لن تحصلوا على كراهيتي!
لن تحصلوا على كراهيتي!
تلك هي رسالة انطوان ليريس Antoine Leiris للإرهابيين الذين قتلوا زوجته في الهجمات الوحشية الشهر الماضي في باريس.
قُتل على الأقل 130 شخصاُ وأصيب اكثر من 300 شخص في سلسلة من التفجيرات وإطلاق النار التي هزّت العالم.
ليريس كتب في صفحته الشخصية على الفيسبوك ، 16 رسالة تكريماً لزوجته قائلاً بأنه لن يمنح قاتلو زوجته “هدية كراهيته تجاههم”. ولن يسمح ايضاً بأن يربى ابنه البالغ من العمر 17 شهراً على كراهيتهم.
خلال 24 ساعة تمت مشاركة رسالته هذه اكثر من 232،000 مرة . وها هي ترجمناها لكم :
“ليلة الجمعة ، سرقتم حياة مميّزة واستثنائية- حبّ حياتي، والدة ابني- لكنكم لن تحصلوا على كرهي لكم. لست أعلم من انتم، ولا أريد ان أعلم، إنكم أرواح ميتة. إن كان الله الذي تقتلون باسمه، جعلنا على صورته ومثاله، فكل رصاصة في جسد زوجتي هي جرح في قلبه.
لذا، لا، لن أمنحكم هدية كراهيتي لكم. إنكم حقاً تبحثون عنها، لكن الرد على الكراهية بالغضب سيكون استسلاماً لنفس الجهل الذي جعل منكم ما انتم. تريدون أن أخاف، أن أنظر الى زملائي المواطنين بعين حذرة، أن أضحّي بحرّيتي من أجل الأمان. لقد خسرتم!
لقد رأيتها في ذلك الصباح. اخيراً بعد أيام وليالي من الإنتظار. كانت جميلة مثلما كانت في يوم الجمعة ذاك حين خرجت مساءاً ، جميلة كما كانت عندما وقعت في حبّها بجنون قبل 12 سنة مضت.
بالطبع انا محطّم من الحزن، أعترف لكم بهذا النصر الصغير.لكنه لن يدوم طويلاً. أعرف انها سوف ترافقنا في كل يوم، وأننا سوف نرى بعضنا مرة ثانية في سماء الحبّ، حيث لا يمكنكم الوصول.
هناك الآن إثنان فقط، إبني وانا، لكننا أقوى من من كل جيوش العالم. علاوة على ذلك، لا يوجد لدي وقت إضافي لأصرفه عليكم، عليّ ان أذهب الى ميفيل (ابنه) الذي يستيقظ الآن من نومه. إن عمره بالكاد يبلغ 17 شهرا. سوف يحصل على وجبته الخفيفة كالمعتاد، وسنلعب سوية كالمعتاد، وفي حياته كلها ، هذا الطفل الصغير سيكون إهانة لكم لأنه حُرّ وسعيد. لأنكم لا، منه ايضاً لن تحصلوا على كراهيته .