مختارات عالمية

صمّم شعارات يوم الشبيبة العالمي. لكنه لم يحيا ليرى البابا

صمّم شعارات يوم الشبيبة العالمي. لكنه لم يحيا ليرى البابا

قد لا تعرفون اسمه، لكّنكم بلا شك شاهدتم أعماله.
إن كنتم في بولندا واشتركتم بيوم الشبيبة العالمي، أو إن تابعتم تغطية الحدث، فقد شاهدتم التصميمات الجرافيكية ذات الألوان الأزرق، الأحمر والأصفر لشعارات الحدث ولصور القديسين مثل يوحنا بولس الثاني وفوستينا، في شوارع كراكوف.

cats

ماسيج سيمون، هو المصمّم وصاحب الفكرة لشعارات يوم الشبيبة العالمي 2016 ولمعظم اللافتات والأعلام في كراكوف والمتعلّقة بالحدث.ماسيج هو مصمّم الإعلام المرئي في أكاديمية الفنون الجميلة في كراكوف.
الأب غريغور شودولسكي، السكريتير العام للّجنة المنظِّمة لليوم العالمي للشباب 2016 تحدّث عن ماسيج:
“هو مصمّم جرافيك خبير وماهر، لكنه لم يكن مؤمناً ممارساً. جاء ماسيج الى لجنة التنظيم في أيلول 2014 بعد أن شاهد في الجامعة، إعلان عن اليوم العالمي المرتقب.”

“أحبّت اللجنة عمله لدرجة أنه ترك وظيفته وبدأ العمل بدوام كامل على تصميم الشعارات والرسومات الجرافيكية للحدث، بالرغم من أنه لا يزال لديه الشكوك حول الكنيسة.”

مونيكا ريبزينسكا، التي عملت الى جانب ماسيج قالت أنه أخبرها يوماً: “هل تعلمين يا مونيكا؟ انا هنا لأني أريد أن أومن بأنه لا يزال بعض الصلاح في الكنيسة”.

خلال عملية تصميم صور القديسين، اكتشف الشاب إيمانه من جديد.
في تلك الفترة اكتشف أيضاً إصابته بنوع بسرطان عدائي عنيف، الذي انتشر في رئتيه وأجبره على العمل من المنزل. رفقاؤه في العمل قاموا بالصوم وقدّموا الصلوات يومياً من أجله.

chcial-dozyc-wizyty-papieza_26135463

في اليوم ال 100 بعد تشخيص إصابته بالسرطان، قام بتسجيل فيديو، يشكر به أصدقائه على محبّتهم وصلواتهم، وشرح ما تعلّمه في هذه الفترة عن الله.

“الذي منحه ماسيج للجنة التنظيم، الى جانب تصميماته الرائعة، كان ثقته بأن االله أقوى من أي مرض أو ضعف بشري.
خلال عمله مع لجنة التنظيم، عاد ليؤمن من جديد ويثق بالله. وبالتالي كان قادراً على مواجهة الألم والمعاناة، وقبول الصليب. فأصبح مثالاً لنا.” يقول الأب شودولسكي

في حزيران بتر الأطباء ساقه، لكن ذلك لم يكن كافياً لمنح المرض من التفشّي. فقد توفّي ماسيج أياماً فقط قبل بدء الإحتفالات بيوم الشبيبة العالمي.
في توجّهه الأول للشبيبة من شرفة القصر الأسقفي في كراكوف، ذكر البابا فرنسيس تفاني الشاب في عمله، وإيمانه المدهش الذي عاد واكتشفه في قلبه.

“هذا الشاب أراد أن يحيا من خلال زيارة البابا”. قال قداسته.حتى أنه حجز لنفسه مكاناً على الترام الذي كان سيستقلّه البابا برفقة الشباب المرضى كضيوفه.

“لقد صنع الخير الكثير للجميع” أضاف الأب الأقدس، وقاد الشباب للتوقف للحظة صمت للصلاة من أجل الشاب المتوفّي

“يجب علينا التعوّد على الأمور الجيّدة والسيئة. هكذا هي الحياة، أعزّائي الشباب. هنالك أمور لا يمكننا أن ننكرها: إيمان هذا الشاب، صديقنا، الذي عمل الكثير للقاء الشبيبة العالمي هذا. لنشكر الرب يسوع لأنه يمنحنا أمثلة عن الشجاعة، شجاعة شباب اللذين يساعدونا على المضي قدماً في الحياة. لا تخافوا، الله عظيم، الله صالح، وجميعنا لدينا شيئاً جيداً.”

25

اشترك بالنشرة البريدية للموقع

أدخل بريدك الإلكتروني للإشتراك في هذا الموقع لتستقبل أحدث المواضيع من خلال البريد الإلكتروني.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق