عيد تكليل مريم العذراء سلطانةً على السموات والأرض
-وضع هذا العيد البابا المُكرّم بيوس 12، عام 1954 “السنة المريميّة”.
إنّ العذراء الطاهرة، بعد أن عَصمها الله مِن كلّ صلةٍ بالخطيئة الأصليّة، وطَوَت شَوْط حياتها الأرضيّة، نُقِلت جسدًا وروحًا الى السماء، وأعلنها الرّب سلطانة الكون لتكون بذلكَ أكثر ما يكون الشّبه بابنها، ربّ الأرباب، وقاهر الخطيئة والموت. فانتقال العذراء اشتراكٌ فريدٌ في قيامة ابنها، واستباق لقيامة المسيحيّين الآخرين.
(تعاليم الكنيسة الكاثوليكيّة، الإعتراف بالإيمان، فقرة 6: مريم أمّ المسيح – أمّ الكنيسة، #966)
تعاليم البابا بيوس 12
الهدف مِن هذا العيد هو أن يُدرك الجميع بطريقةٍ أوضحَ ويكرّموا بإيمانٍ أكبر رحمةَ وأمومةَ سيادةِ العذراء مريم التي حَمَلت الله في أحشائها.
إنّ مريم التي تُدير قلبها الأمومي نحونا والتي تهتمّ لأمر خلاصنا، تعتني بالجنس البشري بأسرِه. لقد جعلها الرّب ملِكة السماء والأرض، مُمَجَّدةً فوق أجواق الملائكة وصفوف القديسين في السماء، جالسةً عن يمين يد ابنها الوحيد، ربّنا يسوع المسيح، تلتمسُ بقوةٍ أعظم وتحصل على ما تطلب، مِن خلال صلواتها الأموميّة.
-هو، ابن الله، يعكُس على أمّه السّماويّة، المَجد والجلال وسُلطان ملوكيّته، فإنّه لم يُشارِك أحدٌ سلطانَ الشهداء يسوع، في عمل الخلاص كما شاركته “أمّه ومُساعِدَته؛ مريم. فإنّها تبقى أبدًا مُرتبطةً بِه، بقوّةٍ فريدةٍ لامتناهية، لتوزيع النّعم المُتدفّقة مِن الفداء.
إنّ يسوع هو المَلك طَوال الأبديّة، بالطبيعة وبحقّ المُلكيّة: فبِه ومعه وبالتبعيّة له، مريم هي ملكة بالنّعمة، وبإرتباطها الإلهي (أمومتها)، وبحقّ المُلكيّة، وباختيارٍ فريد مِن الله الآب.
فلنُكرّم إذًا سلطانة الملائكة والبشر، غير مُعتقدين البتّة بأنّ أحدً منّا مُعفًى عن تأدية الإشادة بنفس مريم الأمينة والمُحبّة، صارِخين الى تلك الملِكة الحقّة، الملِكة التي تستحضرُ لنا بركة السلام؛ بأن تُرينا بعد هذا المنفى، يسوع، سلامنا وفرحنا الآتي والدائم.
(تعاليم البابا بيوس 12)
لنصلّي:
يا مريم الملكة الطاهرة، سلطانة الكَون المُمجّدة، أيّتها العذراء القادِرة والأم الرّحومة لإله الرّحمة وملجأ الخطأة، إننّا نكرّس ذواتنا اليوم لقلبكِ الملوكيّ الطاهر. إنّه مِن خلالك جاءَ ملكنا يسوع المسيح الى العالم لِِيخلّصه. ومِن خلالكِ سيملكُ أيضًا على هذا العالم. فإنّنا لكي نُحصِّل خيرًا عظيمًا لنا كما لكلّ الجنس البشريّ، نَرتمي على قدميكِ لنكرّس ذواتنا وحياتنا وكلّ ما نحن عليه ومن نحبّ لقلبكِ المتألّم البريء مِن الدنس. فاحفظينا، وأنيرينا، وقودينا، وأملكي علينا..
إنّ ابنكِ يسوع سلّمكِ كنز نعمه، وبواسطتكِ يرغب بأن يَهبنا الغفران والرحمة. ففي ساعات القلق هذه، يلتجئُ إليكِ بنوكِ كملجأهم وأملهم الأكيد. إنّنا ندركُ ملوكيّتكِ ونؤمن بها ! ونتشوّق بحرارة إيمانٍ عظيمٍ انتصاركِ المجيد. نحن بحاجةٍ الى قلبكِ الأموميّ؛ الفجر المُشرِق الذي يُبدِّد ظلماتنا ويرشدنا الى طريق الحياة.
أيا أيهّا الثالوث الكليّ القداسة والمحبوب، يا مَن كلّلت مريم العذراء بالمجدِ سلطانةً على السماء والأرض، العذراء أمّ المخلّص، هب لجميع أبنائها على الأرض نورَ الإدراك أنّها مَلكتهم وأنّها تسودُ عليهم، فتعترف بها كلّ القلوب، والأمم، والمساكن، أمًا ومليكةً. آمين.
يا مريم أيتها الملكة الطاهرة، أملكي وانتصري (3 مرّات)