الكنيسة المقدسة

كيف ابتدأ تقليد الشمعة الفصحية وما هي كل الرموز المتعلّقة بها

كل ما يجب معرفته عن الشمعة الفصحية

الشمعة الفصحية – نور المسيح

تضاء الشمعة الفصحية ليلة الفصح – سبت النور- وترافق جميع الاحتفالات في الكنيسة خلال خمسينية (50 يوم) الزمن الفصحي اي من عيد الفصح وحتى العنصرة. نشأ تقليد استخدامها عند المسيحيين الأوائل، عندما كانوا يبدأون صلاة الغروب او المساء بإضاءة شمعة، خاصة أيام الآحاد ويوم عيد الفصح
الشمعة يجب أن تكون من نتاج النحل الطاهر، وتذكّرنا بمريم العذراء الكلية الطهارة التي حملت المسيح الفادي – نور العالم. إن إضاءة الشمعة تبدّد الظلمة وتمثّل المسيح ، نور العالم.

أصل التقليد

ذكر المؤرّخ يوسيفوس في كتاباته أنه بزمن الإمبراطور قسطنطين “حوّل (الإمبراطور) ليلة عيد الفصح الى نهار مشرق، بواسطة إضاءة جميع أعمدة الشمع في المدينة، بحيث أصبحت عشيّة الفصح أشدّ إشراقاً من نور النهار”.

هناك أدلّة واضحة أن هذا الطقس الرسمي بدأ في وقت لا يتجاوز النصف الثاني من القرن الرابع.
على سبيل المثال، في رسالته التي كتبها عام 384 لبريسيديو، شماس من بياتشينزا، إيطاليا، ذكر القديس جيروم، التقليد المتّبع: نشيد بحمد الشمعة الفصحية وسر الفصح.
أيضاً من المعروف أن القديسان أمبروز وأوغسطينوس كتبا أناشيد للشمعة الفصحية.

من القرن العاشر وما بعده أصبحت توضع في مكان الشرف بالقرب من الإنجيل حتى عيد الصعود، بعد 40 يوماً من عيد الفصح. بمرور الوقت أصبحت الشمعة أكبر حجماً واستحقت وصفها “عمود”.
في منتصف القرن السادس عشر، وصل وزن بعض الشموع الفصحية الى 140 كيلوغراماً، وبعد استخدامها كانوا يذيبونها ويصنعون منها الشموع الصغيرة لاستخدامها في جنازات الفقراء.

رموز الشمعة الفصحية

كانت النار، منذ الأزمنة القديمة، علامة على حضور الله. العهد القديم مليء بالأمثلة: العلّيقة المحترقة على جبل سيناء ، عمود النار في الصحراء ، أضواء مصابيح مسكن خيمة الاجتماع، ونار الأضاحي على مذبح المعبد في أورشليم.
استخدم المسيحيون الأوائل بصورة مماثلة النار الجديدة كرمز لوجود الرب القائم من الموت – عمود النار الجديد. فكانوا يباركون ويوقدون الشموع كل سبت ليلاً. وفي نهاية القرن الخامس أو السادس، أصبحت هذه العادة مرتبطة بالاحتفال بالقيامة، ووجدت شمعة الفصح طريقها إلى الاحتفال الليتورجي في الكنيسة الغربية.

الشمعة الفصحية هي إحدى أكثر العناصر المقدّسة والراسخة في المسيحية. ونجد معنى رمزي لكل جانب منها.

– غير مضاءة – تمثّل المسيح المائت والمدفون.
– مضاءة – تمثل روعة ومجد قيامة المسيح.
– الفتيل يرمز الى بشرية المسيح.
– هالة الشعلة ترمز الى ألوهيته.
– الشموع الأخرى المضاءة من الشمعة الفصحية ترمز الى التلاميذ يستلمون الروح القدس من المسيح.
– الشمعة الفصحية هي رمز انتصار المسيح على ظلمات الخطيئة والموت.

وهي مزينة بأكثر من رمز واحد.

– الصليب يرمز الى تقدمة المسيح الكفارية المُفدية.
– الحرفان الأول والأخير من الأبجدية اليونانية – ألفا وأوميغا – تدلّ على أنه البداية والنهاية.
– القمح والعنب، أو الكأس والقربان، يرمز للإفخارستيا، وجود المسيح الحقيقي والفعلي فيها.
قد نجد على الشمعة الفصحية غيرها من الرموز مثل الراعي الصالح، الحمل، القلب الأقدس، والمسيح القائم من الموت.

رتبة إضاءة الشمعة الفصحية والمكان

في كل عام ، خلال ليلة الفصح ، تُشعَل النار في مجمرة معدنية خارج الكنيسة. منها تؤخذ النار الجديدة والمباركة التي تضاء بها الشمعة الفصحية. يحملها الكاهن في موكب الى داخل الكنيسة المظلمة. والنار الجديدة تدلّ على نور القيامة، ومنها تضاء كل الشموع الأخرى. تقليدياً، قبل إضاءة الشمعة بالنار الجديدة، يتم عمل نقوش على الشمعة: الصليب، ألفا وأوميغا، وتاريخ السنة الحالية.
بعد ذلك، يغرز الكاهن خمس حبات من البخور على شكل صليب، لنتذكّر جروحات المسيح الخمس التي احتفظ بها بعد قيامته، والأطياب التي استُخدمت لإعداد جسده للدفن.
توضع الشمعة بالقرب من المذبح وتبقى 50 يوماً، حتى نهاية الموسم الفصحي. بعد العنصرة توضع بجانب جرن المعمودية.

اشترك بالنشرة البريدية للموقع

أدخل بريدك الإلكتروني للإشتراك في هذا الموقع لتستقبل أحدث المواضيع من خلال البريد الإلكتروني.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق