عبادة القلب الأقدس

قلب يسوع الأقدس – قصّة، تأمّل وصلاة (1)

معجزة ظهور الطفل يسوع فوق المذبح

قلب يسوع الأقدس – قصّة، تأمّل وصلاة (1)

قصّة

في العشرين من نيسان عام 1905 في مدينة منزينيدا الإسبانية، دعا كاهن الرعيّة الأب بيتر رودريغز أحد الأباء المرسلين وهو الأب ماريسكل، لكي يلقي عظة عن عبادة قلب يسوع الأقدس ورياضة التسع الجمع. وأقبلت الرعيّة بكلّيتها لسماعه.

بعد تلاوة المسبحة الوردية عُرِض القربان الأقدس على المذبح وبدأ الأب ماريسكل بإلقاء عظته. مضت دقائق والشعب يستمع باهتمام لكلمات الكاهن، فجأة سكت إذ رأى أنّه استولى عليهم اضراب خفي. فاجالسون وقفوا، والباقون انتصبوا على أطراف أقدامهم ليروا بوضوح تام.
جرت غمغمة في جميع أنحاء الكنيسة. لم يُدرك الأب ماريسكل السبب، وقال للحاضرين بأن لا يُنقصوا الكرامة الواجبة لعظمة الله في القربان الأقدس المعروض أمامهم. وقد نجح في تهدئتهم بعض الشيء. وعندما بدأ في إكمال عظته رفعت أودوسيا فيغا صوتها وهي طفلة في السابعة من عمرها وصرخت: أريد أينا أيضًا أن أرى الطفل!”

لم يسع المؤمنين عند ذلك أن يملكوا أنفسهم. فالتفت الأب ماريسكل نحو المذبح، حيث كانت شاخصة أنظار الجميع، ورأى هو أيضًا المعجزة الباهرة التي أثّرت في الشعب تأثيرًا عظيمًا.

وكان الأب رودريغز كاهن الرعية جاثٍ أمام المذبح، يتأمّل ويشاهد كالمختطف بالروح الظهور الإلهي الرائع.

كان يرى على المذبح في مكان شعاع القربان، طفل في السادسة أو السابعة من عمره، متّشحًا بثوب أنصع من الثلج، يبتسم ابتسامة ملؤها الحنان والحبّ للمؤمنين، وهو يمدّ يديه الصغيرتين نحوهم.

أمّا وجهه الجميل الفتّان، فكان يتدفّق منه أشعّة ساطعة من نور، وعيناه تلمعان كأنهما نجمتان. وعلى صدره جرح ينفجر منه سيل دم على ثوبه الأبيض، فيُخطّطه باللون الأحمر.

دامت الرؤيا مدّة ثمّ توارت. واستمر اللقاء بين الدموع والزفرات، والمؤمنون مزدحمون حول منابر الاعتراف، إلى منتصف الليل. إذا جميعهم رغبوا في نيل مغفرة خطاياهم، ليقبلوا في التناول ذلك الطفل الجميل.

وفي الخامس من آيار، أوّل جمعة من الشهر، بدأتعدد كبير من الرعيّة برياضة التسع جُمع، وقد شارك فيها كبار السن مع الشباب والأولاد، لينالوا الوعد الكبير الذي قطعه يسوع من أجل الخلاص.

تأمّل

حياتنا أشبه بزهرة تُنتزع أوراقها يومًا فيومًا، إلى أن تحين ساعة انتقالنا من هذا العالم، فنمثل أمام الديّان الإلهي الذي سيُصدر في حقّنا الحُكم القاطع.

إمّا السماء وإمّا جهنّم. هل طرحنا على أنفسنا هذا السؤال: أأخلص خلاصًا أبديًّا أم أهلك هلاكًا أبديًّا؟
أملاكًا متسربلًا بالنور والمجد الخالد في السماء أكون يومًا، أم شيطانًا تخُفّه النيران الآكلة في جهنّم؟
هل نستطيع أن نعيش آمنين مطمئنين، وضمائرنا مثقلة بالخطايا ا؟ هل نجهل أنّ في خطيّة واحدة مميتة، ما يكفي لأن يجعلنا مستوجبين جهنّم؟ وإذا فاجأنا الموت؟….

يسوع يرفع عنا، بوعده الكبير، هذا الكابوس المرعب، ويُسمعنا الجواب المعزّي: “ستنال نعمة الثبات الأخير، أي ستدخل، بالتأكيد، ملكوت السموات، إذا تناولت تسعة تناولات في أيام الجمع الأولى من الشهر، مدة تسعة أشهر متواصلة”.

ها إنّ يسوع يضع في يديك “وثيقة الفردوس”، ويُسلِّم إليك “المفتاح الذهبي” الذي سيفتح لك يومًا باب السماء. فعليك بالاستفادة من هذه النعمة الخارقة العادة التي يعطيك إياها قلبه الرحيم.

صلاة

يا يسوع حبيبي، يا من افتدى نفسي بدمه، عرّفني سموّ النعمة التي ترغب أن توليني إياها “بوعدك الكبير”. حتى إذا ذلّلتُ ما سيُقيمه الشيطان من العقبات، تناولت بعاطفة الإيمان والحبّ والتعويض، هذه التسعة التناولات، لأعيش عيشة المسيحي الحقيقي، وأضمن بذلك خلاص نفسي الأبدي. يا قلب يسوع الأقدس، إني أثق بحبّك لي، وأنك لن تخذلني. آمين

اشترك بالنشرة البريدية للموقع

أدخل بريدك الإلكتروني للإشتراك في هذا الموقع لتستقبل أحدث المواضيع من خلال البريد الإلكتروني.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق