“بئر مريم العذراء سيّدة الرعاة” البئر العجائبي في بيت ساحور
“بئر مريم العذراء سيّدة الرعاة” في “بيت ساحور” والشهير باسم “بئر السيّدة”، وهو بئر مقدس وعجائبي:
حقائق تاريخية
يقول التقليد المحلّي أن السيدة العذراء والقديس يوسف عندما كانا صاعدين من وادي الرعاة إلى بيت لحم جلسا يرتاحا من التعب عند بئر. وكانا يشعران بالعطش، فصعدت مياه البئر الى أعلى وفاضت حتى شربا وارتويا. ذُكِر هذا التقليد في كتابات الرحّالة الأوروبيين في القرون الماضية ومنهم الراهب الدومينيكاني ريكالدو الذي زار البلدة عام 1294.
تقع مدينة بيت ساحور على ربوة تتدرج في الارتفاع من حقل الرعاة متجهة غرباً نحو مرتفعات بيت لحم، وأقيمت بيوتها الأولى على تلة مرتفعة تطل على كنيسة المهد في بيت لحم، وانتشرت حتى وصلت الى المكان الذى يقع فيه بئر السيدة العذراء والسوق القديم. يقع “بئر مريم العذراء سيّدة الرعاة” في وسط مدينة بيت ساحور في المنطقة المعروفة اليوم باسم “سوق الشعب”. البئر كنعاني الأصل لكن هناك مقولة تتحدث بأن الذي بنى البئر هو يعقوب ابن إسحق الذي عبر بيت ساحور أثناء سفره إلى الخليل بعد موت راحيل زوجته.
البئر كبير الحجم مستطيل الشكل يبلغ طوله 27 متر وعرضه 4 أمتار وارتفاعه 9 أمتار. وهو على شكل كهف لا احد يعلم من أين تأتيه المياه التي تتوقف عند حد معين دون أن تزيد أو تنقص. البئر محفور في الصخر ويتسع لحوالي 972 متراً مكعباً من الماء الذي كان يصل إليه من شوارع وسوق المدينة. يشرف على بئر السيدة العذراء لجنة مكونة من خمسة أشخاص يمثلون جميع الطوائف المسيحية في المدينة، إضافة الى ممثل عن بلدية بيت ساحور.
السائح بريموند ذكر هو أيضاً “بئر مريم العذراء سيّدة الرعاة” وكان قد زار زار المدينة عام 1966 وقال إنه كان يُستعمل لسقاية الجيوش العثمانية وذكر انه كان بالبئر معمودية حجرية تعود للقرون الوسطى.
ظهورات العذراء والأعاجيب
اكتسب البئر أهمية خاصة جرّاء الأعاجيب التي صاحبته مع مرور الزمن و”ظهورات العذراء” وشفائها للعديد من المرضى في المنطقة .
إحدى أشهر الأعاجيب والتي أدّت الى بناء الكنيسة عند البئر هو شفاء راهبة قبرصية تجيد رسم إيقونات والدة الإله والقديسين، فبعد ان مرضت الراهبة (تظهر بالصورة في أسفل المقالة) بمرض مزمن قال لها طبيبها انها ستموت بعد أشهر قليلة، فظهرت لها مريم العذراء المباركة وطلبت منها ان تشرب الدواء مع ماء هذا البئر فأرسل لها الكاهن اندريا بنورة زجاجة ماء من البئر وخلال بضعة أيام من استعمالها للماء شفيت من مرضها. وعند زيارتها لطبيبها بعد مدة من الوقت تفاجأ الطبيب إذ كان يعتقد أنها لم تعد على قيد الحياة!! فعادت الراهبة برفقة والدها تحمل العرفان والتقدير للسيدة العذراء فتبرعت عائلتها ببناء كنيسة في المكان. وعندما زارت “بئر مريم العذراء سيّدة الرعاة” عام 1960 برفقة والديها واختها شاركوا بتدشين كنيسة بئر السيدة العذراء العجائبي .
أعجوبة اخرى وهي ان امرأة مسلمة من بيت ساحور تسكن بجانب البئر، كانت تلد أولاد معاقين ويموتون بعد فترة قصيرة من ولادتهم، ومن شدة صراخها ونواحها وحزنها ظهرت لها السيدة مريم العذراء الطاهرة المباركة وطلبت من السيدة ان تنظف وترتب محيط البئر، ففعلت المرأة ما طلبت منها مريم العذراء. بعدها انجبت العديد من الأولاد الاصحاء وعمّدتهم كعربون شكر للعذراء. وما زالوا أولادها يزورون هذا البئر باستمرار وينيروا الشموع للسيدة العذراء المباركة الكلية القداسة .
ويشهد الجيران الذين يسكنون بجانب البئر انهم شاهدوا في ساعات ما قبل الصباح راهبات يدخلن “كنيسة بئر السيدة مريم” ورأوا بعد دخولهن نور غريب يخرج من الكنيسة والبئر. وايضا صوت صلوات.وعندما دخل الجيران الكنيسة ليتفحّصوا الأمر وجدوها مغلقة تماماً وفارغة من كل بشر.
وتوالى “ظهور العذراء” في منطقة البئر، فتارة تظهر كامرأة موشحة بالبياض تهبط في البئر وتارة مع الأطفال الصغار يصلون ويسبحون ثم يهبطون في البئر وتارة تنبعث من البئر رائحة بخور وصوت ترانيم وصلوات.
وعرفاناً وتقديراً لسيدة الرعاة قام أهالي مدينة بيت ساحور بترميم كنيسة البئر مرة أخرى بشكل يجعلها تتسع لعدد اكبر من المصلين، ولكي تليق باسم سيدة الرعاة حيث تقام فيها القداديس كل يوم جمعة على مدار السنة، وتتوج الصلوات يوم 28 آب من كل عام حيث يقام قداس احتفالي ومسيرة في المدينة تدعى مسيرة العذراء.
منقول بتصرّف عن موقع الأراضي المقدسة
