ما أصل لوحات وأيقونات سيّدة الإتّضاع لقب العذراء غير المعروف للكثيرين؟
سيّدة الإتّضاع أو التواضع – لقب واضح للسيّدة مريم العذراء
اللقب سيّدة الإتّضاع ليس كما نظن، لقبًا نشأ من أحد ظهوراتها أو حدث متعلّق بها. في الواقع، هو لقب يكرّم تواضعها من خلال رسمها وتصويرها بطريقة معينة في اللوحات أو المنحوتات، أو الأيقونات.
تُظهر هذه الصور السيّدة العذراء تجلس على الأرض أو على وسادة منخفضة، أو تضمّ يديها فوق قلبها. في بعض الأعمال يكون الطفل يسوع في حضنها.
أقدم لوحة معروفة لمريم العذراء سيّدة الإتّضاع
بدأ تكريم تواضعها هذا في منتصف القرن الرابع عشر. تعود أقدم لوحة معروفة من هذا النوع إلى عام 1346 وهي في المتحف الوطني في باليرمو، إيطاليا. تُظهر اللوحة مريم العذراء جالسة على وسادة صغيرة موجودة مباشرة على الأرض، وهي تحمل طفلها الإلهي. ونُقش على اللوحة سيّدة الإتّضاع (Nostra Domina de Humiltate). ترمز الوسادة المنخفضة إلى تواضعها.
في عام 1361 ، تم تكريس مذبح للعذراء سيّدة الإتّضاع في كنيسة سانتا ماريا نوفيلا في فلورنسا. انتشرت نُسخ عن هذه اللوحة الفنية بسرعة في جميع أنحاء إيطاليا وبحلول عام 1375، بدأت تظهر لوحات جديدة للعذراء سيّدة الإتّضاع في إسبانيا وفرنسا وألمانيا.
هناك طرق كثيرة لتكريم سيدتنا العذراء. إنها تمتلك كل الفضائل وعلى مر القرون ، وقد تم تكريمها عدة مرات لكل واحدة من فضائلها. هناك لوحات وصلوات وقصائد وموسيقى. كل ذلك تم إنشاؤه ليقدم تقديسًا لجمالها ، الجمال الذي كان بلا شك جسديًا، لكنه كان مجرد انعكاس لجمالها الداخلي. كان أحد أهم جوانب جمالها هو انعكاس تواضعها.
في كتابه أمجاد مريم البتول ذكر القدّيس ألفونس دي ليغوري هذه القصة
أظهر الرب للقديسة بريجيتا في الرؤيا أمرأتين شريفتين، فأحدهما كانت مزينةً بملابس فاخرةٍ مرتفعة العنق ذات جبروتٍ باطلٍ، عنها قال الرب للقديسة: “أن هذه هي الكبرياء وأما الأخرى التي أنتِ تشاهدينها برأسٍ منخفضٍ، لطيفة الخطاب، عذبة الكلام مع الجميع، محترمة إياهم، وهي مع الله وحده بعقلها، وتعتبر ذاتها كلا شيء، فهذه هي الإتّضاع وتسمى مريم”. وبذلك أراد الرب أن يوضح لنا أن والدته الطوباوية بهذا المقدار كانت متضعةً، حتى أنها صارت هي الإتّضاع نفسه.
“لكي يأخذ بحبّ نفس، لا ينظر الله إلى عظمتها، بل إلى عظمة تواضعها”. القدّيس يوحنا للصليب