شهر مع العذراء مريم – اليوم الرابع
شهر مع العذراء مريم – اليوم الرابع
نحمدك ونشكرك يا مريم لقولك “نعم” لله.
لقد كان قول “نعم” نعمة لجنسنا البشري
ألهمينا لكي نجعل من حياتنا أفعال “نعم” للرب. آمين
كلّكِ جميلة يا حبيبتي ولا عيب فيك… قد سبيت قلبي يا أختي العروس. قد سبيت قلبي بإحدى عينيك، بقلادة واحدة من عنقك. ما أحسن حبك يا أختي العروس! كم محبتك أطيب من الخمر! وكم رائحة أدهانك أطيب من كل الأطياب! أختي العروس جنة مغلقة، عين مقفلة، ينبوع مختوم. (نشيد الأناشيد 4)
من رسائل العذراء للكاهن دون غوبي
«سيروا في طريق التكفير وإماتة الذات. بمثالكم الصالح، يجب عليكم أن تعلموا أن الإنسان لا يحيا بالخبز فقط، بل بكل كلمة تخرج من فم الله.
أطلب منكم أيضاً الصوم الروحي عن كل أشكال الشر، لتستطيعوا أن تتغذّوا فقط من الخير والنعمة والمحبة.
إني أطلب صوم العقل، الذي بواسطته تحفظون من الخطأ، بتقبّلكم الحقيقة التي كشفها لكم يسوع.
تغذوا أكرر ذلك من الغذاء الثمين ألا وهو الكتاب المقدس خاصة إنجيل يسوع. اقبلوا، تأملوا وعيشوا الرسائل التي تعطيكم إياها اليوم الأمّ السماوية بكثير من الإشكال».
القدّيس غريغوريوس الناريكي
«أنت يا من قوّاها الآب العلي وحماها، يا من هيّأها الروح وكرّسها وحلّ عليها،
يا من جمّلها الابن وسكن حشاها، وجعلها له قبّة
فابن الآب الوحيد، صار ابنك البكر.
إبنًا لك بالولادة، وربّكِ بالخلق.
فأنت بنقاوتك الكاملة، عطوف، وبقداستك الفائقة، شفيعة ومحامية.
فاقبلي مني هذه الصلاة، وقدّميها لله مع كل الصلوات التي وضعتها لمجدك».
العذراء تُخلّص زعيم اللصوص
جاء في الأخبار عما حدث من أحد زعيم اللصوص الذي كان في بلاد إ2يطاليا تحت الحكم الباباوي. بأن إحدى البنات المتعبدات لمريم العذراء، اذ أنها يوماً ما كانت في الطريق خارج المدينة وحدها. قد وقعت في يد زعيمهم المومى إليه، فلخوفها على عفتها، قد توسلت إليه وأستحلفته حباً بوالدة الإله الكلية القداسة الا يفتري عليها بشيءٍ ضد الطهارة، أما هو فأجابها بقوله: لا تخافي لأنكِ اذ قد تضرعتِ إليَّ بأسم تلك التي هي أم الله، فلا أريد منكِ شيئاً آخر سوى أن تصلي لديها من أجلي.
ورافقها الى أن وصلت حيث لم يعد عليها خطرٌ من أحد اللصوص الآخرين. ففي الليلة التابعة قد ظهرت العذراء المجيدة لهذا اللص في الحلم، وشكرته على فعله الجيد، ووعدته بأن تفتكر به، وأنها في وقتٍ ما كانت عتيدةً هي أن تكافئه عن جميله. ففيما بعد وقع هذا اللص في أيدي جنود الشريعة، وأُخذ مقيداً وحُكم عليه بالموت.
في الليلة السابقة على وضع الحكومة بالعمل. قد ظهرت من جديد الأم الإلهية لهذا المخصوم، وسألته إن كان هو يعرفها، فأجابها بقوله: أنه يبان لي أني رأيتكِ مرةً ما: فقالت له: “أنا هي مريم العذراء وقد أتيت لكي أكافئك عما صنعته لأجلي سابقاً، فأنت نهار غداً تموت، ولكن يتم موتك بندامةٍ وتوجعٍ هذا حدهما، حتى أنهما يجعلانك أن تأتي الى الملكوت السماوي حالاً”. فالرجل قد إنتبه من النوم وكان يشعر بندامةٍ وتأسفٍ كليّين على خطاياه، بنوع أنه بدأ يبكي بمرارةٍ ودموعٍ سخينة، وشكر والدة الإله بأعلى صوته، وحالاً طلب معلم الإعتراف، وأقر لديه بمآثمه كلها بتياراتٍ من الدموع، وأخبره بالرؤيا التي شاهدها. وتوسل إليه بأن يشهر على الجميع هذه النعمة التي صنعتها معه مريم البتول. ثم ذهب الى مكان القتل بفرح عظيم. وبعد قتله يقال أن وجهه كان يظهر نظير أوجه الطوباويين. بنوع أن الجميع إعتقدوا في أنه كملت معه المواعيد التي نالها من والدة الإله.
الصمت يجعل الله يتكلّم في أعماقنا، فحاول الصمت يوميًا بضعة دقائق وتأمّل في حياة أمنا مريم.
أيتها البتول مريم المثلثة الطوبى والكليّة الحلاوة والممتلئة من المراحم،
إنّي أسلّم ذاتي إلى رأفتِكِ مستودعاً نفسي وجسدي وأفكاري واعمالي وحياتي وموتي.
فأعينيني، يا سيدتـي، وقوّيني ضدّ وثبات الشياطين وتجاربهم.
وإستمدّي ليَ الحبَّ الحقيقيّ الكامل الذي به احب من كلّ قلبي إبنَكِ الحبيب يسوع المسيح سيّدي،
وبعــدَ حبّـي لـهُ أحبّ كِ انتِ يا سلطانتي فوقَ الأشياءِ كلّهـا.
فإجعليني يا أمّي بشفاعتِكِ الكليّة الإقتدار ان اثبُتَ في هذه المحبّة
حتى، إذ يفصلُني الموت من هذه الحياة،
تقودي انتِ نفسي إلى الفردوس السماوي.
آميـن.