صلاة إلى نفس يسوع الحزينة حتى الموت

صلاة إلى نفس يسوع الحزينة حتى الموت

تذكر، يا يسوع، نفسك الحزينة، والعذاب المخيف الذي تحمّلَته، عندما انغمست في أعماق عدل أبيك وغضبه، صرخت: «يَا أَبَتَاهُ، إِنْ شِئْتَ أَنْ تُجِيزَ عَنِّي هذِهِ الْكَأْسَ. وَلكِنْ لِتَكُنْ لاَ إِرَادَتِي بَلْ إِرَادَتُكَ».

وعندما غمرك الحزن العميق، شكوت: «نفسي يحزينة حتى الموت». وعندما كنت تتألم وتنازه وهجرك الجميع، حتى أبوك الأزلي، اعتصرت من نفسك هذه الكلمات ذات الغموض العجيب: «إلهي! إلهي! لماذا تركتني؟».

تذكَّر التنهدات، والآهات، وآلام النفس، وعذاب العقل، وانقباض قلبك المحب. تذكر الضربات الكثيرة، والمسبّات، والإهانات، والتجديف، والأشواك، والدم، والدموع، وتجريدك من ثيابك، والعار، والصلوات، وانفصال روحك القدوسة عن جسدك المعبود.

أذكر حكمة رأسك الأقدس التي احتملت الكثير من المعاناة، وبذلك أثبتَّ محبة قلبك الأقدس لنفوس أبنائك. تذكر أيضًا ما عانت منه مريم.

تذكّر الثمن الذي كلّفتُكَ، وعندما ترى كل هذه العذابات الرهيبة، ارحم وأشفق على نفسي، واغفر لي بواسطة دمك الثمين.
لماذا يا يسوعي المصلوب المُحبّ، نفوس كثيرة واقعة في الظلمة والخطية؟ ألست أنت الله القدير؟ إله الحكمة، إله المعرفة، إله النور؟ ألست أنت خالقنا وفادينا وإلهنا القدوس القوي؟ فلماذا إذن عدوّنا وعدوّك شديد البأس؟

يا رب، بحقّ محبّتك للنفوس، وبحقّ الثمن الذي دفعته عنا، ومن أجل مجد اسمك، قم وأظهر أنك أنت الإله الحي. أنر كل ظلمة بنور حكمتك الإلهية. أطرد كل البدع، بواسطة نشر حقيقة عقائدك وجمال إيمان كنيستك الواحدة الجامعة الرسولية في جميع الأمم.

أشعل كل القلوب بنار حبك المشتعلة. إجذب كل النفوس إلى نفسك لنعزّيك ونواسيك، بالبكاء على خطايانا التي هي سبب حزنك الشديد. خبِّئنا يا يسوع الحبيب في جراحاتك. اغسل نفوسنا بدمك الثمين. إطبع رأسك ووجهك الأقدسين بعمق في قلوبنا وأرواحنا حتى لا ننساك أبدًا، ولا ننسى الحزن الذي سبّبناه لك.

أذكرنا يا رب في ملكوتك، وامنحنا المغفرة والسلام على الأرض، والسعادة الأبدية في الحياة الآتية. دعنا نبقى بالقرب منك، يا يسوع، في حزنك، لكي نستحق أن نحيا إلى الأبد، معك ومع الآب والروح القدس، إله واحد في ثلاثة أقانيم متميزين، في الحياة الأبدية. آمين.