ما هي أعظم معجزات العذراء في الفترة الأولى لظهوراتها في مديوغوريه حسب الأب يوزو؟
منذ الأيام الأولى للظهورات في مديوغوريه، تتالت معجزات العذراء في الرعية وفي الطبيعة. آلاف الحجّاج شاهدوا معجزة الشمس، ودوران الصليب الحجري حول نفسه على جبل الصليب. معجزات العذراء الشفائية، والكثير الكثير من العلامات التي لا يستطيع العقل البشري إيجاد تفسير منطقي او علمي لها.
في الأيام الأولى من الظهورات في مديوغوريه، بعد تلاوة المسبحة الوردية وقبل البدء في الإحتفال بالذبيحة الإلهية، أعطت السيّدة العذراء من خلال الرؤاة رسالة الى الرعية والمتواجدين في الكنيسة حيث تمّ الظهور. نترك الأب يوزو كاهن الرعية في تلك الفترة يصف ما حدث في ذلك اليوم:
“أعطت سيّدتنا العذراء رسالة قالت فيها:
“قبل البدء في الصلاة مجدّداً اليوم، انظروا داخل قلوبكم لتجدوا جميع أعدائكم. سامحوا أحدكم الآخر. إغفروا للجميع. أوصوا بهم الى الآب بفرح. صلّوا من أجلهم. بعد ذلك تمنّوا لهم نعمة كبيرة، فرح وحبّ عظيم”.
في البداية فكرت هذا ليس بالأمر العسير. أعدت الرسالة في الكنيسة. كلمة كلمة. سألت الحضور إن كان واضحاً ما تطلب منا العذراء. قالوا نعم لقد فهمنا. عندما سألتهم إن كنّا سنقوم بذلك، ساد الكنيسة صمت. يمكنك أن تتصوّر، آلاف الناس صامتون أمامي. كان من المستحيل أن يقولوا نعم لسيّدتنا. لم يستطيعوا الكذب. بالرغم من أنهم يلتقون بالعذراء المباركة كل يوم، الشعب لم يستطع قول نعم. بقي الجميع صامت. كان ذلك صدمة بالنسبة لي، الصراع العميق والفراغ في ذلك الصمت الصعب.
غير عالم بما قد يحدث، كسرت صحراء الصمت، قائلاً: “استمعوا إلي. نحن الآن سوف نقوم بالصلاة من أجل تلك النعمة. صلّوا في قلوبكم. أغلقوا عيونكم ، وادخلوا في عمق قلوبكم وصلّوا الى الله كي يمنحكم نعمة المقدرة على المغفرة:؟
“عاد الصمت المؤلم من جديد، الصراع داخل أنفسنا. مع الخوف في قلبي، بدأت أشكّ. فصلّيت بحرارة: “آه يا إلهي، ماذا يمكنني أن أفعل لهؤلاء الناس؟ لا يمكننا أن نصلّي حقيقة، إن كنّا لا نقدر أن نغفر. ولأننا لا نقدر أن نغفر، لا يمكننا الصلاة حقّاً. سيّدتنا العذراء لا تدعنا نصلّي حسب طريقتنا لأنها ليست صلاة حقيقية. لا يمكننا أن نتمنّى الخير للجميع.
“بعد عشرين دقيقة من هذا الصراع في الصحراء، أرسلت لنا العذراء هديّتها وكسرت حاجز الصمت الذي اجتاحنا. لقد حطّمت الجدار وأظهرت لنا النور. من بين الكثير من العلامات واللحظات الرائعة، وسط تغييرات كثيرة في الناس وفي الطبيعة، كانت تلك أعظم المعجزات. لقد اختبرت أعظم المعجزات في مديوغوريه، بعد ظهر ذلك اليوم. بينما حملت أولئك الناس في قلبي، ظهرت العلامة الكبرى.
“بعد عشرين دقيقة، من وسط الكنيسة، كسر صوت رجل قيودنا، بواسطة صلاة خرجت من أعماق روحه، صلاة كانت هديّة ونعمة العذراء لنا: “يا يسوع، أنا أغفر لهم. أرجوك إغفر لي”. ثم أجهش في البكاء بصوت قوي.
“لقد بكينا جميعنا معه. كل واحد شعر في قلبه أن عليه أن يصلّي بتلك الكلمات نفسها. عليّ أن أغفر وأن أطلب المغفرة من الناس ومن يسوع. وهكذا فعلنا جميعاً. بعد ظهر ذلك اليوم، كل واحد منّا كان يبحث عن يد شخص آخر، أكبر عدد ممكن من الأيادي، لنصافحها ونضغط عليها قائلين “سامحني”. لقد بكينا، كنّا سعداء وشعرنا بأننا نلنا المغفرة!”