شهر مع العذراء مريم – اليوم التاسع عشر
شهر مع العذراء مريم – اليوم التاسع عشر
«يا مريم، إرأفي بي، أنا الحقير، وأغيثيني في صراعي الطاهر، صلّي كي لا تفتر جرأتي، ولا تتقاعس، وكي أتمرّس بالصبر، في صراعي المتمادي. أعيدي لي بساطتي ومناعتي، فأقوى على تحطيم كل الشهوات الباطلة، وأتمكّن من سحقها. إجعليني جندي رغباتك المندفع. ولتكن طاعتي لكِ أسهل ما أستطيعه، ولتكن إرادتكِ كل ما أقوى عليه. آمين».
«وفي اليَومِ الثَّالِث، كانَ في قانا الجَليلِ عُرسٌ وكانَت أُمُّ يَسوعَ هُناك. فدُعِيَ يسوعُ أَيضاً وتلاميذُه إِلى العُرس. ونَفَذَتِ الخَمْر، فقالَت لِيَسوعَ أُمُّه: «لَيسَ عِندَهم خَمْر». فقالَ لها يسوع: «ما لي وما لَكِ، أَيَّتُها المَرأَة ؟ لَم تَأتِ ساعتي بَعْد». فقالَت أُمُّه لِلخَدَم: «مَهما قالَ لَكم فافعَلوه».
في رسائلها في الإسكوريال
«إن صلاة الوردية هي المفضّلة لديّ، فبها نُنقذ البشريّة، وبدونها ندخل بأيدينا الى الحرب. يجب عليك التأمل قليلاً في كل سر من أسرار الوردية بعد تلاوتك لها. ومن الجيد أن تتلى الأسرار الخمسة عشر. وأعدك بمساعدة أي شخص عند موته قد داوم على تلاوة الورديّة».
«يجب على الناس استرضاء الله كل يوم، و الاعتراف والمناولة كل يوم أحد. إنّه لمن المهم جداً تناول القربان والمداومة على عمل ذلك مع تكريس النفس في أول يوم جمعة من كل شهر، إجلالاً لولدي».
القدّيس لويس ماري دي مونفور
«كما أن لكل ولد أباً وأماً في النظام الطبيعي، هكذا في نظام النعمة، فإن ابن الكنيسة الحقيقي، ينبغي أن يكون الله أباه، ومريم أمه؛ وإذا تباهى بأن الله أب له، وهو يفتقر إلى حنان الابن الحقيقي لمريم، فذاك خادع، لا أب له، في الواقع، سوى الشيطان».
«إن مريم هي فردوس الله وعالمه المنقطع النظير، دخله ابن الله حتى يصنع فيه العظائم ويحفظه ويُسرّ فيه. لقد خلق الله للبشر هذا العالم الأرضي، وأوجد عالماً آخر للإنسان البار هو الفردوس؛ ولكنه صنع عالماً آخر له وقد أسماه “مريم”؛ وهذا العالم يجهله أغلب الناس، ولا يفهمه كل الملائكة والأبرار في السماء الذين، وهم في غمرة الدهشة والتعجب لمشاهدتهم الله المتعالي، المستتر عنهم، المنفصل والمختبئ في عالمه، [أي] مريم المؤلهة، نراهم يصرخون ليلاً نهاراً: قدوس، قدوس، قدوس!».
العذراء الخيّاطة
«كان أحد الآباء البطاركة محباً للعذراء جداً وكان ناسكاً فى مأكله وملبسه. يعطي جسده ما يقوته ويستره وليس ما يشتهيه ويزينه ..
وقد أراد ذات يوم أن يلبس ملابس داخلية من الخيش زيادة في النسك وقهر الجسد. وعندما أحضر الخيش، أراد تفصيله. خاف أن يعطيه لأحد لكي يفصله له فينكشف أمره. رفع عينيه لأيقونة العذراء وطلب معونتها في تدبير هذا الامر. بعد قليل وبينما الأب البطريرك فى حيرته فوجىء بمجيء السيدة العذراء إليه في قلايته وقامت بنفسها بتفصيل الملابس التي يريدها.
وكم فرح الأب بهذا الامر وظل ذلك سراً لا يعرفه أحد.
وذات يوم جاء للأب البطريرك أحد الشبان المجرمين تائباً ومعترفاً، بعد أن كاد يستسلم للهلاك والضياع، في الوقت الذي يفتح فيه الرب أحضانه لكل التائبين. وأثناء اعتراف الشاب ذكر خطية فظيعة جداً غير مألوفة، فقال له البطريرك: لا أظن يا ابني أن لك خلاصاً وقد فعلت هذه الخطية ..
خرج الشاب باكياً حزيناً وفاقد الرجاء في قبول الله له. دخل الكنيسة ووقف أمام أيقونة العذراء و أخذ يبكي بحزن و مرارة نفس. ووسط دموعه فوجىء بالسيدة العذراء تبتسم له من الايقونة و تطيب خاطره وتقول له: اذهب قل للبطريرك إن الخياطة التي ساعدتك تقول لك اقبلني من أجلها.
خرج الشاب من الكنيسة فرحاً مع أنه لم يفهم رسالة العذراء وعندما قابل البطريرك أبلغه الرسالة. فهم الأب كلام العذراء وبكى لأنه كاد أن يغلق باب التوبة أمام الشاب وقال له: سامحني يا ابني فالله وعد بقبول التائب مهما كانت خطاياه.».
«إن التعبّد الحقيقي لمريم قائم على أن يُعطي الإنسان ذاته كاملة، في صورة عبد، لمريم وليسوع بواسطة مريم؛ ثم أن يفعل كل شيء مع مريم، وفي مريم، وبواسطة مريم، ولأجل مريم».
«السلام عليك يا مريم، ابنة الآب الأزلي العزيزة؛ السلام عليك يا مريم، يا أمّ الابن العجيبة؛ السلام عليك يا مريم يا عروس الروح القدس الأمينة؛ السلام عليك يا مريم يا أمي العزيزة، معلمتي المحبوبة وسلطانتي القديرة، السلام عليك يا فرحي، ومجدي وقلبي ونفسي!
أنت لى بجملتك من قبيل الرحمة، وأنا لك بكليّتي من قبيل العدل. وأظن بأني حتى الآن لم أهبك ذاتي كاملةً تماماً: لذا فإني أجدّد إعطاءها لك بصفة عبد دائم، بدون أن احتفظ بشيء لي أو لسواي.
فإذا رأيت أيضاً فيَّ شيئا ليس ملكك، فأرجوك كل الرجاء أن تأخذيه الآن، وتكوني السيدة المطلقة على إراداتي، فتبدّدي وتقتلعي وتلاشي من كياني كل ما لا يُرضي الله، وتغرسي وتربّي وتباشري فيه ما يحلو لكِ. آمين».