عبادة قلب يسوع الأقدس رغباته في كيفية التعويض ووعوده الإلهية
يُخصَّص شهر حزيران لعبادة قلب يسوع الأقدس. وتحتفل الكنيسة بعيد القلب الأقدس يوم الجمعة الواقع بعد الأحد الثاني من عيد العنصرة. بالإضافة الى الاحتفال الليتورجي، هناك العديد من الصلوات والتمارين التعبّدية المتعلّقة بقلب يسوع الأقدس. من بين جميعها تبقى عبادة القلب الأقدس ولا تزال، واحدة من الأكثر شعبية وانتشاراً في الكنيسة.
في ضوء الكتاب المقدس، مصطلح “قلب يسوع الأقدس” يدل على سر المسيح الكامل، وكيانه كله، وشخصه بتجلّيه الأكثر جوهرياً: ابن الله، الحكمة غير المخلوقة. الصلاح اللامتناهي، أساس خلاص وتقديس البشرية. “القلب الأقدس” هو المسيح، الكلمة المتجسد، المخلص، التي يحتوي جوهرياً، في الروح، حبّ إلهي بشري لا متناهٍ للآب ولإخوته.
تمت الموافقة على عيد القلب الأقدس في أبرشيات محددة من قبل البابا كليمنت الثالث عشر في عام 1765، وأدرج بين الأعياد في الكنيسة كلها من قبل بيوس التاسع في عام 1856. في عام 1889 رفعه البابا ليون الثالث عشر إلى رتبة الأعياد الأولى، ومن خلال منشور بابوي في عام 1899 كرّس العالم الكاثوليكي كلّه إلى قلب يسوع الأقدس. قال: “من خلال تكريس ذواتنا، لا نعترف فقط بسلطته ونقبل بها علناً وبحرية، بل نشهد في الحقيقة أن لو كان ما نعطيه هو ملكنا، لكنا نعطيه برغبة أكبر، ونطلب منه أن يقبل منا بلطافة ذلك الشيء على الرغم من أنه ملكه”.
وكانت عبادة القلب الأقدس أيضا عنصراً أساسياً في تعليم القديس البابا يوحنا بولس الثاني عن أهمية الكرازة الإنجيلية الجديدة في حياة الكنيسة الكاثوليكية التي دعا إليها الكنيسة.
“لا بد من الاعتراف بقلب المسيح كقلب الكنيسة: هو الذي يدعونا إلى الاهتداء والمصالحة. هو الذي يرشد القلوب النقيّة والمتعطشة إلى العدالة على درب التطويبات. هو الذي يُتمم الشركة الودية لأعضاء الجسد الواحد. هو الذي يسمح لنا بالتقيد بالبشرى السارة وقبول الوعد بالحياة الأبدية. هو الذي يرسلنا لنقوم بمهمتنا. العلاقة القلبية مع يسوع توسّع القلب البشري على مستوى شامل”.
على الرغم من عدم وجود نص صريح يذكر اي شيء عن قلب يسوع الأقدس او عن إكرام لهذا القلب لكن من الـممكن الوصول الى أصل فكرة تقديم الإكرام لقلب يسوع ألا وهي تقديم كل القلب لله والتعويض الكاف من البشر عن الخطايـا والسهوات.
في حـوالـي عـام 1673 ترآى السيد الـمسيح لإحدى الراهبات واسمها مارغريت ماري ألاكـوك (1647-1690) في فرنسا وأراهـا قلبه الأقدس مـحاطـاً باللهيب وفوقه علامة الصليب وناداها قائلاً: “ها هو قلبي الذي أحب البشر حتى تفانـى لأجلهم ولا يلحقه منهم سوى الجفاء والفتور”. وظهر لها مرة أخرى بجروحاته الخـمـس: اليد اليمنى، اليد اليسرى، القدم اليمنى، القدم اليسرى، والجنب الأيـمـن. وأعلن لها عن حبــه الإلهي اللامتناهي للبشر وطلب منها قائلا:“خففّــي أنت على الأقل من آلامي بالتعويض عن خيانات البشر بقدر ما تستطعين “. وذكر لها السيد الـمسيح كيف يخونــه البشـر امــام حبــه لــهم . وتوالت الظهورات وفى كل مرة يظهر وقلبــه ملتهب كما نراه الآن في الصور الـمرسومة. وكان رد الراهبة : كيف أستطيع التعويض عن ما لحقك يا رب من خيانات إخوتـي البشــر؟. إجابة على السؤال أظهر لها الرب يسوع رغباته في كيفية التعويض:
رغبــات يســوع والتى أعلنــها للراهبة القديسة مارغريت ماري الاكـوك
– الـمثــابــرة على إحيــاء السـاعـة المقـدسـة كل أول خميس من كل شهر.
– تقديس أول جمعـة من الشهر بالصلوات والـمناولة التعويضية كتذكار لذبيحة الصليــب و يوم الجمعـة العظيـمة.
– حـضـور الذبيـحة الإلهيــة حضور ومشاركـة فعليـة،كاهن وشعب،وبـإستحقاق كامـل
– مـمـارسـة التنــاول اليومـي
– الظمــأ الشديــد الى خلاص الأنفــس
– أن يتمجـد الآب السمــاوي ويمــلك على القلوب
– الإحتفال بعيد قلبـه الأقـدس.
قال السيد الـمسيح للقديسة مارغريت ماري ألاكوك :”أطلب ان يقام في اليوم الواقع بعد ثمانية أيام لعيد القربان، عيد حافل لتكريم قلبي وليتناول فيه المؤمنون القربان المقدس تعويضا عن خطاياهم التي تلحق بي والإهانات في سر محبتي“. كما جاء في القديم: ”أعــيـاد الرب التي تنادون بهـا محافـل مقـدسـة تلك هي أعـيـادي” (ألاحبار 2:23)
وعــود السيــد الـمسيـح للمتعبديـن لقلبــه الأقدس
1- اني اهبهم كل النعم اللازمة لهم في دعوتهم
2-اني اصنع السلام في عائلاتهم
3-اني اعزيهم في احزانهم و شدائدهم
4-اني اكون ملجأهم الامين في حياتهم و خاصة عند مماتهم
5- اني افيض بركات وافرة على اعمالهم
6- يجد الخطاة في قلبي ينبوع الرحمة الفياض و بحرها الغير محدود
7-ان النفوس الحارة ترتقي سريعا الى أوج الكمال
8-ان النفوس الفاترة تحصل على الحرارة
9-اني ابارك البيوت التي تعرض صورة قلبي الاقدس و تكرمها.
10-أمنح الاكليروس موهبة تليين اقسى القلوب.
11-من يعمل بهمة على نشر تلك العبادة اكتب اسمه في قلبي ولن يمحى ابداً.
12-ان الذين يتناولون في اول يوم جمعة من الشهر طيلة تسعة اشهر متوالية اهبهم نعمة الثبات الاخير فلا يموتون دون قبول الاسرار الاخيرة