لكن يسوع الطفل كان يأبى ان ينام ….
كانت العذراء تهدهد ابنها يسوع،
في اقمطته البيضاء التي خاطتها حديثاً.
هو كان يثغثغ مثل عش عصافير.
تهدهده وتشدو له بصوت خافت، ما نشدوه لملائكتنا الصغار…
لكن يسوع الطفل كان يأبى ان ينام ….
كان دهشاً مفتوناً بما يسمع،
يضحك في مغارته… وينطلق يغّني…
مثل كاهن قديس… مثل عضو جوقة…
ضابطاً النغم بحركات ذراعيه…
والعذراء القديسة حزينة… حزينة جداً…
وهي تشهد يسوع… يأبى ان ينام ….
قالت الأُم مرتجفة :”يا يسوعي العذب ،
أخلد الى النوم، يا حَمَلي… يا حملي الابيض الجميل …
نمْ… فقد فات اوان النوم … وانطفأ المصباح …
وقد احمّر جبينك… وتعبت اعضاؤك…
نمْ يا حبّي… نمْ بلا وجل”…
لكن يسوع الطفل كان يأبى ان ينام ….
“اذا اغفيت بضع لحظات…
لوافَت الاحلام… مثل رفوف الحمائم …
ولابْتَنَت لها اعشاشاً فوق جفنيك…
ستأتي اليك… فنمْ… يا يسوعي العذب”.
لكن يسوع الطفل كان يأبى ان ينام ….
حينئذ مريم… وقد غشى عينيها الدمع …
أمالت نحو ابنها جبيناً حزيناً… قائلة :
“انت لا تنام… وأمك تبكي …
أمك تبكي… يا صديقي الجميل …”
كانت الدموع تنسال من عينيها…
وفي الحال… استسلم يسوع للنوم …
(للروائي الفرنسي الفونس دوديه)