ما هي الفوائد التي حصلنا عليها من خلال صعود الرب يسوع الى السماء وما أهميّة هذا الحدث؟
من المحتمل أن الرسل عندما شاهدوا صعود الرب يسوع الى السماء لم يُدركوا تماماً ما رأوا. الصعود ليس فقط ارتفاع يسوع الجسدي الى السماء، بل يعني أن المسيح عائد الى مكانه السابق في السماء، ليستعيد مجده السابق، وليعد المكان للمؤمنين في السماء.
ماذا حدث في صعود الرب يسوع؟
نهاية الحدّ من قدرته الذاتية
عندما تجسّد يسوع واصبح بشراً مثلنا، تنازل طوعاً عن خصائص مزاياه. كان يسوع لا يزال الله وله القدرة على ممارسة هذه المزايا بحسب مشيئته، لكنه اختار أن يعمل مشيئة الآب. في القيامة، انتهت تلك الحدود الذاتية. وهذا يعني أنه على الرغم من أن يسوع كان لا يزال هو نفس الإله القدير الكلمة الذي “كُلُّ شَيْءٍ بِهِ كَانَ، وَبِغَيْرِهِ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ مِمَّا كَانَ. (يوحنا 1: 3)، لكن خلال حياته الأرضية اختار ألا يمارس ذلك السلطان.
بالنسبة للقديس لوقا، كان الصعود لحظة مهمة في التحوّل عند التلاميذ والتبشير بإنجيل الرب وبدء عمل الكنيسة. وشدّد على أهمية الصعود عن طريق إنهاء إنجيله بصعود الرب يسوع الى السماء والبدء في سفر أعمال الرسل بالصعود أيضاً.
صعود الرب يسوع ملأ قلوب الرسل بالفرح، لأنهم أدركوا أي نِعم وفوائد مذهلة سيحصلون عليها عندما يعود يسوع إلى الآب.
رضيَ التلاميذ بصعود الرب فرحين، لأنهم وثقوا بكلمته ووعده عن الروح القدس المعزّي. لقد اختفت شكوكهم ومخاوفهم. كانوا يثقون به.
أما الفوائد التي حصلنا عليها من صعود الرب يسوع الى السماء فهي كثيرة هذه 4 منها:
1- عندما صعد يسوع وجلس عن يمين الآب، تحقّق الآب من إنجاز حياة وموت، وقيامة يسوع وأكد أن ثمن الخطيئة قد دُفِع بالكامل (عبرانيين 10: 11-14).
2- عندما صعد يسوع، بدأ عمل شفاعته ووساطته لشعبه. مؤكّداً بأننا سنتمكن دائمًا من الوصول إلى الآب (1 يوحنا 2: 1)
3- عندما صعد يسوع، بدأ عهد ملكه الأبدي على جميع الأعداء. كما كتب بطرس ، “الَّذِي هُوَ فِي يَمِينِ اللهِ، إِذْ قَدْ مَضَى إِلَى السَّمَاءِ، وَمَلاَئِكَةٌ وَسَلاَطِينُ وَقُوَّاتٌ مُخْضَعَةٌ لَهُ.” (1 بطرس 22:3).
4- أخيرا، عندما صعد يسوع، أعطى الكنيسة القوة لإنجاز مهمتها. في أفسس 1: 22-23، قال القديس بولس عن قيامة يسوع وصعوده، “وَأَخْضَعَ كُلَّ شَيْءٍ تَحْتَ قَدَمَيْهِ، وَإِيَّاهُ جَعَلَ رَأْسًا فَوْقَ كُلِّ شَيْءٍ لِلْكَنِيسَةِ، الَّتِي هِيَ جَسَدُهُ، مِلْءُ الَّذِي يَمْلأُ الْكُلَّ فِي الْكُلِّ.
الفرح والأمل والرسالة هي ثلاثة نتائج تجاوب التلاميذ لقيامة المسيح وصعوده. في ضوء هذين الحدثين العظميين، نرى التلاميذ يتحوّلون ويتأهبّون لاتّباع يسوع والبدء في رسالتهم ومهّمتهم.