مواضيع روحية

لماذا نكرّم السيدة العذراء في شهر آيار وندعوه بالشهر المريمي؟

إنه هنا! شهر مايو – آيار، الشهر الذي تزهر فيه الأرض، ونبدأ في زراعة الحدائق، والقيام بنزهات عائلية، والتخطيط للرحلات… هو أيضاً شهر مريم.


تُكرّم الكنيسة الكاثوليكية السيدة العذراء منذ قرون، فشهر آيار هو الشهر الذي يُركّز فيه التقليد الكاثوليكي على مريم- أم الرب يسوع. تعود هذه الممارسة الى ما قبل 700 عام او أكثر. آيار هو شهر بداية حياة جديدة وبدء فصل الصيف، مما يجعل هذا الوقت منطقي للإحتفال بمريم العذراء، التي جلبت الحياة الى العالم.

وتواظب الكنائس والرعايا على ممارسة هذا التكريم يومياً خلال الشهر المبارك. ثبّت العديد من البابوات تخصيص شهر آيار كشهر مريمي على مر العصور. فقد أمر البابا بندكتوس الخامس عشر بنشر صلاة الى مريم من أجل السلام عام 1915 أثناء الحرب العالمية الأولى، والبابا بيوس الثاني عشر دعا الى التعبّد وطلب معونة مريم في آيار عام 1939، في بداية الحرب العالمية الثانية.

قد تتساءل مثل الكثيرين منا : لماذا أيار هو شهر مريم؟

لعدة قرون خصّصت الكنيسة الكاثوليكية شهر آيار بكامله لتكريم مريم، أمّ الله. ليس ليوماً واحداً بل يوميّاً طوال الشهر.
يعود تخصيص شهر آيار لعدة ثقافات في عصور مختلفة. عند الإغريق كان آيار شهر أرتميس، إلهة الخصوبة.
في روما القديمة خصّص لإلهة الزهور فلورا. في نهاية شهر نيسان كانوا يزينون الساحات والبيوت بالزهور ويقيمون الألعاب والمباريات. ويطلبون شفاعة فلورا من أجل نمو وازدهار الحقول.

في العصور الوسطى، كثرت العادات المماثلة، جميعها تتمحور حول الإحتفال بانتهاء فصل الشتاء، كما 1 آيار كان يعتبر بداية جديدة للنمو والتجديد.
خلال هذه الفترة، ابتدأ تقليد Tricesimum، أو “الإكرام لثلاثين يوماً لمريم،” يتأسس وينتشر. وسمّيَ أيضا “شهر السيدة” . في البداية امتد شهر السيدة من 14 أغسطس الى 15 سبتمبر ولا يزال يُقام في هذا التاريخ في بعض المناطق.


فكرة شهر مخصص تحديداً لمريم يمكن ارجاعه الى عصر الباروك. على الرغم من عدم عقده دائما خلال شهر مايو، الا ان الشهر المريمي احتوى على تمارين روحية وصلوات يومية تكريماً لمريم.
في هذا العصر تم الجمع بين شهر مريم آيار، وجعله شهر عبادات خاصة التي تُنظم في كل يوم طوال الشهر. وأصبح هذا التعبّد معروفاً على نطاق واسع خلال القرن التاسع عشر وبقيت ممارسته حتى اليوم.

طرق تكريم مريم متنوّعة مثل تنوّع الناس والثقافات. تلاوة المسبحة الوردية يومياً في كنيسة الرعية هي الأكثر شيوعاً. كما تُقام مذابح خاصة مع تمثال أو أيقونة السيدة العذراء تزين بالورود والزنابق طوال الشهر. إضافة الى ذلك هناك تقليد تتويج تمثال العذراء بالزهور ويرمز الى فضائل وجمال مريم وطهارتها.

 إقامة مذابح وتزيينها بالزهور وتتويج تمثال العذراء ليست أموراً خاصة بالكنيسة وحدها.


يمكننا نحن ايضاً وينبغي علينا أن نفعل الشيء نفسه في بيوتنا. عندما نردّد عادات وتقاليد الكنيسة في بيوتنا – كنائسنا المحلية – نشارك بشكل كامل في حياة الكنيسة.
أقيموا في بيوتكم ركن صلاة وتعبّد خاص لسيدة العذراء في شهرها المبارك. ضعوا تمثالاً لها أو صورة. مهما كان الركن بسيطاً فهو النقطة الأساسية في البيت للتحدّث الى الله بواسطة مريم. ضعوا الورود والأزهار عند قدمي مريم. توّجوها بتاج من الزهور او بتاج فعلي او روحي، أي القيام لفتات تُظهر محبّتكم لها مثل تقبيلها او تلاوة السلام عليك يا مريم كلّما مررتم من قربها. لكن أكثر ما يمكنكم تقديمه لمريم هو تلاوة الوردية امام مذبحها البيتي مع جميع أفراد عائلتكم.

لماذا نُكرّمها؟

ليس لأنها عادة مُتّبعة في الكنيسة الكاثوليكية ، على الرغم من أنها كذلك.
ليس لأن هناك نِعم خاصة المتّصلة بالتكريم المريمي في شهر آيار، بالرغم من وجود تلك النِّعم.
بل نُكرّم مريم ونخصّص لها أجمل الشهور لأنها أمّنا، ولأنها تهتم بكل واحد منا يوماً بعد يوم دون ملل. ولأنها تشفع فينا حتى في أصغر الأمور.
لذلك هي تستحق منا أن نقدّم لها التكريم مدة شهر كامل.

اشترك بالنشرة البريدية للموقع

أدخل بريدك الإلكتروني للإشتراك في هذا الموقع لتستقبل أحدث المواضيع من خلال البريد الإلكتروني.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق