هل تريدون إسعاد يسوع ومريم؟ صلّوا أسرار الفرح على نيّة تقديس الكهنة
كتب الأب جون هاردون: “كَوني قمت بتعليم الكهنة لأكثر من 30 عاماً، كوني عشت بين كهنة، وجاهدت وأحببت وعانيت معهم – لا توجد كلمات أقدر أن أستخدمها تكون ذات قوّة كافية للقول بأنّ الكهنوت يحتاج للصلاة والتضحية كما لم يسبق أن حدث من قبل منذ الجلجلة الى يومنا هذا!”
زمن المجيء هو الزمن المثالي لتلاوة الوردية على نيّة تقديس الكهنة. نيّة تُرضي وتُسعد قلب مريم الطاهر. يمكن اعتبارها من أعمال الرحمة الروحية المثمرة.
لهذا الغرض نقدّم هذه التأملات:
صحيح أن الناس العاديين تساهم في دعم رجال الدين، لكن مساندتهم للملكوت وللكهنة يجب أن لا يتوقّف هنا. يدعو الرب المؤمنين اليوم الى تكثيف الصلوات أكثر من أي وقت مضى، ولتقديم التضحيات، من أجل الحصول على كهنة قديسين. إهتمام، توق، الى كهنة قدّيسين انتشرت كعلامة من علامات عصرنا في جميع أنحاء كنيسة اليوم… الكهنوت العالمي والملوكي للمؤمنين أصبح لديه طريق جديد للتعبير عن نفسه، المساهمة في التقديس الكهنوتي.
سرّ الفرح الأول – بشارة الملاك جبرائيل
النيّة: طاعة كهنوتية للإيمان
الثمرة: موهبة الحكمة وال”نعم” للمشيئة الإلهية
تأمّل من الإنجيل: (لوقا 26:1-33، 38)
وفي الشهر السادس أرسل جبرائيل الملاك من الله إلى مدينة من الجليل اسمها ناصرة،إلى عذراء مخطوبة لرجل من بيت داود اسمه يوسف. واسم العذراء مريم. فدخل إليها الملاك وقال: «سلام لك أيتها المنعم عليها! الرب معك. مباركة أنت في النساء». فلما رأته اضطربت من كلامه، وفكرت: «ما عسى أن تكون هذه التحية!» فقال لها الملاك: «لا تخافي يا مريم، لأنك قد وجدت نعمة عند الله. وها أنت ستحبلين وتلدين ابنا وتسمينه يسوع. هذا يكون عظيما، وابن العلي يدعى، ويعطيه الرب الإله كرسي داود أبيه، ويملك على بيت يعقوب إلى الأبد، ولا يكون لملكه نهاية». فقالت مريم: «هوذا أنا أمة الرب. ليكن لي كقولك». فمضى من عندها الملاك.
صلاة: أيّها الآب الأزلي أصلّي من أجل الكهنة كي ينصتوا، يستمعوا، ويستجيبوا، كما فعلت مريم، حتى تتقبّل قلوبهم المشيئة الإلهية. أرجوك يا رب أن تمنح الكهنة موهبة الحكمة حتى يرغبوا بحماس بتقديس حياتهم. تكرّم أيها الإله واحفظهم من إغراءات الهروب من المسؤوليات ، من تجارب المساومات على كرامتهم، من الأضرار التي تهدّدهم، ومن الرذيلة والخطيئة. امين
سرّ الفرح الثاني – زيارة مريم العذراء لنسيبتها أليصابات
النيّة: خدمة المؤمنين بفرح
الثمرة: الفضائل
تأمّل من الإنجيل: (لوقا 1: 39-45)
فقامت مريم في تلك الأيام وذهبت بسرعة إلى الجبال إلى مدينة يهوذا، ودخلت بيت زكريا وسلمت على أليصابات. فلما سمعت أليصابات سلام مريم ارتكض الجنين في بطنها، وامتلأت أليصابات من الروح القدس، وصرخت بصوت عظيم وقالت: «مباركة أنت في النساء ومباركة هي ثمرة بطنك! فمن أين لي هذا أن تأتي أم ربي إليّ فهوذا حين صار صوت سلامك في أذني ارتكض الجنين بابتهاج في بطني. فطوبى للتي آمنت أن يتم ما قيل لها من قبل الرب».
صلاة: أبتِ السماوي، أصلّي أن لا يتعب الكهنة من الذهاب قدماً للخدمة حيثما يكون حاجة اليهم. أرجوك يا رب أن تمنح الكهنة اختبار الفرح في حبّهم المتفانيمن أجل النفوس. قدّس كهنتك كي يقدّسوا بدورهم شعبك، جاذبين النفوس الى ملكوتك. امين
سرّ الفرح الثالث – ميلاد الرب يسوع في مغارة بيت لحم
النيّة: تواضع الطفل يسوع المسيح
الثمرة: أن يُحبّوا ويكونوا محبوبين
تأمّل من الإنجيل: (لوقا 2: 6-12)
وبينما هما هناك تمت أيامها لتلد. فولدت ابنها البكر وقمطته وأضجعته في المذود، إذ لم يكن لهما موضع في المنزل. وكان في تلك الكورة رعاة متبدين يحرسون حراسات الليل على رعيتهم، وإذا ملاك الرب وقف بهم، ومجد الرب أضاء حولهم، فخافوا خوفا عظيما. فقال لهم الملاك: «لا تخافوا! فها أنا أبشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب: أنه ولد لكم اليوم في مدينة داود مخلص هو المسيح الرب. وهذه لكم العلامة: تجدون طفلا مقمطا مضجعا في مذود».
صلاة: أيّها الآب الأزلي، قال أشعياء النبي: “وصبي صغير يسوقها (11: 6). أصلّي من أجل الكهنة لكي يكونوا متواضعين مع ثقة طفولية في العناية الإلهية. أرجوك يا رب، إشفِ الكهنة من أي خوف او ضعف كي يكونوا مسحاء حقيقيين وأمينين في المحبّة والخدمة. ليولد الطفل يسوع في قلب كل كاهن حتى يتذكّروا باستمرار عطيّة المحبّة.
سرّ الفرح الرابع – تقدمة الطفل يسوع الى الله على الهيكل
النيّة: النموّ في الصلاة الشخصيّة
الثمرة: القداسة الطهارة والمثابرة
تأمّل من الإنجيل: (لوقا 2: 25-32)
وكان رجل في أورشليم اسمه سمعان، وهذا الرجل كان بارا تقيا ينتظر تعزية إسرائيل، والروح القدس كان عليه. وكان قد أوحي إليه بالروح القدس أنه لا يرى الموت قبل أن يرى مسيح الرب. فأتى بالروح إلى الهيكل. وعندما دخل بالصبي يسوع أبواه، ليصنعا له حسب عادة الناموس، أخذه على ذراعيه وبارك الله وقال: «الآن تطلق عبدك يا سيد حسب قولك بسلام، لأن عيني قد أبصرتا خلاصك، الذي أعددته قدام وجه جميع الشعوب. نور إعلان للأمم، ومجدا لشعبك إسرائيل».
صلاة: أيّها الآب الأزلي، أصلّي من أجل الكهنة كي ينموا في موهبة الصلاة الشخصيّة، حتى يقدروا أن يعرفوا الفرح في لقاء يسوع المسيح وفي وجود حياة داخليّة حيّة. أرجوك يا رب أنهِض كهنتك لكي يعرفوا قوّة الصلاة من القلب.
سرّ الفرح الخامس – وجود يسوع في الهيكل
النيّة: الغيرة على بيت الآب
الثمرة: إخلاء الذات والإحسان الى النفوس
تأمّل من الإنجيل: (لوقا 2: 41-50)
وكان أبواه يذهبان كل سنة إلى أورشليم في عيد الفصح. ولما كانت له اثنتا عشرة سنة صعدوا إلى أورشليم كعادة العيد. وبعدما أكملوا الأيام بقي عند رجوعهما الصبي يسوع في أورشليم، ويوسف وأمه لم يعلما. وإذ ظناه بين الرفقة، ذهبا مسيرة يوم، وكانا يطلبانه بين الأقرباء والمعارف. ولما لم يجداه رجعا إلى أورشليم يطلبانه. وبعد ثلاثة أيام وجداه في الهيكل، جالسا في وسط المعلمين، يسمعهم ويسألهم. وكل الذين سمعوه بهتوا من فهمه وأجوبته. فلما أبصراه اندهشا. وقالت له أمه: «يا بني، لماذا فعلت بنا هكذا؟ هوذا أبوك وأنا كنا نطلبك معذبين!» فقال لهما: «لماذا كنتما تطلبانني؟ ألم تعلما أنه ينبغي أن أكون في ما لأبي؟». فلم يفهما الكلام الذي قاله لهما.
صلاة: أيّها الآب الأزلي، أصلّي من أجل الكهنة أن يكونوا دائماً بانفتاح كامل، كلمتك الحيّة في هيكلك، الكنيسة. أرجوك يا رب إمنح كهنتك هبة الغيرةعلى بيتك، الغيرة على المسيح، الغيرة على النفوس، الغيرة على الكهنوت، الغيرة على حبّ الخدمة والغيرة على السماء. امين.