شهر مع العذراء مريم – اليوم الأول
شهر مع العذراء مريم – اليوم الأول
عندما نصلّي، نقدّم قلوبنا إلى مريم. فالقلب رمز الحبّ والمودة والعطاء والشجاعة، ولكي نقدّمه لها يفترض أن يكون طاهرًا، فالقلب الطاهر هو القلب الغافر والنقي والمتواضع والذي لا يقبل الخطيئة. نقدّم هذه التأملات هدية لكل من يحبّب الصلاة والتأمل، مع التشديد على أنها لا تُغني عن تلاوة المسبحة الوردية يوميًّا خلال هذا الشهر المبارك، راجين الفائدة للجميع.
مريـم العذراء يا ذات البهاء أنتِ للفردوس وجه ذو نقاء
بـدّدي ظلمة ألباب الورى بِسَنا الإيمان يا نور السماء
وردة سـريّـة كـم رزَحَـت من نفوسٍ تحت أعباء الشقاء
ســكّنيـها خفّفي أثقالها بـســـماويٍّ عبـيـر لـلرجــــاء
أنت ينـبوع خلاص للورى مــاؤه ليس له الـدهـر فـنـاء
أنـعشـي منا قلوبًا ذبُلـت بــوداد قُـدسـيٍّ ذي صـفــاء
زكريا 15:2-14
«إهتفي وافرحي يا ابنة صهيون، فهاءنذا آتي وأسكن في وسطك، يقول الربّ. ترنمي وافرحي يا بنت صهيون، لأني هأنذا آتي وأسكن في وسطك، يقول الرب.
فيتصل أمم كثيرة بالرب في ذلك اليوم، ويكونون لي شعبا فأسكن في وسطك، فتعلمين أن رب الجنود قد أرسلني إليكِ».
رسالة العذراء في 25 كانون الثاني 2000 في مديوغوريه
«أولادي الأحبّة،
أدعوكم صغاري، إلى الصلاة المتواصلة. إذا صلّيتم، فأنتم أقرب من اللّـه وهو يقودكم على طريق السلام والخلاص. لهذا أدعوكم اليوم لتعطوا السلام للآخرين. فباللّه وَحْدَهُ يكون السلام الحقيقي. افتحوا قلوبكم وكونوا الواهبين للسلام، وفيكم وبواسطتكم يكتشف الآخرون السلام. وهكذا تشهدون للسلام ولمحبة اللّـه اللذان يعطيكم إياهما اللّـه. أشكركم على تلبيتكم ندائي».
القدّيس البادري بيو
– إبقوا دائماً بالقرب من هذه الأم السماويّة لأنها هي ذلك البحر الذي علينا عبوره لنلمس شواطئ الفردوس الأبديّ.
– مريم هي النجمة التي تُنير دربنا وتدلّنا على الطريق الأكيد للوصول إلى الآب السماوي.
– مريم هي تلك المرساة التي عليكم ان تتّحدوا بها أكثر فأكثر وقت التجربة.
– كم أرغب في حبّ مريم العذراء بمقدار ما تستحقّ. لكن اعلموا أنّ جميع القديسين وجميع الملائكة لا يستطيعون أن يحبوا مريم بمقدار ما تستحقّ.
– أحبُّوا العذراء مريم، المسبحة. دعوا أُمّ الله القديسة تملك على قلوبكم.
الطفل الالهي الجريح
كان رجل متزوج يسوق حياة فسق وضلال، واذ عجزت زوجته عن ردعه، رجته ان يبدي اقلّه شيئاً من التكريم حيال ام الله، ولو بتحيتها وتلاوة “السلام عليك يا مريم” كلما مرّ بالقرب من احدى صورها. وارتضى الرجل تنفيذ طلبها .
ذات ليلة، خرج عازماً على ارتكاب الخطيئة ، لكنه شاهد من بعيد نوراً فدنا منه، فإذا به مصباح مضاء امام تمثال السيدة العذراء حاملة ابنها يسوع على ذراعيها.
وعملاً بما ألفه تلا السلام عليك يا مريم. واذ بمشهد عجيب يتجلّى له.
فقد ظهر له الطفل الالهي، وقد انتشرت على جسمه جروح حديثة العهد، تنسال منها قطرات دم.
فانتابه الذعر مقرون بالرأفة، اذ تأكد ان خطاياه هي التي اثخنت اعضاء الفادي بالجراح، فأجهش بالبكاء.
وشاهد ان يسوع كان يدير له ظهره.
حينئذ وقد غمره الحزي، التفت الى العذراء القديسة وقال لها:
“يا ام الرأفة، ان ابنك ينبذني، ولست اجد محامية اوفر منك عطفاً ومقدرة. فأنت امه. فيا مليكتي، اغيثيني وصلي من اجلي”.
واجابته ام المخلص من خلال تمثالها:
“انتم يا معشر الخطأة تدعونني أم الرحمة، وتمضون قُدماً في تجديد الام ابني والآمي باستمرار”.
ومع ذلك وبما ان مريم لا تردّ ابداً بلا عزاء من ينطرحون عند قدميها، التفتت صوب ابنها الالهي ورجته ان يصفح عن ذلك المسكين.
وظل يسوع يرفض العفو عنه.
حينئذ وضعت العذراء ابنها على الارض وجثت أمامه قائلة:
“يا بني، لن انهض، بل سأبقى عند قدميك، ما لم تصفح عن هذا الخاطئ”.
فاجاب يسوع:
“امّاه، لا يسعني ان ارفض لك طلباً. تريدين ان اصفح عنه، وانا اغفر له خطاياه حبّاً بكِ. فدعيه يأتي ويُقبّل جروحي”.
وتقدّم الخاطئ منتحباً. وفيما كان يقبّل جراح الطفل الإلهي، كانت هذه الجراح تلتئم في الحال.
واخيراً قبّله يسوع، دليلاً على مصالحته.
منذ تلك اللحظة، غيّر الرجل سيرته، التي امست مثالية، وبرهن في كل حين عن تكريم حار للعذراء الطوباوية، التي نالت له تلك النعمة الكبرى.
هلمّوا نرفع أسمى آيات الحمد لله الآب القدير، الذي شاء أن تُهنّئ جميع الأجيال والدة ابنه الوحيد: ربّنا، لتشفع لنا الممتلئة النعمة
يا صانع الآيات، يا من جعل البتول الطاهرة شريكة للمسيح جسمًا ونفسًا، وجّه قلوب أبنائك إلى ذلك المجد.
يا من أقام مريم أمًّا لنا، هب بشفاعتها، الشفاء للمرضى، والعزاء للمكروبين، والغفران للخطأة، والسلام للناس أجمعين. آمين
تتضمّن أسرار المسبحة الوردية إنجيلًا بسيطًا، فحاول أن تجعل كل فرد في بيتك يقتني نسخة عن الكتاب المقدّس والمسبحة الوردية.