في الولايات المتّحدة يسعون إلى تدمير تماثيل يسوع ومريم وتحطيم لوحات النوافذ الزجاجية في الكنائس
نشطاء حركة BLM – الحياة السوداء مهمة (Black Lives Matter) يشجّعون على تدمير تماثيل يسوع ومريم والقدّيسين في كل أنحاء البلاد.
خلال الأسابيع القليلة الماضية دمّر ناشطون من حركة (حياة السود مهمة) عدّة تماثيل في جميع أنحاء الولايات المتحدة ردًّا على مقتل جورج فلويد من قبل عناصر الشرطة. قام الناشطون أيضًا بتحطيم تمثالَين للقدّيس جونيبيرو سييرا في كاليفورنيا.
في الولايات المتحدة .
أحد هولاء الناشطين اسمه شون كينغ دعا إلى تدمير تماثيل يسوع ومريم العذراء والقدّيسين البيض جميعها، لأنها بحسب رأيه، تمثّل تفوّق العرق الأبيض. ولم يكتفي بذلك بل دعا أيضًا إلى تحطيم كل النوافذ الزجاجية في الكنائس التي تُظهر يسوع بلون البشرة البيضاء.
من الضروري أن تقول هنا: شون كينغ ليس شخصًا يساريًا يغرّد عشوائيًا على تويتر ويحاول جذب الانتباه، فعدد متابعيه يبلغ 1.1 مليون. إنه قائد فكري رئيسي في حركة الحياة السوداء مهمة، وكاتب عمود يتابعه ملايين القرّاء. بعبارة أخرى، صوت مؤثر.
هذا ما نشره شون كينغ:
“نعم. أعتقد أنّ تماثيل الأوروبيين البيض يجب أن يُزالوا. إنهم شكل من أشكال تفوّق وسيادة العرق الأبيض (ذو البشرة البيضاء) هكذا كان دائمًا. حطّموهم!
يجب أيضًا تحطيم جميع الجداريات والنوافذ ذات الزجاج الملون ليسوع الأبيض، وأمه الأوروبية، وأصدقائهم البيض. إنها سيادة وتسلّط العرق الأبيض. تم إنشاؤها كأدوات للقمع. دعاية عنصرية. يجب أن يُزالوا جميعًا”.
لم يتأخر المتظاهرون في الاستجابة، وبالفعل تم تحطيم العديد من التماثيل في عدة ولايات.
كاهن كاثوليكي يردّ على هذه التحريضات
الأب بيل بيكمان راعي كنيسة القدّسَين بطرس وبولس في بونفيل مونتانا أجاب ردًّا على تصاعد العنف ودعوة النشطاء لتحطيم التماثيل:
«إنّ الله لا يهتم بشأن الإنقسامات التي نحبّ نحن البشر أن نتبنّاها. أنا متأكّد من أنّ الله الذي خلقنا بألوان بشرة مختلفة، لا يعطي أبدًا أي قيمة أخلاقية أو مستوى الذكاء لألوان البشرة.
في ظهوراتها المختلفة، اختارت العذراء أن تظهر بمظهر أبناء المنطقة الأصليين. على سبيل المثال سيّدة أكيتا في اليابان، سيّدة غوادالوبي في المكسيك وسة كيبيهو في رواندا هناك ظهرت كإمرأة سوداء.
رد آجر جاء من الكاهن المقسّم المونسنيور ستيفان روسي:
«أمريكا تحتاج إلى الخلاص!
هناك علامات في بلادنا تدلّ على عقلية شيطانية تجتاح مجتمعاتنا. من أولى علامات الانتشار الشيطاني هو الخلاف. غالبًا ما تصاحب نوبات الغضب والغيظ والعنف النشاط الشيطاني؛ إحدى العلامات على ذلك في بلدنا هي ازدياد مطردة في الإرهاب.
أخيرًا، يرى الشيطان وأتباعه أنفسهم كضحايا وهذه العقلية تنتشر بشكل متزايد في الولايات المتحدة.”
ومع ذلك، أعتقد أن بلادنا أصبحت مُستضعفة من الشيطان بشكل متزايد (ليست ممسوسة بالكامل!).”
إذا كانت بلادنا مُستضعفة من الشيطان، فما الذي يجب فعله؟ كما هو الحال مع أي شخص مستضعف أو به مسّ شيطاني، نبدأ بإغلاق أبواب الشيطان. توقفوا عن ارتكاب الخطايا. توقّفوا عن ممارسة السحر. ابدأوا بممارسة الإيمان “.
أحبوا الله والناس … بالكامل. لا تدينوا لا أحد – يساري أو يميني، جمهوري أو ديمقراطي، أسود أو أبيض.
صلّوا باستمرار. أدعوا العذراء القدّيسة. صلّوا كي تمتلئ صلواتنا وتضحياتنا الصغيرة بالروح وتشترك في عمل المسيح الخلاصي».
ورد المونسنيور روسي أيضًا على المظاهرات العنيفة.
«من المهم التمييز بين الحق في الاحتجاج السلمي والعنف. من المهم أيضا التمييز بين الحركة الهامة لإنهاء العنصرية وأعمال العنف التي لا معنى لها.
التماثيل التاريخية عادة ما تكون ملكية حكومية أو منظمات أخرى. لا أحد لديه الحق في تحطيمها دون اتباع الإجراءات القانونية الصحيحة.
في حين يمكننا فهم غضب الناس من مقتل جورج فلويد، لا يمكننا التغاضي عن عنف العصابات؛ فعل عنف واحد لا يبرر عنف آخر.
ألم يقل مارتن لوثر كينغ “لا يمكن للكراهية أن تطرد الكراهية، فقط الحب يمكنه أن يفعل ذلك”.
إذا أراد الناس تغيير العالم نحو الأفضل ، فيجب عليهم أن يحبوا ، لا أن يكرهوا.”
الكراهية والعنف الذي نعيشه لا يمكن أن يحقّق نهاية جيدة. قال مارتن لوثر كينغ: “الكراهية تولِّد الكراهية، العنف يولّد العنف».