رسالة العذراء غير العادية والخطيرة التي تدعونا فيها “أولادي المساكين”! ماذا تقصد بهذا القول؟
رسالة العذراء غير العادية في 2 نيسان 2009
قالت ميريانا بعد انتهاء ظهور سيّدتنا مريم العذراء في 2 نيسان 2009 أنها كانت حزينة جدًّا طوال زمن الظهور. كان الظهور أقصر من العادة. أعطت السيدة العذراء رسالتها وذهبت. كان من الواضح أنها تتألّم.
رسالة السيدة العذراء في 2 أيار 2009
أولادي الأحبّة، منذ زمن طويل وأنا أعطيكم قلبي الأمومي وأقدّم لكم ابني. أنتم ترفضونني. إنكم تسمحون للخطيئة أن تنتصر عليكم أكثر فأكثر. إنكم تسمحون لها أن تسيطر عليكم وتسلب قدرتكم على التمييز.
أولادي المساكين، أنظروا حولكم وأبصروا علامات الزمن. هل تعتقدون أنكم تستطيعون الاستغناء عن نعمة الله؟ لا تسمحوا للظلمة أن تغلّفكم. من أعماق قلبكم أصرخوا إلى ابني. إنّ اسمه يبدّد حتى أعظم الظلمات. أنا سأكون معكم. فقط أدعوني: ها نحن هنا أمّاه، قودينا”. أشكركم؛
مرة أخرى تدعونا أمّنا العذراء أن نتوجّه إلى ابنها الإلهي. أن نصرخ إليه حينما يكتنفنا الظلام: فاسمه يبدّد حتى أعظم الظلمات.
كبرياءنا وسلوكنا المتغطرس سرق قدرتنا على التمييز. أصبحنا لا نعرف الحقّ من الباطل، أو ربما نعرف الحقيقة لكن تعلّقنا بشهواتنا ورغباتنا الأنانية تمنعنا من الاعتراف بحاجتنا إلى نعمة الله في حياتنا.
أحيانًا تكون الظلمة في غاية السواد. متاعبنا كثيرة وثقيلة. المحن الكثيرة ومآسي المعيشة تستنزف طاقاتنا، فنبحث عن الراحة وبعض السلام. لكننا، كما تحذّرنا الأمّ السماوية، نبحث في الأماكن الخاطئة. الشيطان يستدرجنا لنقع في الخطيئة، وفي كثير من الأحيان لا نجد القدرة على المقاومة.
ما أصعب شكواها، هذه الأمّ الحنونة، “أنتم ترفضونني”. وبالرغم من ذلك، لا تكلّ ولا تتعب من أن تعرض علينا مساعدتها. بل تشجّعنا وتعطينا علامات طريق لتوصلنا إلى ابنها، الرب يسوع. بالرغم من حزنها وألمها لمشاهدة أولادها يضلّون سواء السبيل.
تسألنا مريم القديسة: هل تعتقدون أنكم تستطيعون الاستغناء عن نعمة الله؟
أي حياة قد نجد بعيدًا عن نعمة الله؟ لا حياة للروح اذا انفصلت عن نعمة وحبّ الله.
لا توجد أحداث صغيرة أو تافهة في حياتنا الروحية. حتى الأيام المظلمة لا بدّ أنها تعني شيئًا. قد تكون دعوة من الله أن نتوقّف للحظة ونرتاح فيه. أي عزاء قد نجد في الإنسان؟ وإن وجدنا بعض التعزية فهي لا شيء مقارنة مع ما يرغب الله أن يمنحنا. هو ينتظر. لا يريد إجبارنا على المجيء إليه، ولكن ينتظر ارتماءنا في حضنه الأبوي بحرية تامة.
ربما نفضّل أن نختبئ في الظلمة لأنّ الله يدعونا إلى مشروع جديد ونحن خائفون. لأنه أن نتوجّه إليه، يعني أن نتنازل عن إرادتنا، عن تعلّقنا بالملذّات الدنيوية التي اعتدنا عليها.
أولّ خطوة علينا القيام بها هي تجديد روح الصلاة فينا. فعندما نضع الصلاة جانبًا لكي نتّكل على أنفسنا في حلّ مصاعبنا، فإننا ننسى جمال الله، ننسى السلام والتعزية التي يُغدقها علينا أبونا السماوي عندما نصلّي.
هوذا الحل البسيط الذي تكشفه لنا مريم العذراء: من أعماق قلبكم أصرخوا إلى ابني. إنّ اسمه يبدّد حتى أعظم الظلمات.
إنه السلاح الذي يُبعد عنا الإغراءات الشيطانية، وترس المقاومة الذي يحمينا. إنه اسم يسوع العجيب!
وأخيرًا مريم تطمئننا بأنها لن تتخلى عنا. وهي مستعدة في كل حين أن تمدّ لنا يد المساعدة. لو كان بإمكانها هذه الأمّ الكثيرة العذوبة والحنان، أن تحملنا على ذراعيها وتُخفينا عن العدو الشرير ومكائده لما تأخرّت. ولكنها تفعل ذلك! معطف حمايتها يسع لكل أولادها المساكين. ماذا تقدر أن تفعل إذا كان الكثير من أولادها يهربون منها ويلقون أنفسهم بإرادة حرة بين براثن الشر والخطيئة. لذلك تأتي شكواها من صميم قلبها الحزين: أنتم ترفضونني.
تدعونا أولادي المساكين لأننا نرفضها ونرفض معونتها وإرشادها.
نحن فعلًا مساكين إن لم نسمع لها ونتبع مشورتها متّكلين عليها لتقودنا إلى ابنها ربنا يسوع المسيح. هناك دعوة ملحّة في كلماتها أولادي المساكين، التفتوا حولكم وانظروا إلى علامات الزمن.
هي تقصد أننا سائرون في ضلالنا من دون الاهتمام بأحداث وأمور وعلامات يجب أن تنبّهنا على أن الوقت قد قارب على الانتهاء! وإن لم نرتدّ وننبذ الخطيئة الآن قبل غداً، فربما يكون قد فات الأوان.