الكنيسة تتألّم! توقّفوا عن جلد وصلب الكنيسة!
الكنيسة تتألّم!
في الآونة الأخيرة تنتشر أكثر من أي وقت مضى، كلمات ومقالات لا تُحصى تصرخ عناوينها ضد الكنيسة التي يتسارع الكثيرون إلى إدانتها معتبرين إياها فاسدة غير قابلة للإصلاح.
تنتشر مؤخّرًا حركات مسيحية كاثوليكية معادية للكنيسة وللأب الأقدس يحثّون المسيحيين على التمرّد على سلطة البابا. منهم علمانيون وكهنة وأساقفة وحتى رؤساء أساقفة مثل رئيس الأساقفة الأمريكي كارلو فيغانو الذي انشقّ عن الكنيسة وأعلن من مخبأه أنه لا يعترف بسلطة البابا ويدعوه للاستقالة هو والمجمع. والمحزن أن أتباعه يتكاثرون حول العالم.
أصبحنا أيضًا نرى كل “مثقّف” يُدلي بأفكاره واعتقاداته مشجّعًا جمهوره على السير ورائه في التمرّد وإدانة الكنيسة.
الكنيسة تتألّم! نعم، لا ننكر أننا نجد في بعض الأماكن في الكنيسة فضائح ومعاثر. نحن لا نطلب التغاضي عنها لكن دعونا نفكّر كيف يريدنا الرب يسوع رأس الكنيسة أن نتعامل معها.
«أَلَعَلَّكُمْ أَنْتُمْ أَيْضًا تُرِيدُونَ أَنْ تَمْضُوا؟»
طرح يسوع هذا السؤال على تلاميذه الإثني عشر بعد أن أخبر الجموع أنّ من يريد الحياة فيجب أن يأكل جسده ويشرب دمه. يخبرنا يوحنا أن الجموع بدأت بالمغادرة نتيجة لهذا التعليم “الفاضح” والغريب.
أصيب الشعب بالصدمة بسبب ما قاله معلّمهم، لذلك ارتدّوا وتركوا السفينة. الشعب نكر هذه “الفضيحة” وهذا التعليم ولا يريد أي علاقة مع هذا الرجل. فرّوا لأنهم لا يريدون يخاطروا بالارتباط به. حدث وقع قبل ألفي عام، لكنه لا يزال يتكرّر في كل عصر – حتى يومنا هذا!
كثير من الشعب لم يعد يرغب في الارتباط بالكنيسة المقدّسة!
في مناسبة أخرى، يُعلن يسوع للتلاميذ أنه سيُسلم ويتألم ويموت. يجيبه بطرس بمحاولة جعله التخلّي عن رسالته: ابْتَدَأَ يَنْتَهِرُهُ قَائِلًا: «حَاشَاكَ يَا رَبُّ! لاَ يَكُونُ لَكَ هذَا!». نظر يسوع إلى بطرس، الأسقف والبابا الأول للكنيسة، وقال: «اذْهَبْ عَنِّي يَا شَيْطَانُ! أَنْتَ مَعْثَرَةٌ لِي». (متى 16: 23).
لا تتعثّروا!
أراد بطرس من يسوع أن يتخلّى عن رسالته التي من أجلها جاء إلى العالم. كان معثرة ليسوع – كما أن خطايا البعض من مسؤولي الكنيسة هي معثرة لنا! لكن كيف تعامل يسوع مع هذه المعثرة؟ لقد واجهها، وصفها شرًّا وتابع إلى الأمام. لم يتعثّر بها، لم يتجاهلها بل قابلها ورفض السماح لها بتعطيل رسالته: أن يتألّم ويموت ويقوم من أجل كل واحد منّا.
تحتوي مقاطع الإنجيل هذه على درس علينا أن نتعلّمه عند مواجهة معاثر داخل أو خارج الكنيسة. على الرغم من صراخ فئات أو جماعات، يجب ألّا نتعثّر وأن نقف صامدين ونتذكّر ليس فقط ما هي الكنيسة ولكن من هي الكنيسة. يجب أن نرفض تعنيف، جلد وصلب الكنيسة.
«أَلَعَلَّكُمْ أَنْتُمْ أَيْضًا تُرِيدُونَ أَنْ تَمْضُوا؟»
لقد شاهد يسوع الجموع ترحل هاربة ولا شك أنّ ذلك آلَمه كثيرًا. اليوم، عندما يرى يسوع أن البعض من شعبه ترك “السفينة” يوجّه لنا السؤال عينه: «أَلَعَلَّكُمْ أَنْتُمْ أَيْضًا تُرِيدُونَ أَنْ تَمْضُوا؟»
يجب أن تكون إجابتنا دائمًا هي إجابة بطرس ذاتها: «لا يَا رَبُّ، إِلَى مَنْ نَذْهَبُ؟ كَلاَمُ الْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ عِنْدَكَ».
(يوحنا 6:68).