أخبارأخبار ومعجزات مديوغوريه

كريزيفاك – جبل الصليب في مديغورييه

كريزيفاك – جبل الصليب في مديوغوريه

في عام 1933 حاول الأب برناردان سموليان Bernadin Smoljan الذي اختبر الفقر والجوع ، والذي هو احد اباء الرعية ، توحيد ابناء الأبرشية المنهكي القوى . فقدّم نذراً ببناء صليب عظيم على جبل شيبوفيك Sipovic كذكرى لمرور 1900 سنة على آلام وموت المسيح ، وتكريس ابرشيته للسيد المسيح مخلص العالم .

وافق ابناء الابرشية وتحمّسوا للعمل على بناء الصليب . لكن كان فبراير 1934 كثير الأمطار فمنعت رداءة الجو ابناء القرية من البدء بأعمال البناء . مما ابقى فقط 55 يوما ليوم التكريس الذي تقرر على يد الأب سموليان ليوم 16 مارس .

في زمن من الفقر المدقع الذي عانى منه انذاك أبناء رعية مديوغورييه ، تمكن الكاهن وأبناء الرعية وايضا من الرعايا المجاورة اتمام البناء وتوفير المال والأجور . عانى أبناء الرعية مديوغورييه وضحّوا كثيرا حتى انهوا العمل . فحملوا وبعضهم حافٍ ، اكياس الرمل والاسمنت ، قضبان الحديد ، العارضات الخشبية ، والكثير من الأشياء الأخرى حملوها  على أكتافهم ، و على ظهور الحمير ، الى اعلى الجبل الذي يرتفع 537 متراً . وتمّ رفع الصليب. ومنذ ذلك الحين سميّ الجبل “كريزيفاك” Krizevac اي جبل الصليب .

يعلم البعض أن ذخائر من صليب يسوع المسيح تم وضعها داخل الصليب الابيض الذي يرتفع الى علو 8،56 مترا . لكن هناك تفاصيل يجهلها الناس خارج مديغورييه تتعلق بهذا الجبل الأسطوري :

فذخيرة ، قطعة من صليب المسيح ، شقت طريقها إلى مديغورييه ،حينها كانت قرية غير معروفة تماما ، في الوقت الذي تم بناء الصليب في أوائل 1934.
ففي حلم قيل للبابا بيوس الحادي عشر ، انه يجب ان يرسل قطعة من صليب المسيح – هذا الأثر لا يقدّر بثمن – الى الهرسك عبر البحر الادرياتيكي ، لتوضع على الجزء العلوي من أعلى جبل هناك . . فأرسل لهم البابا بيوس من ذخائر الصليب المقدس الموجودة في روما وتمّ وضعها في نقطة التقاء وسط الصليب .

ارتفع الصليب في الذكرى 1900 لموت وقيامة يسوع (سنة 1934). وكان الغرض من تشييد الصليب رغبة المحليين بطلب حماية السماء من العواصف الثلجية مع البرَد التي غالبا ما كانت تضرب قريتهم في الوادي أسفل الجبل وتفسد مزروعاتهم .
منذ ذلك الحين مديوغورييه لم ترَ عاصفة .
وقد نُقش على الصليب : “. IHS يسوع المسيح ، مخلص للبشرية . دليل على إيماننا ، حبنا وأملنا . بنيت من قبل القس برناردان سمولجان وأبرشية مديوغورييه . نجنا من كل شر ، يا يسوع ” .

صعد يوم التكريس ، جميع ابناء الأبرشية الى اعلى الجبل ، وسط الممرات الضيقة ، الارض الصخرية والاشجار الشائكة . وكانوا يتلون الوردية ويرنمون الطلبات المريمية . . بارك كاهن الابرشية الصليب واحتفل الأب غريغو فاسيلي باول قداس

لم يترك مؤمنوا مديوغورييه الصليب تحت حماية ابناء قريتهم فحسب . وانما كان هناك رحلات حج الى الجبل منذ البداية . وكلما شعر احدهم بضيق فإنه يذهب الى هناك . وقد اعتاد الناس الذهاب الى الجبل سائرين على ركبهم العارية فوق الحجارة الحادة . في ليلة صيفية من عام 1937 ، احتفل الأب نيكو فاسيلي باول قداس له على الجبل (قُتل الأب فاسيلي بعد سنوات في الحرب) . وفي تلك المناسبة قام ابناء الابرشية بإضاءة الصليب ووضعوا كأس قربان من الكيروسين يشعّ بقربانة فوقه . فراقب الناس الذين اتوا من مختلف الأنحاء هذا المشهد بفرح.

في كل عام يشهد جبل الصليب منذ ذلك الحين  قداس احتفالي في يوم الأحد الأول بعد عيد مولد العذراء (8 سبتمبر) ،وذلك بأمر أصدره الأسقف الويسيوس ميسيتش Aloysius Misic .

في عام 1988 وُضعت على الجبل لوحات من البرونز تمثل الأربعة عشر  مراحل درب الصليب  ، هي أعمال النحات الإيطالي كارميلو Puzzolo .

في تلك السنة ، كانت مريم العذراء قد بدأت تظهر في مديوغورييه منذ 7 سنوات . وقد اشارت للصليب والجبل في حديثها مع الرؤاة الستة في عدة مناسبات .

في 3 نوفمبر 1981 ، كشفت العذراء للرؤاة انها كانت في كثير من الأحيان تأتي الى جبل الصليب في الصباح باكراً ، “للصلاة عند اقدام الصليب” . في وقت لاحق قال الحجاج ان الوقت التقريبي لصلوات مريم الصباحية هي حوالي الخامسة صباحا .
لأن عدد كبير من الزوار شعروا واختبروا تجربة ملحوظة عند الصليب في هذه الساعة المبكرة.

جبل الصليب والدرب صعوداً الى الصليب الأبيض المرتفع على قمة الجبل ، كان في مخطّط الله منذ الأزل . وكل من يصعد الجبل بإيمان ورجاء يختبر فرحاً وراحة عظيمين ويشعر برحمة الله ومحبّته وبقربه منه ومن السيدة العذراء الكلّية القداسة.

اشترك بالنشرة البريدية للموقع

أدخل بريدك الإلكتروني للإشتراك في هذا الموقع لتستقبل أحدث المواضيع من خلال البريد الإلكتروني.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق