10 أسباب لماذا لا نستطيع أن نحصل على نعمة الله إلّا من خلال مريم !
في كتابه «سرّ مريم»، يشرح لنا القديس لويس ماري غرينيون دي مونفور كل الأسباب التي أوحاها له الرب عن أن نِعمه تتدفّق على البشريّة فقط عن طريق مريم :
«إذا شئنا الحصول على نعمة الله، علينا أن نجد مريم».
كل شيء ينحصر إذن في وجوب إيجاد طريقة سهلة حتى نجد من الله النعمة الضرورية كي نصبح قديسين؛ هذه الطريقة هي ما أريد أن أعلمكم. وأقول أنه حتى نجد نعمة الله علينا أن نجد مريم للأسباب الآتية:
1- «وحدها مريم هي التي وجدت نعمة الله لها ولكل إنسان بشكل خاص. وتلك النعمة لم يستطع الآباء والأنبياء والقديسين فى العهد القديم أن يجدوها».
2- «إن مريم هي التي أعطت الكيان والحياة لينبوع كل نعمة، ولذا فهي تدعى “أم النعمة”».
3- «إن الله الآب هو المصدر الجوهري لكل عطية وموهبة، بإعطائه ابنه الوحيد لمريم، قد منحها معه جميع نعمه، بشكل أن مشيئة الله وُهبت لها في المسيح ومعه، كما قال القديس برناردس».
4- «لقد اختارها الله لتكون وكيلة وخازنة وموزعة لجميع نعمه، فلا تُعطى نعمة وهِبة إلاعلى يدها؛ وبحسب السُلطة التي نالتها منه، كما يقول القديس برناردينو، إنها تعطي لمن تشاء، كما تشاء، عندما تشاء وقدر ما تشاء نِعم الآب الأزلي، فضائل يسوع المسيح ومواهب الروح القدس».
5- «وكما أن لكل ولد أباً وأماً في النظام الطبيعي، هكذا في نظام النعمة، فإن ابن الكنيسة الحقيقي، ينبغي أن يكون الله أباه، ومريم أمّه؛ وإذا تباهى بأن الله أب له، وهو يفتقر إلى حنان الابن الحقيقي لمريم، فذاك خادع، لا أب له، في الواقع، سوى الشيطان».
6- «وبما أن مريم كوّنت رأس المختارين يسوع المسيح، فلا بد من ثم، أن تكوّن أيضاً أعضاء هذا الرأس، أي المسيحيين الحقيقيين: لأن الأم لا تكوّن الرأس بدون الأعضاء ولا الأعضاء بدون الرأس.
من أراد أن يكون عضواً في (جسد) يسوع المسيح، الممتليء نعمة وحقاً (يو1، 14)، عليه أن يكوَن في مريم بواسطة نعمة يسوع المسيح (هذه النعمة) تسكن فيها بملء حتى تُوهَب بملء إلى أعضاء يسوع المسيح الحقيقيين، الذين هم أولادها الحقيقيين».
7- «وحين اتّخذ الروح القدس مريم عروسة له، كوّن فيها وبها ومنها، يسوع المسيح الكلمة المتجسد، تحفة الخلائق؛ بما أنه لم يردها أبداً فهو يواصل كل يوم فيها وبها تكوين المختارين بطريقة سرية، ولكنها حقيقية».
8- «ولقد منح الله مريم سُلطة خاصة على النفوس، لكي تغذيهم وتنميهم في الله. وقد أشار القديس أغسطينوس بقوله: “أن المختارين كلهم مُغلق عليهم، طيلة حياتهم في العالم، في أحشاء مريم، وأنهم لا يروا النور إلا عندما تلدهم هذه الأم الصالحة للحياة الأبدية”. وكما أن الولد يستمد كل غذائه من أمه التي تهبه إياه متناسباً مع ضعفه، هكذا المختارون يستمدون كل غذائهم الروحي وكل قوتهم من مريم».
9- «ولقد قال الله الآب لمريم : “يا ابنتي، اسكني فى يعقوب”، أي في المختارين الذين يرمز إليهم يعقوب. وقال الله الابن لأمه العذراء : “يا والدتي الحنون، ليكن ميراثك في إسرائيل، أي في المختارين”. وأخيراً قال الله الروح القدس لمريم : “يا عروسي الأمينة، اطرحي جذوراً في مختاريّ” (انظر بن سيراخ 24، 13 و 16).
كل من هو مختار ومنتقى لديه العذراء مريم ساكنة فيه، أي في نفسه، ويدعها ترمي فيها جذور تواضع عميق، ومحبة حارة، وسائر الفضائل».
10- «لقد سمى القديس أغوسطينوس مريم “عالم الله الحي”، “قالب الله” أي أن فيها فقط قد كوّن بشكل طبيعي الإله المتجسد دون أن ينقصه شيء من لاهوته».
«وعلى هذا المنوال، يستطيع الإنسان، في مريم وحدها، أن يتكوّن في الله طبيعياً بقدر ما تستطيع الطبيعة البشرية بنعمة المسيح».