أخبارالكنيسة المقدسة

امرأة تشتم كاهن على الفيسبوك لأن تعليمه لم ينل إعجابها وليس من يعترض!

امرأة تشتم كاهن على الفيسبوك لأن تعليمه لم ينل إعجابها

“مهرطق وثعلب… جهنّم ناطرتك… يا بلا شرف… تفي عشرفك وعاللي متلك”… كيف لا ننصدم من صدور مثل هذه العبارات بحقّ شخص ما؟ فكيف عندما يكون هذا الشخص كاهن؟

أين يقع الخط الأحمر في الحديث إلى كاهن مكرّس، مختار الربّ؟ الإنسان الذي بواسطته ننال الأسرار وننمو في الإيمان.
لا شك أن الكثيرين واجهوا اختلاف في الرأي مع كهنة، وللأسف ينحدر أحيانًا النقاش إلى مستوى بغيض مرفوض مسيحيًّا. الكنيسة تسمح لنا بالاستفسار والمجادلة وحتى رفض تعاليم كاهن إن كانت تتعارض مع تعاليم الكنيسة المقدّسة والكتاب المقدّس. لكنها ترفض من يحتقر الكهنوت والكهنة.

هل تُعطي “غيرة” هذه المرأة على تعاليم وعقائد الكنيسة الحقّ بأن تشتم وتبصق على كاهن الربّ؟
الموضوع الذي اختلفت عليه مع الكاهن (مريم شريكة في الفداء) لم تعلنه الكنيسة كعقيدة بعد، وتختلف حوله الآراء.

في الحقيقة، في موقعنا هذا قمنا بنشر عدة مقالات عن ظهورات أمستردام منذ عدة سنوات، معتمدين على موافقة الأسقف والعديد من الكاردينالات ورؤساء الأساقفة المؤيّدين للظهورات. فمن حق كل مسيحي أن يدرس ويبحث عن الحقيقة لكن ليس من حقّ المسيحي مهما كانت أسباب الخلاف، أن يتطاول ويشتم الكاهن.
والواقع أنه لم يصدر عن الكاهن أي تعليم خاطئ عن أي من العقائد المريمية الأربعة التي أعلنتها الكنيسة على مرّ العصور. هو يوضح رأي الكنيسة. إن كان مخطئًا فللرب وحده الحقّ في إدانته وإن كان مُحقًاً فلكلّ منا عقل يفكّر وحريّة تقرّر.

لكن الموضوع الذي تناوله الكاهن ليس السبب في كتابة هذا المقال بل أسلوب التعامل مع الكهنة واحتقارهم وشتمهم وإدانتهم. الأمر الذي نراه يتفاقم يومًا بعد يوم!!
قال القدّيس فرنسيس الأسيزّي: ” إذا رأيت كاهنًا وملاكًا، أركع أمام الكاهن وأقبّل يده ثمّ أحيّي الملاك، لأنّ الملاك لا يستطيع أن يحوّل الخبز والخمر إلى جسد ودم المسيح كما يفعل الكاهن”.

شريعة الله هي المحبّة. إن كانت أقوالي أو أعمالي تخلو من المحبّة فلا قيمة لها أمام عرش الله مهما فعلت من أعمال ومهما ساهمت في نشر مقالات تبشيرية!
قالت القديسة المادري تريزا: عندما يحاسبنا الله، لن يسأل كم عدد الأشياء الجيدة التي قمت بها في حياتك؟ بل سيطلب ما مقدار الحب الذي وضعته في ما فعلته؟” أين الحبّ في مثل هذه العبارات؟ 

سيقول الرب يسوع في اليوم الأخير: “كلما صنعتم شيئًا لواحد من إخوتي هؤلاء الصغار، فلي قد صنعتموه”. فكيف إن كان أحد هؤلاء الصغار مكرّس للمسيح؟!
عندما نشتم وندين الكاهن نرتكب إحدى أعظم الخطايا: الكبرياء. نعم، فذلك كبرياء عندما نضع انفسنا قضاة على من تلامس يداه جسد الرب. بل بكلمة منه يُنزل المسيح من سمائه ليهبنا ذاته.
رب المجد ذاته رفض ان يدين المرأة الزانية وأبكم الرجال بكلمته الشهيرة :
“من كان منكم بلا خطية فليرمها أولًا بحجر”…

السيّدة مريم العذراء في رسائلها إلى ميريانا في مديوغوريه، كرّرت عشرات المرّات: “لا تدينوا الكهنة… صلّوا من أجل من اختارهم ابني…”

قالت ميريانا: “أستطيع أن أعيد عليكم ما قالته العذراء المباركة عن واجبنا بعدم إدانة الكهنة.
لكنّني لا أستطيع أن أنقل إليكم تعابير وجهها عندما تقول ذلك!
فكأنّ وجهها يقول: “من أنتم لتدينوا من مسحهم ابني. هو وحده له الحقّ في الحكم.”
والكتاب المقدس يأمرنا: “رئيس شعبك لا تقل فيه سوءاً” (أعمال الرسل 5:23)
والأمر ينطبق أيضًا على من يدين البابا أو الأساقفة.

أثار هذا التعليق الحزن في قلبي، لكن ما أحزنني أكثر هو أنّ لا أحد عارض هذا الأسلوب والكلمات الجارحة!! أليس السكوت علامة الرضا؟ أفهم صمت الكاهن، لكني لا أفهم كل من قرأ التعليق! عارضوا! حاربوا ظاهرة إدانة الكهنة! إن كنتم تريدون المدافعة عن السيّدة العذراء، فأوجب بكم أولًا أن تعملوا بحسب تعليماتها وإلّا فليس لديكم الحقّ بأن تكونوا رُسُلها!

أخيرًا اخترت أن أخفي اسم المرأة واسم الكاهن احترامًا للمشاعر فليس غايتي التشهير بل التوعية.
أما اسمي فلن أخفيه هذه المرّة وراء الحروف .

إحذروا إخوتي من إدانة بعضكم بعض واحذروا أضعاف من إدانة مختاري ومُكرّسي الربّ، له كل المجد.

نصرة صايغ روحانا

اشترك بالنشرة البريدية للموقع

أدخل بريدك الإلكتروني للإشتراك في هذا الموقع لتستقبل أحدث المواضيع من خلال البريد الإلكتروني.

الوسوم

مقالات ذات صلة

‫4 تعليقات

  1. “من كان بلا خطيىٰةفليرجمه”يارب ارحمنا وسامحنا تعرف ضعفنا نحن جبلة يديك
    اقل شيء لنفتكر داىٰماً ان هو يقدس جسد ودم يسوع
    لننتبه اخوتي 🙏🏼 عوض التواصل لنفاتح خادم الرب بكل سوٰال بمحبة

  2. لما لم ترونا ما كتب الكاهن؟ امنا العذراء غالية جدا علينا ربما لو قرانا ما كتبة لغضبنا نحن ايضا.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق