طفلة بطلة عمرها خمس سنوات أرادت الحصول على يسوع مهما كان الثمن باهظًا
طفلة عمرها خمس سنوات تعطينا درس في محبّة يسوع
ذكر الأب أرتورو ميلاني في كتابه الشهير “الوعد الكبير” الحادث الآتي:
كان أحد الكهنة المرسلين يعلّم بنات صينيّات ويؤهّلهن للتناول الأول. وكان في القاعة فريقان: الأول مؤلّف من فتيات من سن السابعة إلى الثانية عشرة، سيتناولن للمرة الأولى عن قريب. والثاني من زهاء عشرين بنتًا صغيرة لتلقّن التعليم المسيحي.
فمن أقواله لهنّ: أنت تعلمن أنّ يسوع هو في سجن البيت القرباني، في الحقّة الذهبية، في البرشانة البيضاء… وهو يحبّكنّ وينتظركنّ بفارغ الصبر، ليُعطيكنّ نفسه. فإنه يحبّ الصغار، وأنتنّ كلّكن صغيرات.
وكان بين الصغيرات طفلة عمرها خمس سنوات. فبعد شرح التعليم المسيحي، ذهبت الصغيرة إلى حجرة الأب وقرعت بابه.
سألها: لماذا جئتِ إلى هنا؟
– جئت لأكلّمك… أنت قلت لنا أنّ يسوع في بيت القربان… وأنه ينتظر… وأنه يحبّ الصغار… أنا أحقّ بمحبّته لي من بقيّة البنات، لأنّي أصغرهنّ جميعًا… ثم إنّي أرغب… لا ينبغي أن أدعه ينتظر… أعطني إياه!
كان الأب في حيرة، ثم قال:
– حقًّا أن يسوع ينتظر الصغيرات، لا الصغيرات جدًّا.
– صغيرات جدًّا؟ ماذا تعني بالصغيرات جدًّا؟ أنا أعرف التعليم المسيحي مثل سائر البنات.
فاضطرب الكاهن، ولكي يتخلّص من المأزق سألها:
– كم عمركِ؟
– خمس سنوات
-أرني أسنانك.
فكشفت الطفلة عن صفّ أسنان صغار.
-أسنانك لا تزال صغيرة، فأنت صغيرة جدًّا.
فسكتت الطفلة هنيهة ثم قالت:
– ومتى فقدت هذه الأسنان، أتعدني بأن تعطيني يسوع؟
– نعم. أعدُكِ.
– أستعطيني إياه كل يوم؟
– نعم.
خرجت الطفلة، ثم عادت بعد عشر دقائق في حالة يُرثى لها! عادت وهي ترتجف، وقد بلّلت وجهها الدموع، ولطّخت فمها الدماء… كانت قد انتزعت أسنانها بحجر.
قال الكاهن: بكيتُ واحتضنتها
– لو كان الوقت صباحًا لأعطيتكِ يسوع في الحال. تعالي غدًا صباحًا فتتناوليه.
حينئذٍ قالت للأب:
– إنّك ستعطيني إياه كل يوم.
– أي نعم. كل يوم.
في اليوم التالي تقدّمت مسرورة إلى المذبح، وهي معصّية الرأس. فجاء يسوع وألقى في فمها المجروح حبًّا من فيض حلاوة قلبه.
من الواجب أن تعلو وجوهنا حمرة الخجل، لدى تأمّلنا في هذه الحبّ العظيم، في قلب طفلة. لنطلب من يسوع أن يُضرم قلوبنا أيضًا بحبٍّ شديد، كي نبذل أنفسنا من أجله.
يا يسوع، أتون الحبّ المضطرم، أضرمني أنا أيضًا بحبّك. آمين
