أخبارقصص القديسين

القدّيس ميخائيل ينقذ من الموت بأعجوبة جندي اعتاد أن يصلّي له كل يوم!

قصّة حقيقية عن جندي أنقذه القدّيس ميخائيل من الموت

شاب من مشاة البحرية الأمريكية يدعى مايكل كتب رسالة إلى والدته أثناء وجوده في المستشفى بعد إصابته خلال حرب كوريا عام 1950. كاهن في البحرية يُدعى الأب والتر مولدي تسلّم الرسالة في وقت لاحق وتحقّق من الوقائع واستنتج أن ما ورد في الرسالة صحيح. بعد مرور عام، قرأ الرسالة علنًا لأول مرة، في اجتماع ضم حوالي 5000 من مشاة البحرية في القاعدة البحرية في سان دييغو.

هذه هي الرسالة:

أمّي،
لن أجرؤ على كتابة هذه الرسالة إلى أي شخص غيرك لأنه لن يصدقها أحد. ربما تجدين أنتِ أيضًا صعوبة في تصديقها ولكن عليّ أن أخبر أحداً. أولاً، أنا في المستشفى. الآن لا تقلقي، أتسمعيني، لا تقلقي. لقد أصبت بجروح لكنني بخير. حسنا. يقول الطبيب إنني سأعافى في غضون شهر.

أتذكرين عندما انضممت إلى مشاة البحرية العام الماضي؛ أتذكرين عندما غادرت، كيف قلت لي أن أصلي إلى القدّيس ميخائيل كل يوم. في الحقيقة لم يكن عليك أن تطلبي مني ذلك. منذ أذكر نفسي، طلبتِ مني دائمًا أن أصلي إلى القدّيس ميخائيل رئيس الملائكة. حتى أنك أسميتني باسمه. حسنًا، أنا دائمًا أصلّي إليه.

عندما وصلت إلى كوريا، صلّيت أكثر. أتذكرين الصلاة التي علمتني إياها؟ “أيها القدّيس ميخائيل، ميخائيل الصباح، الباسل القوي، زينة السماء” أنت تعرفين الباقي. حسنًا كنت أتلوها كل يوم. أحيانًا عندما كنت أسير أو أرتاح. لكن دائمًا قبل أن أنام. حتى أنني جعلت بعض الرفاق الآخرين يصلّونها.

حسنًا، ذات يوم كنت مع فصيلة متقدمة في الخطوط الأمامية. كنا نبحث عن جنود الأعداء. كنت أتثاقل في البرد القارس، وأنفاسي مثل دخان السجائر.

مايكل مع رفقائه الجنود

اعتقدت أنني أعرف كل جندي في الدورية، لكن أتى وسار إلى جانبي جندي لم أقابله من قبل. لقد كان أكبر من أي جندي مشاة آخر رأيته في حياتي. لا بد أنّ طوله كان يبلغ المترين تقريبًا وبنيته متناسقة. لقد منحني شعورًا بالأمان لوجود مثل هذا الجسد بالقرب مني.

على أي حال، كنا نسير وقد تفرّقت خلفنا بقية الدورية. لمجرّد الحديث قلت، “الطقس بارد أليس كذلك”. ثم ضحكت. هناك فرصة جيدة للتعرض للقتل في أي لحظة وها أنا أتحدث عن الطقس.

بدا أن رفيقي يفهم. سمعته يضحك بهدوء. نظرت إليه وقلت، “لم أرك من قبل، ظننتُ أنني أعرف كل رجل في الدورية.”

أجاب: “لقد انضممت للتو في اللحظة الأخيرة”. “إسمي مايكل.”

قلتُ مندهشًا “أيُعقل؟”. “هذا هو اسمي أنا أيضًا”.

قال “أعلم” ثم تابع “أيها القدّيس ميخائيل، ميخائيل الصباح …”

كنت مندهشًا جدًا غير قادر على قول أي شيء لمدة دقيقة. كيف عرف اسمي والصلاة التي علّمتِني إياها؟ ثم ابتسمت لنفسي، كل رجل في الدورية يعرف عني. ألم أعلّم الصلاة لكل من رغب بسماعها. حتى أنهم بين الحين والآخر، أشاروا إلي باسم القدّيس مايكل. صمتنا نحن الإثنان لفترة ثم قال كاسرًا حاجز الصمت.

“سنواجه بعض المشاكل أمامنا.”

لم تكن هناك ابتسامة على وجهه الآن. لا بد أنه كان في حالة بدنية جيدة أو أنه كان يتنفس بخفة لدرجة أنني لم أستطع رؤية أنفاسه. بينما أنفاسي انسكبت مثل سُحُب كبيرة. فكرت في نفسي، “المشاكل أمامنا” حسناً مع الجنود الشيوعيين حولنا، هذا ليس إعلاناً كبيراً. بدأ الثلج يتساقط على شكل كرات سميكة كبيرة. في لحظة وجيزة غمر الريف كله. وكنت أسير في ضباب أبيض من الجزيئات اللزجة. اختفى رفيقي.

صرختُ في ذعر مفاجئ “مايكل”.

شعرت بيده على ذراعي، كان صوته عميقًا وقويًا، “سيتوقف هذا قريبًا”.

ثبت أن نبوءته صحيحة. في غضون بضع دقائق توقف الثلج فجأة كما بدأ. كانت الشمس قرص حاد ساطع. نظرت إلى الخلف بحثًا عن بقية الدورية، ولم يكن هناك أحد في الأفق. لقد فقدناهم خلال سقوط الثلج الثقيل. نظرت إلى الأمام عندما وصلنا إلى مرتفع صغير.

أمي، لقد توقّف قلبي. كان هناك سبعة منهم. سبعة جنود شيوعيين يرتدون سراويل وسترات مبطنة وقبعات مضحكة. فقط لم يكن هناك أي شيء مضحك الآن. أمامنا ارتفعت سبع بنادق تستهدف قتلنا.

صرخت “مايكل انبطح!” ​​وارتطمتُ على الأرض المتجمّدة.

سمعت تلك البنادق تطلق النار معًا كأنها واحدة تقريبًا. سمعت الرصاص. كان مايكل لا يزال واقفًا. أمي، هؤلاء الرجال لا يمكن أن يُخطِئوا، ليس من هذه المسافة القليلة. كنت أتوقع أن أراه منسوفًا إلى أشلاء. لكنه وقف هناك، لا يبذل أي جهد لإطلاق النار. لقد أصيب بالشلل من الخوف. يحدث ذلك أحيانًا يا أمي، حتى لأشجع الجنود. على الأقل، كان هذا ما اعتقدته حينها. قفزتُ لأسحبه إلى أسفل لكن في تلك اللحظة أُصبتُ بطلقة. شعرت بلهيب مفاجئ في صدري. غالبًا ما كنت أتساءل كيف يشعر من يتعرض للإصابة بطلقة نار، الآن أعرف..

أتذكر أنني شعرت بأذرع قوية حولي، ذراعان كانتا تضعاني بلطف على وسادة من الثلج. فتحت عيني لإلقاء نظرة أخيرة. كنت أموت. ربما كنت ميتًا، أتذكر جيّدًا أنني كنت أفكر، الأمر ليس سيئًا للغاية. ربما كنت أنظر إلى الشمس. ربما كنت في حالة صدمة. لكن يبدو أنني رأيت مايكل يقف منتصبًا مرة أخرى، لكن هذه المرة كان وجهه يشعّ بتألّق رهيب.

كما قلت، ربما كانت الشمس في عينيّ، لكنه بدا وكأنه يتغير بينما كنت أنظر إليه. أصبح أكبر، وامتدت ذراعيه على مساحة واسعة، ربما كان الثلج يتساقط مرة أخرى، لكن كان هناك بريق حوله مثل أجنحة ملاك. كان في يديه سيف. سيف يومض بملايين الأنوار.

حسنًا، هذا هو آخر شيء أتذكره حتى جاء باقي الرفاق ووجدوني. لا أعرف كم من الوقت مضى. بين الحين والآخر وجدت لحظة راحة من الألم والحمى. أتذكر أنني أخبرتهم عن العدو أمامنا.

سألت “أين مايكل”.

رأيتهم ينظرون إلى بعضهم البعض. “أين من؟” سأل أحدهم.

“مايكل ، مايكل جندي مشاة البحرية الكبير الذي كنت أسير معه قبل أن تضربنا عاصفة الثلج.”

قال الرقيب: “يا بُنيّ، لم تكن تمشي مع أي شخص. كنت أراقبك طوال الوقت. كنت تبتعد كثيرًا. كنت سأناديك عندما اختفيت في الثلج.”

نظر إلي بفضول. “كيف فعلت ذلك يا فتى؟”

“كيف فعلتُ ماذا؟” سألت نصف غاضب على الرغم من إصابتي. “هذا الجندي المسمى مايكل وأنا كنا…”

قال الرقيب بلطف: “يا بني، لقد اخترت هذه الدورية بنفسي ولا يوجد فيها مايكل آخر. أنت مايك الوحيد في الدورية.

ثم صمت للحظة وأردف، “فقط كيف فعلت ذلك يا فتى؟ سمعنا طلقات نارية. لم تُطلِق رصاصة واحدة من بندقيتك. وليس هناك أي رصاصة في الجثث السبع هناك فوق التل.”

لم أقل شيئًا، ماذا عساي أن أقول. كان بإمكاني فقط أن أفغر فمي باندهاش.

ثم تحدث الرقيب مرة أخرى، “يا فتى” قال بلطف، “كل واحد من هؤلاء الجنود الشيوعيين السبعة قُتل بضربة سيف”.

هذا كل ما يمكنني إخبارك به يا أمي. كما قلت، ربما كانت الشمس في عيني، ربما كان ذلك من البرد أو الألم. ولكن الحقيقة، هذا ما قد حدث بالفعل.

محبّتي
مايكل

يمكن إيجاد الصلاة التي كان يصلّيها الجندي مايكل باللغة الإنكليزية. ها هي ترجمتها:
أيها القدّيس ميخائيل، ميخائيل الصباح،
النغمة العذبة، زينة السماء
إحفظني اليوم سالمًا
وفي وقت التجارب
أطرد الشيطان بعيدًا. آمين

المصدر: sainttherse.com

اشترك بالنشرة البريدية للموقع

أدخل بريدك الإلكتروني للإشتراك في هذا الموقع لتستقبل أحدث المواضيع من خلال البريد الإلكتروني.

الوسوم

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق