مواضيع روحية

وداع العذراء لإبنها الإلهي و صعود الرب يسوع الممجّد الى السماء

من قصيدة الإنسان الإله - الإنجيل كما أُوحيَ الى ماريا فالتورتا

 

حان وقت وداع العذراء لإبنها قبل صعود الرب يسوع إلى الآب، ماذا رأت ماريا من هذا الوداع؟

الفجر طلع تماماً. الشمس باتت عالية في الأفق، والرسل يُسمعون أصواتهم.
إنها إشارة إلى يسوع ومريم.
يتوقّفان.
يتبادلان النظر، الواحد قُبالة الآخر، ومن ثم يفتح يسوع ذراعيه ويتلقّى أمه الى صدره…
آه! كان حقاً إنساناً، ابن امرأة!
لتصديق ذلك، يكفي النظر الى هذا الوداع!
الحب يفيض مطراً من قبلاتٍ على الأم المحبوبة.
الحبّ يغطّي بقبلاتٍ الإبن المحبوب.
يبدو أنهما لا يستطيعان الافتراق…

آه انه حقاً إبن الانسان الذي ينفصل عن التي ولدَته! إنها حقاً الأم التي تأذِن بالإنصراف، لتعيده إلى الآب، إبنها، عربون الحبّ إلى الكليّة الطهارة…

الله الذي يعانق أم الله!…
أخيراً، المرأة، مخلوقة، تركع عند قدَمي إلهها الذي هو مع ذلك إبنها، والإبن، الذي هو الله، يضع يديه على رأس أمه العذراء، المحبوبة الأبدية، ويباركها باسم الآب، الإبن والروح القدس، ثم ينحني ويُنهضها طابِعاً قبلةً أخيرةً على جبينها الأبيض مثل بتلةِ زنبقة…

هذا ما رأته ماريا فالتورتا عن صعود الرب يسوع :


أرى أنهم مئات الأشخاص الذين يحيطون بيسوع الذي يصعد، مع الأحبّ، نحو قمة بستان الزيتون.
لكن يسوع، وقد وصل إلى قرب مخيّم الجليليين حيث لم يعد من خيام في هذه الفترة بين العيدين، يأمر تلاميذه:
” أوقفوا الناس حيث هم، ومن ثم إتبعوني.”

يصعد بعدُ حتى القمّة الأعلى من الجبل، تلك التي هي أقرب إلى بيت عنيا، التي تُشرِف عليها من فوق…
مُتراصّين حول أمه، الرسل، لعازر، الرعاة…إلى أبعد، نصفَ دائرةٍ لإبقاء جمع المؤمنين إلى الوراء، التلاميذ الآخرون.

يسوع واقفٌ على حجرٍ عريض ناتئ قليلاً، أبيض تماماً وسط العشب الأخضر. الشمس تُطوِّقه، مُحوِّلةً ثوبه أبيض مثل الثلج، وجاعلة شعره يلمع كالذهب. عيناه تلمعان بنورٍ إلهي.
يفتح ذراعيه في حركة عناق.
يبدو راغباً في أن يضمّ إلى صدرِه كلَّ حشودِ الأرض التي تراها روحه مُمثَّلةً في هذا الجمع.
صوته الذي لا يُنسى، الذي لا يُحاكى يُعطي الأمر الأخير:
” إذهبوا! إذهبوا باسمي لتبشروا بالانجيل الناس حتى أقاصي الأرض.
ليكن الله معكم.
لتُشدِّد محبّته عزمكم، ليُرشِدكم نوره، لِيُقِم سلامه فيكم حتى الحياة الأبديّة.”
يتجلّى جمالاً.
جميل!!!!
جميل كما على جبل طابور وأكثر.
كلهم يَسقُطون على رُكَبِهم ليعبدوه.

هو، فيما يرتفع عن الحجر القائم عليه، يُفتِّشُ مرةً أخرى عن وجه أمه، وابتسامته تبلغ قوةً ما من أحدٍ يستطيع أبداً ردّها…
إنه وداعه الأخير لأمه.
يصعد، يصعد…
الشمس، أكثرَ حرية في تقبيله، الآن وما من ورقٍ حتى خفيفٍ يعترض أشعّتها، تضرب بسطوعها الله- الإنسان الذي يصعد بجسده الكلّي القداسة إلى السماء، ويكشف جروحه المُمجّدة التي تتألّق مثل ياقوتاتٍ حمراء حيّة.
الباقي ابتسامةُ نورٍ لؤلؤي.

إنه حقاً النور الذي يظهر بما هو، في هذه اللحظة الأخيرة كما في الليلة الميلادية.
الخلقُ يتألقُ بنورِ المسيح الذي يرتفع.
نورٌ يفوقُ نورَ الشمس.
نورٌ فائقُ البشرِ ومغبوط.
نورٌ ينزل من السماء للقاء النور الذي يصعد…
ويسوع المسيح كلمة الله، يختفي عن مرأى البشر في محيطٍ من البهاء.

على الأرض، صوتٌ فقط في الصمت العميق للجمع المنخطف: صرخة مريم حين يختفي:” يسوع!”
إنذِهالٌ ورِع حوّل الآخرين بُكماً على نحوٍ مُدهش، ويلبَثون هناك، إلى أن يظهر نوران ملائكيان بطهارةٍ فائقة في شكلٍ بشري، ليتلوا الكلمات المَروية في الفصل الأول من أعمال الرسل.

(منقول عن صفحة ماريا فالتورتا)

اشترك بالنشرة البريدية للموقع

أدخل بريدك الإلكتروني للإشتراك في هذا الموقع لتستقبل أحدث المواضيع من خلال البريد الإلكتروني.

الوسوم

مقالات ذات صلة

‫3 تعليقات

  1. مسبحة الروح القدس – موافق عليها من قبل البابا ليون 13
    تُنشر لأول مرة
    مسبحة الروح القدس هذه ألّفها كاهن فرنسيسكاني كبوشي عام 1892 من أجل إعطاء المؤمنين وسيلة سهلة لتكريم الروح القدس. تمت الموافقة على المسبحة من قبل البابا ليون الثالث عشر في عام 1902. والمراد منها تكريم الروح القدس كالتكريم الذي تقدمه الوردية لمريم العذراء.
    هل عندكم هذه الوردية نصليها كل يوم

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق