ما هي قوّة وفعالية الماء والملح المباركان، التعزيم، الصليب وغيرها من أشباه الأسرار
الأسلحة التي تعطينا إياها الكنيسة للحماية ولمحاربة الشر
ما هي أشباه الأسرار
التعليم المسيحي يشرحها في البند 1667 ويعرّف عنها قائلاً: “لقد وضعت الكنيسة المقدسة أشباه أسرار وهي علامات مقدسة تشبه الأسرار ولها مفعولات روحية في معظم الأحوال، وتُنال بتوسّلات الكنيسة، وبها يتهيّأ المؤمنون لتقبّل الأسرار والاستفادة من مفعولها الرئيسي وبها تتقدّس شتّى أحوال الحياة”.
أشباه الأسرار هي طقوس متعددة النِعم ومكرّسة حسب الطقوس الكنسية. على سبيل المثال: مباركة أغراض الشعب (أيقونات، صور، تماثيل، مسابح، وحتى البيوت والممتلكات)، المياه، الملح والشموع المباركة، التعزيم، تدشين مذبح، الهيكل، الأجراس، وما الى ذلك. لذلك، في حالة الأشياء المباركة الخارجية (كالتماثيل، الأيقونات المسابح، والمياه…)، فإنّ فعاليتها تنبع من البركة التي يمنحها إياها الكاهن.
مفاعيل أشباه الأسرار
المفعول الأول:
أحد المفاعيل المدهشة لأشباه الأسرار هو قدرتها على طرد الأرواح الشريرة التي تقوم بأعمال مُفسِدة لتؤثّر على نشاط الإنسان المادي والمحسوس. لمكافحة هذه القوّة الخفيّة، لدى الكنيسة موارد قادرة على هزمها مثل التقسيم والمياه المقدسة وغيرها من الأشياء المباركة.
المفعول الثاني:
حماية النفس من الخطيئة والعقوبات المتوجّبة عليها. من خلال إشارة الصليب يمنح الكاهن المغفرة على الخطايا ويطلب بركات السماء للتائب.
المفعول الثالث:
يمكن استخدام أشباه الأسرار للحصول على نعمة مؤقتة، فالكنيسة نفسها تبارك الأشياء التي تُستخدم في الحياة اليومية، على سبيل المثال، مباركة المنزل الذي نطلب من خلالها النعم السماوية والخيرات الأرضية. مباركة الحقول والممتلكات، نسأل الله من خلالها أن يسكب نعمه على المحاصيل والأعمال حتى تلبّي احتياجات الإنسان. مباركة الصور والأيقونات في البيت لنيل حماية الله.
الفرق بين الأسرار وأشباه الأسرار
هناك فرق أساسي بين أسرار الكنيسة والأشياء المقدّسة التي تنال بركة الكنيسة:
– الأسرار هي تأسيس إلهي أما الأشياء المباركة فهي تأسيس كنسي.
– قوى وفعل الأسرار تنبع من ذاتها أما الأشياء المباركة فقوّتها نابعة من سلطان الكنيسة.
– الأسرار هي علامات نعمة. والأشياء المباركة هي علامات صلاة الكنيسة.
– تهدف الأسرار إلى إنتاج النعمة التي تشير إليها. والأشياء المباركة تهدف فقط للحصول على نعمة، وعلى مفاعيل روحية أخرى.
– الأسرار ضرورية للخلاص. الأشياء المباركة لا.
قوى أشباه الأسرار الخمس
1- مع أشباه الأسرار ننال القوة الفصحية
يجب أن نكون حريصين وأن لا نعتقد بأن للأشياء المباركة قدرة حماية سحرية.
التعليم المسيحي يقول: “إن أشباه الأسرار لا تولي نعمة الروح القدس على طريقة الأسرار، لكنها بصلاة الكنيسة تُعد النفس لقبول النعمة وتؤهّلها للتعاون معها. عند المؤمنين حسني الإستعداد، جميع أحداث الحياة تقريباً تتقدّس بالنعمة الإلهية التي تصدر عن طريق السر الفصحي. سر آلام المسيح وموته وقيامته. فمنه تستمد جميع الأسرار وأشباه الأسرار قوّتها، وما من استعمال كريم لأي شيء من الأشياء المادية تقريباً إلا أمكن توجيهه الى هدف تقديس الإنسان وتمجيد الله”. ( 1670)
من خلال تذكر آلام المسيح وموته وقيامته نحن نجتذب النعمة لمساعدتنا على مقاومة فخاخ العدو. لهذا السبب عالم الشياطين يكره موسم الصوم الكبير.
2- التعزيم يتم من خلال أشباه الأسرار
طقوس التعزيم – طرد الأرواح الشريرة هو من أشباه الأسرار المحفوظة للحالات الخاصة والنادرة نسبياً. حالات المس الشيطاني. ويجب المعرفة بأن التعزيم ليس علاجاً لمختلف الأمراض الروحية والنفسية.
“عندما تلتمس الكنيسة علناً وبقوة السلطة، باسم يسوع المسيح، حماية الأشخاص أو الأشياء من قبضة المحتال، فهي تمارس ما يسمى بالتعزيم، وقد مارسه يسوع، ومنه تستمد الكنيسة القدرة على التعزيم ومهمة القيام به. ويُمارس التعزيم، بشكل بسيط، عندما يُحتفل بسر المعمودية.
أما التعزيم الإحتفالي “التعزيم الكبير” فلا يقوم به إلا كاهن بترخيص من الأسقف. ولا بد من إدائه بفطنة، وبالتقليد والقواعد التي تضعها الكنيسة. ويهدف التعزيم الى طرد الشياطين أو إعتاق النفس من استحواذ الشيطان وذلك بالسلطة الروحية التي وكّلها يسوع لكنيسته”. (التعليم المسيحي 1673)
3- الأكثر فعالية بين أشباه الأسرار هو اسم يسوع وعلامة الصليب
الشيطان يكره الصليب وإشارة الصليب، لأنها تذكرّه بانتصار المسيح على جبل الجلجلة، حيث هزم الشيطان.
لِذلِكَ رَفَّعَهُ اللهُ أَيْضًا، وَأَعْطَاهُ اسْمًا فَوْقَ كُلِّ اسْمٍ لِكَيْ تَجْثُوَ بِاسْمِ يَسُوعَ كُلُّ رُكْبَةٍ مِمَّنْ فِي السَّمَاءِ وَمَنْ عَلَى الأَرْضِ وَمَنْ تَحْتَ الأَرْضِ، وَيَعْتَرِفَ كُلُّ لِسَانٍ أَنَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ هُوَ رَبٌّ لِمَجْدِ اللهِ الآبِ. (فيليبي 11:2-9)
إنها آيات رائعة يجب حفظها وتلاوتها كدرع روحي خاص، تحمي وتساعد على هزيمة العدو. وهي تتلى أيضاً خلال طقوس التعزيم.
4- الإلزام بتلاوة صلاة عند استعمال أشباه الأسرار
البركات بواسطة الصلاة هي أشباه أسرار وليس أسرار، فهي لا تمنح نعمة التقديس، بل تحمل وتنتج المفاعيل الرحية التالية:
– تحفّز العواطف التقوية في القلب.
– تحرّر من سلطة الأرواح الشريرة.
– تستعيد وتحفظ صحة الجسم.
– تعطي فوائد روحية أخرى، روحية وزمنية.
مباركة البيوت، تكريس العائلة لقلب يسوع الأقدس وقلب مريم الطاهر، تعليق صليب في الغرف، هي ممارسات يوصي بها الكثير من الكهنة المقسّمين. الصلاة في حد ذاتها، وضع الأيدي، إشارة الصليب ورش المياه المقدسة جميعها من سمات أشباه الأسرار.
5- الأدوات المستخدمة في التقويات الشعبية
تكريم الأدوات يتضمن الذخائر، زيارة المعابد، الحجّ، درب الصليب، الوردية المقدّسة، ميداليات القديسين، لأن هذه العبادات يمكنها أن تكون محفزّ قوي للنعمة. ثوب العذراء الكرملي، الأيقونة العجائبية وغيرها قد اختبرها الزمن، والكثير غيرها نال موافقة الكنيسة. بمقدور جميعها أن تكون جزءاً من دروعنا الروحية.
الذبيحة الإلهية في القداس هي مركز الدفاع الروحي، والتقويات الشعبية يجب أن تتدفّق من والى الإفخارستيا.
“بإيجاز، أشباه الأسرار كناية عن علامات مقدّسة وضعتها الكنيسة بهدف إعداد المؤمنين لقبول ثمرة الأسرار وتقديس مختلف ظروف الحياة”. (التعليم المسيحي 1677)