عذراء غوادالوبي ليست اللوحة الوحيدة التي رسمتها أيادي سماوية! تعرّفوا على سيدة لاس لاخاس العجائبية
صورة مريم العذراء والطفل يسوع العجائبية في لاس لاخاس الإكوادور
توجد الصورة على صخرة كبيرة في كنيسة لاس لاخاس التي عند الحدود بين كولومبيا والإكوادور.
إحدى الحقائق المدهشة هي أن الصورة لم تُرسم على الإطلاق، بل ألوانها هي الألوان الفعلية للصخرة نفسها!
بازيليك أباريسيدا هو ثاني موقع الأكثر زيارة في العالم الكاثوليكي، بعد كنيسة القديس بطرس في روما، يؤمّها سنوياً ما يقدر بخمسة ملايين من الحجّاج القادمين سنويا لرؤية تمثال أسود لمريم العذراء أخرجه صيادون من النهر في بداية القرن الثامن عشر.
على بعد 4000 ميلاً تقريباً من أباريسيدا، في الشمال الغربي منها، على الحدود بين كولومبيا والإكوادور، يوجد مزار مريمي آخر ويعتبر أحد أكثر المعابد أهمية في أمريكا الجنوبية، على الرغم من أنه كان مخفياً في وادي منحدر فوق نهر Guaitara. مزار سيدة لاس لاخاس هو البناء الرابع الذي بُني على الموقع منذ تم اكتشاف صورة عجائبية للسيدة العذراء والطفل يسوع في كهف في العام 1754 من قبل امرأة هندية تحمل ابنتها. وكانت الابنة صماء وبكماء.
تعتبر كنيسة لاس لاخاس ذات الطراز القوطي إحدى عجائب الهندسة المعمارية في العالم، وكذلك الممرّات الموصلة إليها. وبحسب شهادات الكثيرين لاس لاخاس غنية بمعجزات الشفاء
ومع ذلك، فإن المعجزة العظمى، هي صورة سيدتنا العذراء الطوباوية تحمل طفلها الإلهي، ويقف على جانبيها القديسان فرنسيس دومينيك، الذي يبدو أنهم رُسموا على الصخور. ولكن علماء من ألمانيا، أخذوا عيّنات من أجزاء مختلفة من “اللوحة”، اكتشفوا أن الألوان السطحية الغنية ليست طلاء، ولكن هي الألوان الفعلية والطبيعية للصخور، والتي يبلغ عمقها عشرات السنتيمترات. في الواقع، لم يستطع أحد على الإطلاق تفسير الرسم العجائبي المذهل.
ما هي القصة الحقيقية لصورة لاس لاخاس العجائبية
حسب التقليد، في أحد أيام عام 1754، كانت ماريا مويز دي كينونس، وهي امرأة هندية من قرية بوتوسي، في كولومبيا، تسير على بعد ستة أميال بين قريتها، باتّجاه القرية المجاورة إبياليس. وكانت تحمل ابنتها روزا الصمّاء والبكماء، البالغة من العمر ثماني سنوات. عندما وصلت الى مكان يدعى لاس لاخاس، توقّفت لتستريح. نزلت ابنتها عن ظهرها وركضت الى كهف لتلعب. بعد لحظة خرجت مسرعة وقالت لأمها: ماما، هناك سيدة في الداخل تحمل طفل على ذراعيها”.
اندهشت ماريا. كانت هذه أول مرة تسمع فيها ابنتها تتحدث. أمسكت بها وسارعت إلى إبياليس.
لم يصدّق أصدقاء ماريا وجيرانها أن روزا شفيت بعد رؤيتها السيدة العذراء والطفل يسوع. بعد بضعة أيام اختفت روزا. بعد أن بحثت عنها امّها المضطربة خوفاً في كل مكان، أدركت أن ابنتها لا بد أن ذهبت إلى الكهف. لأنها كانت تقول في كثير من الأحيان أن السيدة كانت تدعوها. ركضت ماريا إلى لاس لاخاس فعثرت على ابنتها راكعة أمام سيدة رائعة الجمال وتلعب بمودة مع الطفل الذي نزل عن ذراعي أمّه وسمح للفتاة بالتمتع بحنانه الإلهي. سقطت ماريا على ركبتيها أمام هذا المشهد الجميل.
“خوفا من السخرية، أبقت ماريا الحدث سرّاً. لكنها داومت على الذهاب هي وروزا إلى الكهف لوضع الزهور البرية والشموع في شقوق الصخور. مرت الأشهر، وماريا وروزا محتفظتان بسرّهما. حتى سقطت الفتاة في أحد الأيام وأصيبت بشكل خطير وماتت. فقررت ماريا المفجوعة أن تأخذ جثة ابنتها إلى لاس لاخاس لتطلب من السيدة العذراء أن تعيد روزا إلى الحياة.
في الكهف بكت ماريا واستعطفت العذراء بإلحاح أن تحصل لها من ابنها الإلهي على معجزة إحياء ابنتها الميتة. وهذا فعلاً ما حصل. فعادت ماريا وهي تفيض فرحاً، وابنتها تسير معها ممسكة بيدها. لم يستغرق الأمر وقتًا طويلاً حتى تجمع أهل القرية وكم كانت دهشتهم عظيمة عندما رأوا روزا حيّة. في وقت مبكر من صباح اليوم التالي صعد الجميع إلى لاس لاخاس، ليتحققوا بأنفسهم من الأمر.
عندها اكتشفوا الصورة الرائعة للسيدة العذراء على جدار الكهف. وكانت تلك المرة الأولى التي شاهدتها ماريا ميوز دي كوينسون لأنها لم تكن موجودة قبل ذلك الحين.
“الطفل يسوع على ذراعي السيدة العذراء. على أحد الجوانب يقف القديس فرنسيس، وفي الناحية الأخرى القديس دومينيك. سماتها الرقيقة والملكية تشبه سمات السكان المحلّيين. يغطيها شعرها الأسود الكثيف مثل عباءة (التاج ثنائي الأبعاد المعدني أضافه المتعبّدون في وقت لاحق). تتألق عيناها بفرح طاهر ومرحّب. تبدو كإبنة 14 سنة. بالنسبة للهنود فليس لديهم أي شك: هذه هي ملكتهم.
لكن من رسم هذه الصورة الرائعة؟
لم يتم التعرف على الفنان! لكن الاختبارات التي أجرِيَت عندما تم بناء الكنيسة تظهر مدى روعة هذه الصورة العجائبية.
علماء الجيولوجيا من ألمانيا استخرجوا عيّنات من عدة مواقع في الصورة. ونتائج الدراسة والاختبارات تؤكّد: لا يوجد طلاء ولا صبغة ولا أي لون صناعي أخر على سطح الصخرة. الألوان هي نفسها ألوان الصخرة، والأمر الذي لا يصدّق هو أن الصخرة ملوّنة تمامًا لعمق عدة أقدام!”
في عام 1951 اعترفت الكنيسة الكاثوليكية بسيدة لاس لاخاس وأعلنت المزار بازيليك صغير في عام 1954.