالك وعن الإعجاب بك.
اخترت عندها، يا اختي العروس، دهشة وانذهال رئيس الملائكة جبرائيل حين بشّرك بالحبل الإلهي.
وقرّرتُ ان أحملك في قلبي وعلى جناحيّ. وأدور بك الاصقاع. كي اعرف البشر بك، بأن انقلك بشخصك دون اية وسيلة للتعبير، دون زيادة او نقصان.
المطران كريكور اوغسطينوس كوسا

Holy-Trinity_PEREDA-Antonio-de-2

 

اشترك بالنشرة البريدية للموقع

أدخل بريدك الإلكتروني للإشتراك في هذا الموقع لتستقبل أحدث المواضيع من خلال البريد الإلكتروني.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق