ما أعظمك ايتها الليلة – تأمل في خميس الأسرار
ما أعظمك ايتها الليلة … التي فيها جلس الفادي للعشاء الأخير!
ما أعظمك ايتها الليلة … التي فيها نلنا اعظم العطايا: يسوع القرباني!
ما أعظمك ايتها الليلة … التي فيها مُنحنا سر التوبة من احشاء رحمة الله الواسعة!
ما أعظمك ايتها الليلة … التي فيها تنازل المعلّم الإلهي وغسل أرجل الرسل قبل ان يغسلنا بدمه الثمين!
ما أعظمك ايتها الليلة… التي فيها غيّر الفادي مفهوم المحبة وعلمنا انه لا حب اعظم من ان يبذل الإنسان نفسه عن أحبائه!
ما أعظمك ايتها الليلة… التي فيها رسّخ ملك الملوك عظمة الكهنوت عندما قال “إصنعوا هذا لذكري”!
ما أعظمك ايتها الليلة… التي منك وُلدنا للإيمان والمحبة والرجاء!
بوركتِ يا ليلة الليالي يا من فيك نازع المسيح نزاعاً روحياً اشدّ الماً من نزاع الموت.
بوركتِ يا ليلة الليالي يا من فيك تزعزعت أركان الجحيم التي ستُشلّ قبضتها بعدها بساعات.
بوركتِ يا ليلة الليالي يا من فيك اندهشت ملائكة الرب وهي ترى تقدمة الفادي الرهيبة.
بوركتِ يا ليلة الليالي يا من فيك ضمّ الفادي يديه على صخرة الجسمانية خاشعًا مصلّيًا لإجلنا قبل ان يفتحهما مذبوحًا عنا على الصليب.
بوركتِ يا ليلة الليالي يا من فيك تحاورت السماء مع الارض وفُتحت مغاليقها ليدخل فيها كل المفديين.
مبارك وممجّد ومسبّح أنت يا رب الى دهر الدهور.
كل ركبة تنحني ولسان يعترف انك انت، انت المسيح ابن الله الحيّ.
أسجد لك يا ملك الجلجلة، واقبلك ملكاّ على قلبي وحياتي
وارجو ان تقبلني مع الذين اشتركوا في صلبك لكنهم عادوا اليك نادمين تائبين نحوك متضرعين: “هوشعنا لملك الجلجلة” !!!