أخبار ومعجزات مديوغوريه

المطهر موجود، والسيدة العذراء تتدخّل !

الإيمان بوجود الجحيم انخفض جذرياً بين المؤمنين، وفي زمننا هذا لم يعد الكثيرون يؤمنون حتى بوجود  المطهر والسماء. ويعتقد البعض أن سكّان الجحيم سوف يتحرّرون في نهاية المطاف اي أن العذاب ليس أبدي . وآخرون يعتقدون أنه في يوم من الأيام سوف يختفي الجحيم عن الوجود، بالتالي، ستنتهي يوماً عذابات ومعاناة من طُرِد الى الجحيم .

لا يزال البعض يعتقد حتى أن الجحيم لا وجود له أساساً. أغلب المسيحيين الغير كاثوليكيين لا يؤمنون بوجود المطهر ويرفضون تماما فكرة وجود مكان تنقية هائل ، منكرين بذلك أيات كثيرة في الكتاب المقدس التي تتعلق بوجود المطهر وفي أنّ لا شيء نجس يدخل في حضرة الله، بما في ذلك أولئك الذين مُنحوا الخلاص لكن ما زال عليهم أن يكفّروا عن خطايا  لم يتطهّروا منها في هذا الحياة .المطهر

في هذا الوقت بالذات، شاهدت السيدة العذراء الفراغ في قلب الإنسان وحاجتنا الى تغيير عقلياتنا. أعطت السيدة تجربة جوهرية لفيتسكا وياكوف الذي كان يبلغ حينها 11 عاما . نقلتهم فعلياً إلى ثلاثة أماكن لتُظهر لنا من خلالهم  أن، نعم، السماء موجودة، وهي مكان  لم تر مثله عين. إنها تفوق أي شيء يمكن للخيال أن يتصوّره . وكذلك، نعم، يوجد مطهر تحتمل فيه النفوس عذابات لا يمكن التعبير عنها.

إنها أشدّ وأفظع آلاف المرات مما يمكن لإنسان أن يختبره على الأرض . تخيل الرعب في الإختناق حتى الموت – لمدة دقيقة أو اثنين. والآن تخيّل هذا الشعور يمتد متواصلاً لعدة أشهر، وربما سنوات. فيتسكا استخدمت كلمة “اختناق” كأحد جوانب العذابات في المطهر، إنها لمعاناة مروعة ! هذه المعرفة عليها ان تعطينا دافع كبير للصلاة من أجل النفوس المعذبة في المطهر.

ان رؤية المطهر أعطت الرؤاة الشعور العميق بالمسؤولية والإلتزام في الصلاة من أجل النفوس المعذّبة في المطهر .السيدة العذراء أظهرت لهم كم تتعذّب هذه النفوس وكم تعتمد على صلاتنا من أجلها . فيما يلي وصف الرؤاة لما شاهدوه في المطهر:

فيتسكا

تأثرت فيتسكا حتى اعماق روحها عندما زارت المطهر . رؤية النفوس الكثيرة المتألمة والمتروكة ، التي لا يوجد من يصلّي من اجلها ، سبّب لها ألم شديد . فسألت السيدة العذراء بأن ترشدها الى كيفية مساعدة هذه النفوس . فأجابتها السيدة العذراء ان ما تسأله هو أمرٌ في غاية الجدّية . وأنها قبل الموافقة على طلبها عليها قبل كل شيء ان تذهب الى مرشدها الروحي الأب جانكو بابلو والتحدّث معه في الأمر . قال الأب بابلو لفيتسكا ان عليها الصلاة والصوم لمدة ثلاثة ايام من اجل ان تحصل على القوة والمثابرة في قبول المعاناة والتضحية التي قد تُطلب منها من اجل مساعدة النفوس المطهرية .فيتسكا

بعد الصلاة والصوم لمدة ثلاثة ايام ، أعطى الأب بابلو الإذن لفيتسكا في ان تضحّي من اجل النفوس المتألمة . تقريباً فوراً بعد ان تحدّثت الى السيدة العذراء حول الأمر، ابتليت فيتسكا بورم خبيث في الدماغ ، مسبّباً معاناة عظيمة وأوجاعاً كثيرة ، لدرجة انها كانت تفقد الوعي لمدة ساعات . لكنها احتملت كل ذلك بفرح كبير لمعرفتها انها بذلك تقدّم المساعدة للنفوس المتألمة في المطهر ، وبالأخص تلك المتروكة.

الوثائق والفحوصات الطبية المتعددة ، الأشعة السينية وباقي التحاليل التي أجريت لفيتسكا ، أظهرت أدلّة قاطعة على ورم خبيث في الدماغ . أجبِرت فيتسكا على الذهاب الى الأطباء الذين نصحوا اهلها في نقلها الى مستشفى زغرب لإجراء المزيد من الفحوصات ولرؤية ان كان هناك ما يمكن فعله . رفضت فيسكا الذهاب لكنها رضخت للأمر حين سأل ياكوف الصغير السيدة العذراء اذا كان يجب على فيتسكا الذهاب . أجابت العذراء انه من الضروري إرسال فيتسكا الى زغرب .

في مستشفى زغرب أحيلت فيتسكا الى المزيد من الفحوصات حيث نتجت عنها أدلّة دامغة لحالة طبية لا يمكن علاجها. هذا الورم في الدماغ من شأنه ان يقتلها ان حاول الأطباء إزالته . معاناتها كانت عظيمة جداً بحيث ان السيدة العذراء  كشفت لها عن التاريخ واليوم الذي سيتم فيه شفاءها من المرض الخبيث والمحنة التي احتملتها من أجل النفوس المطهرية قبل حصوله بستة أشهر.

كتبت فيتسكا التاريخ ووضعته في ظرفٍ مختوم وأرسلته الى الأسقف ونسخة أخرى مختومة الى الأب بابلو ، وطلبت أن لا يُفتح الظرف إلا حين تقول لهما. شُفيت فيتسكا كما تنبأت العذراء في التاريخ الذي حدّدته. تقرير بشأن مرض فيتسكا وشفائها العجائبي رُفع مع باقي التقارير الى الفاتيكان.

تقول فيتسكا:

“المطهر هو فضاء لانهائي لونه رمادي، مظلماً . استطعت ان اشعر بضيق النفوس ومعاناتها . قالت العذراء الطوباوية انه علينا ان نصلي من اجل النفوس المعتقلة في المطهر ، وأن صلاتنا وتضحياتنا بإمكانها تحريرها من هذا المكان المرعب…

هؤلاء النفوس لا حول لهم وهم يتألمون حقاً. نقدر ان نكون مثل يسوع قليلاً اذا قمنا ببعض التكفير الإرادي من اجل هذه النفوس ، خصوصاً تلك المُهملة التي تُركت من قِبل اقاربها على الأرض . انا أدرك معاناتهم . وأعلم بعض عذاباتهم . أعرف كم هم بحاجة ماسة الى صلواتنا . انهم وحيدون للغاية بحيث يؤلمني مجرد تذكّر تلك اللحظات التي قضيتها هناك.

انه فعلاً فرح عظيم ان نقوم بالتكفير عن هؤلاء المساكين، لأني أعلم كم ذلك يساعدهم . كثير من أفراد عائلاتنا الذين انتقلوا بحاجة ماسة الى صلواتنا . تقول السيدة العذراء انه علينا ان نصلي بشجاعة من أجلهم حتى نساعدهم في الوصول الى السماء. فهم عاجزون عن مساعدة انفسهم.

ميريانا

وصف ميريانا للمطهر:

هناك عدة مستويات في المطهر، كلّما صلّيت اكثر على الأرض، فستكون في مستوى أعلى. ادنى مستوى في المطهر هو الاقرب الى الجحيم، حيث المعاناة أشدّ. المستوى الأعلى هو الأقرب الى السماء وهناك الألم أقلّ . المستوى الذي تصله النفس يعتمد على حالة نقائها. في المستوات المنخفضة تقلّ قدرة الأنفس المطهرية على الصلاة وتكثر معاناتهم. اما في المستويات العليا فيكون سهلاً على النفوس ان تصلّي بل تتمتّع بالصلاة وتخفّ عذاباتها.

السيدة العذراء طلبت منا ان نصلّي من أجل هذه النفوس المتألمة لأنها لا تستطيع ان تصلّي من أجل نفسها . من خلال الصلاة، نستطيع نحن هنا على الأرض ان نفعل الكثير من أجلهم. تتحرّر الكثير من النفوس المطهرية في الأعياد المريمية لكن العدد الأكبر ينطلق الى سعادة السماء في عيد الميلاد. هذا ما قالته العذراء.

هناك أناس كثيرين في المطهر. كانوا يعانون كثيراً… كانوا أناس عادين، ومن جميع الأنواع. العذابات التي يشعرون بها هي أيضاً جسدية… كنت أستطيع ان أراهم يرتجفون يتخبّطون، ويتلوّون من شدة الألم…لم أسمعهم يتكلّمون ، فقط رأيتهم،  لقد شاهدت المكان لزمن قصير. السيدة العذراء كانت معي وقد شرحت لي انها تريدني أن أصلّي من أجل خلاص هذه النفوس. قالت ان هناك الكثير من الناس يجهلون وجود المطهر.

قالت الأم الطوباوية ، الكثير من الناس الذين يموتون يتم التخلّي عنهم تماما من قِبل ذويهم. انهم لا يستطيعون مساعدة أنفسهم في المطهر. فهم يعتمدون اعتمادا كليا على صلوات وتضحيات الأشخاص المحسنين على الأرض الذين يتذكّرونهم. الأم المباركة تأمل من أولادها مساعدة النفوس في المطهر بالصلاة والصوم ومختلف انواع التكفير كي تتحرّر هذه النفوس المسكينة وتنطلق الى الله.

الأموات لا يعد لديهم الإرادة الحرة كما كان الأمر حين كانوا أحياء على الأرض. لم يعد لديهم جسد. ولم يعد من الممكن قيامهم بالتعويض عن الخطايا التي فعلوها والتي كانت مؤذية لهم وللآخرين..

إيفانكا

سُئلت إيفانكا لماذا أرتها السيدة العذراء السماء والمطهر:

إيفانكا: “إنها تريد أن تذكّر أولادها بنتائج خياراتهم التي يفعلونها هنا على الأرض.

“في 24 يوليو 1982، قالت السيدة العذراء: “من ينتقل إلى السماء ينتقل بمنتهى الوعي: الوعي الذي ننعم به الآن. ساعة الموت نعي بوضوح إنفصال الجسد والروح. ومن الخطأ الفادح أن نعلّم الناس أننا نولد مراراً وأننا نتّخذ أجساد متنوّعة. الإنسان يولد مرة واحدة فحسب، والجسد الذي أخذ من التراب الى التراب يعود بعد الموت، ولن يقوم ثانية. سيُعطى المرء جسداً نورانياً. ومن ارتكب الكثير من الشرور في حياته ، باستطاعته ان يصعد الى السماء ،

إن هو اعترف، وندم على خطاياه، وتناول القربان الأقدس في نهاية حياته.” وأضافت ايضاً السيدة العذراء :“ان النفوس في المطهر تستطيع ان ترى أحبّاءهم الأحياء خلال تلك اللحظات التي يصلّون هم من أجلهم.”

ماريا

وصف ماريا للمطهر :

“المطهر هو مكان كبير واسع .. وضبابي . بلون الرماد. بسبب الضباب ، لا يمكنك أن ترى الناس هناك. يبدو الأمر كما لو أنهم غائصون عميقاً في السحب . يمكنك أن تشعر أن الناس في الضباب يتحرّكون ويتألمون. يمكنهم ان يصلون لأجلنا ولكن ليس من أجل أنفسهم. هم في حاجة ماسة لصلواتنا. الأم الطوباوية تطلب منا أن نصلي من أجل النفوس المعذّبة في المطهر، لأنه خلال حياتهم هنا على الأرض، شكّوا في وقت ما، أن لا وجود لله، ثم عادوا واعترفوا به،  والآن هم بحاجة الى صلواتنا.

مع صلواتنا يمكننا أن نرسلهم إلى السماء. العذاب الأكبر الذي تعاني منه النفوس في المطهرهو أنهم شاهدوا الله، ولكنهم لا يقدرون على الإتحاد به، ألا بعد ان يتم زمن تطهيرهم . الآن هم يعانون بشكل مكّثف جدا، لأنهم يدركون كم أهانوا الله وأخطأوا اليه ، وكم كانت كثيرة الفرص التي منحهم الرب إياها على الأرض، وكم من المرات قد تجاهلوها”.

إيفان

ايفان يتحدث قليلاً جدا عن تجربته في رؤية السماء، والجحيم، والمطهر. وعندما سئل عن المطهر، أدلى بما يلي: “قالت لي الأم المباركة  أن أولئك الذين يذهبون إلى المطهر هم الذين يصلون فقط في بعض الأحيان – الذين كانت قلوبهم مليئة بالشك، لم يكونوا على يقين من أن الله موجود. انهم لم يعرفوا كيف يصلّون حين عاشوا على الأرض، أو أنهم كانوا يعرفون ، لكنّهم لم يصلّوا … النفوس في المطهر تعاني أشدّ العذاب. واذا لا يوجد أحد يصلي من أجلهم، فإنهم يعانون أكثر. ”

لم تكن رغبة السيدة العذراء إخافتنا حين تحدّثت الى الرؤاة وأرتهم المطهر، بل كانت لها غايتين . الأولى هي أن تبدّد الأفكار الإلحادية التي تقول لا وجود للمطهر والجحيم . هذه الأماكن موجودة ، موجودة حقّاً !!

ثانياً : ان تجعل قلوبنا تنفتح على معاناة أهلنا وأخوتنا المتألّمين في المطهر وأن تُعلمنا كم هو ضروري وصالح ومحبّب الى الله صلاة الأحياء من أجل معونة وتحرير النفوس المطهرية.

لمجد الله وخلاص النفوس

 

اشترك بالنشرة البريدية للموقع

أدخل بريدك الإلكتروني للإشتراك في هذا الموقع لتستقبل أحدث المواضيع من خلال البريد الإلكتروني.

الوسوم

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. المقال خالى من اى ايات من الكتاب المقدس؟؟ نريد نصوص حقيقية واثباتات وبراهين مقدسة ونحن نقتنع بوجود المطهر؟

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق